الغارات الإسرائيليّة على سورية.. والردّ
ينشغل الإسرائيليون بتحليل معنى البيان الإيراني الصادر عن الحرس الثوري بنعي عقيدين من ضباطه العاملين في سورية شهيدين نتيجة الغارة الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق، وتجمع التعليقات على الاستنتاج أن هذا الإعلان ليس إلا التزاماً مسبقاً برد إيرانيّ مقبل.
خلال الفترة السابقة للحرب الأميركية الروسية في أوكرانيا كان وضع الإسرائيليين محكوماً بقواعد اشتباك تراكمت خلال سنوات، وجاءت الحرب الروسية الأميركية لتقطع عليهم طريق المناورة بين واشنطن وموسكو ويجدوا أنفسهم مجبرين على التموضع بوضوح في الخندق الأميركي. وأضافت الخصوصية الأوكرانية وهوية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اليهودية وتمثيله لقاعدة ارتكاز للسياسات الإسرائيلية والمصالح الاقتصادية والأمنية الإسرائيلية، ليسبب إحراجاً يضعف القدرة الإسرائيلية على اللعب على الحبال مع روسيا في لحظة لا تبدو فيها القيادة الروسية مستعدّة للتسامح، ولا مهيأة لتقبل هوامش المناورة.
في توقيت سيئ بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، سقطت بضربة واحدة كل التحفظات الأميركية على التوقيع السريع على الاتفاق النووي مع إيران، فمقتضيات مواجهة تداعيات العقوبات على روسيا وانعكاساتها في سوق الطاقة تجعل إيران شريكاً على واشنطن مراعاته لتفادي نشوب أزمة طاقة عالمية، بحيث يصير الحراك الأميركي والإسرائيلي نحو إيران متعاكساً، بينما يصير الانضباط الإسرائيلي بالحاجة الأميركية لمواجهة روسيا سبباً لإضعاف هوامش الحركة الإسرائيلية.
يعتقد الإسرائيليون أن عليهم بعد اليوم الأول للإعلان عن العودة للعمل بالاتفاق النووي توقع ضربة إيرانيّة، كردّ على غارتهم الأخيرة ودفعة على الحساب المفتوح، في لحظة تناسب إيران دولياً ولا تناسب “إسرائيل”، وقد تفرض تغييراً جوهرياً في قواعد الاشتباك حول سورية ونظرية المعركة بين حربين.