إن الصراعَ هو الطريقُ الى الرُقي الأقصرُ
} يوسف المسمار*
اهدأ فانكَ يا فؤادُ إذا خفقتَ مُضللٌ
إنْ كنتَ في غير الطهارةِ والكرامةِ تشعرُ
واصمتْ فانكَ يا لسانُ إذا نطقتَ منافقٌ
إنْ كنتَ في غير الحقيقةِ والعدالةِ تأمرُ
ولتهلك الأيدي إذا لمْ تبتدئ بعزيمة ٍ
بدمارِ ما شادَ الطغاة ُالمجرمون وتُبتَرُ
إنَّ البقيةَ وحدها بصلاحها وثباتها
في الشعبِ كلَّ عزيمة ٍ بنهوضها تُستنفرُ
وتشيدُ مدرسةَ الحياةِ فتهتدي الأجيالُ في
أنوارها وعلومها وفنونها وتعمِّرُ
وتعودُ فلسفة ُ الصراعِ عقيدة ً للمؤمنينَ
بحقهم والعاملين بوعيهمْ تتعبقرُ
فالعُمرُ في ظلِّ المهانة ِ خيبة ٌ ومذلة ٌ
والموتُ في ظلِّ الكرامةِ عزَّة ٌ لا تُنكرُ
ما خاب معتنقُ الصراعِ بعمرهِ ونضالهِ
بل خاب من هجرَ الصراعَ وبالتخاذلِ يُبحرُ
يا أنبلَ الثوارِ، يا رُسُل العدالة إنكمْ
أملُ البلادِ المستمرُ المُستضيءُ الأنورُ
أبناؤكمْ وحياتكمْ ومصيركمْ رهنٌ بما
اشتملتْ عليه نفوسُكمْ وفعالكمْ فتَدبَّروا
لا تقبلُ السلمَ المهينَ جماعة ٌ في وعيها
لهبُ المناقبِ والفضائلِ خافقٌ مُتفجرُ
الأرضُ أرضُ وجودنا وحياتنا ومصيرنا
والشعبُ ذاك المُبدعُ المتحضرُ المتطورُ
مهما الطواغيتُ استباحتْ بالمظالمِ حقنا
فنفوسنا أقوى وأنبلُ ما يكونُ وأكبرُ
بصراعنا لا بالنحيب نشقُّ دربَ نهوضنا
وبعزمنا لا بالخمول نفوسنا تتجوهرُ
لا شيء في هذا الوجودِ سوى الصراعِ يفيدُنا
إن الصراعَ هو الطريقُ الى الرقي الأقصرُ