جوهر العقل
} يوسف المسمار*
للعقلِ حالان: مَخبولٌ ومُفتهمُ
من عقله اختلَّ فيهِ استوطن العَدَمُ
يا معشر الناس لا تبكوا على وطنٍ
إنْ شُوِّه العقلُ واستشرى به الوَرَمُ
فالعقلُ يَعني انطلاقاً لا يُكَبِّلهُ
نَصٌ تَداعى وبالتخريف يَتَسمُ
والعقلُ يَعني حياةً لا يُداخِلُها
طيفُ الغباوات إنْ ثارتْ بها الهِمَمُ
والعقلُ يعني بأن الكون منفتحٌ
ما دامَ في الناسِ من آفاقُهُ القِمَمُ
والعقلُ يَعني سُمُوَّاً ليس يُدركُهُ
أفْقُ السماواتِ أو تجتازُهُ النُجُمُ
هذا هو العقلُ عَزمٌ خارقٌ أبداً
إلاَّ مَدى النورِ لا يرضى ويعتزمُ
وأصدقُ العقلِ عقلُ فاعلٌ وبهِ
كلُّ الخرافاتِ والأوهام تنعدم
وأكملُ العقل عقلُ الشعب إن ظهرت
في الشعبَ روحٌ بخير الشعب تلتزمُ
يا شعبنا المجدُ لن يأتيك مكرمةً
الا اذا ثارَ في وجدانك الكرمُ
وصنتَ بالعزم روح البذل ينعشها
في ساحة العز وعيٌ عاصفٌ ودمُ
لا يسلم الشعب إن غاضت مواهبه
وعقلُه اختل فاختلت به القيَمُ
شعبٌ بلا العقلّ قطعانٌ شرائحه
إلا الى الحتفِ لا تقتادها الحِمَمُ
والشعبُ بالعقل يعلو في العُلى أبداً
مهما العُلى امتدّ وامتدت به القممُ