المرأة السوريّة شعلة تضيء فضاء الدراما على مدى ستين عاماً أدوار بطولة كرّست الأثر الإيجابي للمرأة في المجتمع
أخذت الدراما في سورية على عاتقها منذ بداياتها إنصاف المرأة السورية وإبرازها كجزء فاعل وأساسي في المجمع فقدّمت عنها صورة واقعيّة تتبنى قضاياها عبر التاريخ إلى زمننا حيث لم تتوقف السيدات السوريات عن الإبداع والتفرد.
واستطاعت الممثلات السوريات أن يكنّ رقماً صعباً في هذه الدراما منذ نشأتها من تصدّيهن لبطولة مجموعة من أهم الأعمال كرست الأثر الإيجابي للمرأة في المجتمع باعتبارها عنصر التجدّد الأول وحاملة الحياة.
وحظيت المرأة بدور البطولة في العديد من الأعمال التاريخية السورية المهمة التي تجسّد مسيرتها ودورها فكان أول عمل تاريخي قدمته الدراما في سورية عام 1961 عن الشاعرة (رابعة العدويّة) والتي لعبت بطولته فاطمة الزين.
ولم يتأخر مسلسل (البذور الطيبة) عام 1969 ليكون أول عمل لمخرجة سورية وهي أنيسة عساف في أرشيف التلفزيون العربي السوري، بالإضافة إلى أعمال تاريخيّة أخرى منها مسلسل (انتقام الزباء) بطولة سلوى سعيد ومسلسل (زنوبيا) بطولة الفنانة رغدة. كما ظهرت العديد من الشخصيات النسائية في العصر القريب، حيث تناولت حياة المطربة (أسمهان) التي جسدتها النجمة السورية سلاف فواخرجي.
وظهرت صورة المرأة بوصفها الآمرة الناهية كما شخصية (فطوم حيص بيص) في مسلسل (صح النوم) التي جسّدتها الفنانة نجاح حفيظ فلم يغفل صناع الدراما عن إظهار دور المرأة على أنها عنصر باعث على الحياة وتقديمها بصورة فاعلة لا يقل دورها في المجتمع عن الرجل وليست مجرد ظل له.
ومنحت المرأة مساحة أكثر واقعيّة فتحوّلت صورة المرأة من الطبخ وافتعال المشاكل إلى المرأة الفاعلة والقوية في مسلسلات استندت إلى تاريخ دمشق الحقيقي وصورت المرأة بطريقة حقيقية فكان لها دورها الفاعل في المجتمع منهم (طالع الفضة).
أما مسلسل (حرائر) ضم شخصيات واقعية من التاريخ السوري في الحقبة من 1915 إلى 1920 لا تغيب عن ذهن المجتمع شخصياتهن المتفردة مثل الصحافية (ماري عجمي) التي أسست أول مجلة نسائية في سورية والمناضلة والأديبة (نازك العابد) التي ترأست جمعية لمساعدة ضحايا الثورة السورية الكبرى كما دعت لمنح المرأة حق الانتخاب، كما ظهرت شخصية الشاعرة الحلبية (مريانا مراش) وكانت من النساء الرائدات في الصحافة.
وفي الدراما الاجتماعية برزت مسلسلات عمادها الأساسي هو العنصر النسائي حيث أفرد للمرأة معظم شخصيات مسلسل (أشواك ناعمة) الذي تناول الفئة العمرية اليافعة لطالبات المدرسة بينما تناول (جلسات نسائية) الفئة الناضجة من السيدات في سن الثلاثينيّات ومسلسل (بنات العيلة) الذي صور تناقضات موجودة في المجتمع وتناول قضايا المرأة المختلفة سواء في تعرّضها للاضطهاد من إظهارها بصورة مثالية في العلاقات الاجتماعية أو العاطفية.
وقدّمت الأم السورية كنموذج يُحتذى في التربية ومعاملة الأبناء المثالية مثل نبيلة أم لأربع فتيات دمشقيات بأرواح جميلة مليئة بالعفوية في مسلسل (الفصول الأربعة) أما الابتسامة والهدوء والتعبير الراقي فكان لا يفارق سمر سامي في مسلسل (أحلام كبيرة) رغم أنها ربة منزل ومعلمة وزوجة وأم لأربعة شباب.
وبرعت الفنانات السوريات في تجسيد ما طال المرأة في بلادنا جراء الحرب والدفاع عنها وفق خط درامي مؤثر، فكان مسلسل (شوق) خير شاهد حيث ركّز على اختطاف النساء من شرائح مختلفة منها روز الصحافية المنحازة للإنسانية.
وفي مسلسل (عصي الدمع) أظهرت الكاتبة دلع الرحبي التنوع العميق بين المحامية التي تخوض في مختلف مناحي الحياة متمسكة بقيمها من خلال شخصية رياض العمري والتي تدافع عن حقوق المرأة والمواطن وعلى الجانب الآخر المرأة التي تعيش بسعادة وهي تتلقى تعنيف زوجها وغيرها التي تبحث عن زوج في المجلات وتلجأ للشعوذة لتبقيه تحت طاعتها.