حديث الجمعة

صباحات

} 4-3-2022

صباح القدس لقطار الشرق السريع، يقوده بوتين نحو محطة الربيع، حيث يزهر الحلف في تايوان، وتكون قد تحررت من العقوبات ايران، ويصعد مجددا محور المقاومة، حتى رحيل الأميركيين من سورية والعراق في الأشهر القادمة، وكيان الاحتلال يشعر بالقلق، فالذي هرب من التدخل في أوكرانيا خشية الحروب، سيجد عذراً من دعم الكيان كما سبق، وقرر الهروب، وكل الحملة الإعلامية القائمة على التذاكي، وما يتخللها في حملة التباكي، مرة على القانون، ومرة على حقوق الإنسان، يقودها منافقون، كما تقول الحرب في العراق واليمن ولبنان، وكما تقول مذبحة فلسطين، أمام العيون، ولن تفتّ في عضد وثبات بوتين، فالحديث عن التقدم البطيء ومشاكل لوجستية، لتوريط روسيا بالتسرع والوقوع في الأخطاء الغبية، وهدف التساؤل عن أين سلاح الطيران، لإضعاف الدفاعات الجوية، وتوفير فرص الاختراق، فاوكرانيا ليست العراق، والحرب في الأصل أميركية، والكل يتربص وراء الحدود، ويدير على روسيا حرب وجود، وموسكو تمسك يدهم من حيث توجعهم، ولا تهمها العقوبات، فان كنتم قادرين على العزل الاقتصادي، فلتفرضوا العقوبات على صادرات النفط والغاز، وما عداها أقل من عادي، وتدفق الموارد مستمر من البيع ولا مكان للألغاز، فالغرب يمول الحرب من مشترياته، وهو يريد من العقوبات تحريض الداخل الروسي فيصيب الأغنياء، وستفشل رهاناته، بينما حرب الأسعار ستفجر في الغرب شارع الفقراء، فلا القمح ولا النفط في روسيا موضوع أزمة اسعار، بينما سلم الأسعار في الغرب ينهار، وتكسير ما كانوا يبنون من المانيا جديدة، لشن الحرب القادمة، سيجعل الحرب الوقائية التي اعتبروها نظرية فريدة، بعد حرب اوكرانيا واكذوبة المقاومة، مجرد تجربة روسية قديمة، فالرهان على التطرف لشد العصب، يبني فاشية يعمي عيونها الغضب، لكنه لا يبني قضية ولا يصنع الحق، لمن اختار حلف الأميركي والتحق، وسيسأل الشعب الذي يدفع ثمن الحرب بالتهجير، لماذا لقي هذا المصير، وقد كانت متاحة فرصة الحياد، لتجنب الخراب في البلاد، وطالما أن الأمور في خواتيمها، فمن كان يعلم انه لن يدخل الناتو، اختار من المعادلات عقيمها، وقال للأطلسي حاضر هاتوا، ولما طلب الأميركيون منه ان يحارب عنه وارتضى، لأنهم لا يريدون المشاركة ويخشونها، يتحمل مسؤولية من هجّر ومن قضى، ودمار بلاد جميلة ستغمض عيونها، وقد صارت خرابا، والأمم لا تبحث للقيادة عن عميل يخونها، بل عمن يصونها، ويفتح لها للخلاص بابها، وقيمة قراءة بوتين للتاريخ، أنه يعرف ان النازية في اوكرانيا كانت في الحرب العالمية مصدر التخريب والصواريخ، وانها اليوم المانيا البديلة، كانت تستعد للحرب بقيادة عميلة، وان ما فعله كان مثالا ناجحا لحرب الاستباق، ومن لا يصدق فليقارن بحرب العراق.

} 5-3-2022

صباح القدس ونحن في قلب الحرب العالمية، وهذا سقفها، فقد هرب الغرب من خوضها بعلانية، وكررت عواصمه خوفها، لكن العالم كله يقاتل في أوكرانيا لرسم التوازنات والخرائط الجديدة، والكل مشارك بنسب الأحجام من دول قريبة وبعيدة، وقد صار واضحا مسار ومنصات السباق واتجاهاتها، من جهة محاولة جعل الحرب سياقا للاستنزاف السياسي، مقابل السعي لفرض المسار العسكري كموجّه أساسي، ومثلها محاولة تجفيف الأموال أملا بالانهيار، يقابلها اعتماد حرب الأسعار لدفع مجتمعات الغرب نحو الانفجار، والفوارق بين الحسابات واضحة وبائنة، بين رهان الغرب على الضربة الأولى القاسية، بمحاولات العزل والعقوبات والحصار، وبين النجاح بمنع الفوز بالضربة القاضية، وترك الميدان يقرر المسار، وقد فعل الغرب سقف ما يستطيع، وبدأ المسار التنازلي للفعالية، بينما تراكم روسيا نقاطاً لا تضيع، في صناعة الانتصارات العسكرية، وبين العزف على اوتار الضغط على الأغنياء، والرهان على ما سيحدث بتدفيع الفواتير للفقراء، استوعبت موسكو صراخ أغنيائها، وبدأ صراخ عواصم الغرب من خطة أغبيائها، فأسعار النفط والقمح والغاز في الغرب صارت مضاعفة، والناس في بيوتها خائفة، وفواتير العيش زادت بما يعدل النصف، وهي مرشحة للمزيد، والعالم ينقسم الى عالمين، ويتشكل العالم الجديد، من شرق وغرب منفصلين، واحد منتج ومورد للمواد الأولية، وأسواقه مقفلة، والثاني كاسد الرزق من اسواقه المالية، وقد اقفل الباب على الدين، وصارت أكلافه مثقلة، واحد قوي في الميدان، ولا يخشى الحروب، والثاني قادر في الإعلان، ويملك فيه اقفال الدروب، ولأن الجغرافيا مستبدة وحاكمة، فالمساحة والسكان ارقام لا تقبل الحوار، وقد تبدو النتائج ظالمة، اذا قلنا ان المليون لا يواجه المليار، لكنها الحقيقة، فالجغرافيا صارت هي المعادلة الحية، ونتائجها دقيقة، ترسمها المساحة والموارد والسكان، وهذا معنى الصين القوية، واهمية موارد الطاقة والموقع الجغرافي في روسيا وايران، ولذلك يمكن الجزم بالنتيجة النهائية، ويبدو محسوماً اتجاه السباق، وقد رسم الأسبوع الأول له السياق، القوس الصاعد سيزداد صعوداً، والصعود الساخن يزداد حرارة، والقوس الهابط يزداد بروداً، ويرسم بالعناد طريق الخسارة.

} 7-3-2022

صباح القدس وخرائط العالم الجديد تتشكل، وأوروبا العنصرية تستفيق على عيونها الزرق، وبعدما حاضرت بحقوق الإنسان لم تعد تقبل، الا بعالم قائم على التمييز على العرق، وقيمة الحروب في انها مهما تاه الحق فيها وضاع، لا بد من ان تسقط عن الوجوه القناع، وتظهر الحقائق بلا تزييف، ويسقط النص النظيف، فكل الحقائق واضحة كالشمس، والصوت صارخ لا مكان للهمس، في قضية النازحين وفي قضية العقوبات وكل مجال او اهتمام، عنصرية الدولة والمجتمع والنخب، كما في الحروب الصليبية قبل ألف عام، المكان للغرائز والغضب، لكن الحرب ستتكفل بصب الماء البارد على الرؤوس الحامية، ويوما بعد يوم تطير السكرة وتأتي الفكرة، ما دامت أميركا ليست حامية، ولا تصطاد الا في الماء المعكرة، تقاتل حتى آخر الأوروبيين، من وراء البحار، فلم نكون بها متمسكين، وهي كأبشع التجار، كالسمسار المضارب، شريك الربح لا شريك الخسارة، لا تشارك براس المال وهي المحاسب، وتدير وحدها التجارة، وعندما تكوي الأسعار جيوب الناس، تقول انها الحرب فماذا عسانا نفعل، ومن دون التباس، أوروبا تجوع وشعبها يقتل، والحبل على الغارب، ولا من يحاسب، كل يوم سترتفع الأسعار، وتكوي الناس بالنار، وخلال أسبوع زادت أسعار الطاقة ضعفا كاملا، حتى ينهار الاقتصاد انهيارا شاملا، والسؤال الذي يكبر كل يوم، ويؤرق الأوروبيين في النوم، لماذا نكون في الأطلسي وهو لا يحمي في الحرب، وما هو معنى تحالف دول الغرب، ويبدأ التفكير بالحياد، على مساحة اوروبا كلها، ويصير حال البلاد، الأزمة كبيرة فمن يحلها، والحل مغطى بقشة يحتاج من يكشفها، حياد أوروبا والحقيقة سهلة لمن يعرفها، فقد قال الأقدمون جارك القريب لا اخيك البعيد، فماذا كسبت أوروبا من العداء مع الجار، بعدما خسرت تجارة الحديد، بعقوبات الأخ القابع وراء البحار، تدفع اليوم ثمن حروب الطاقة، ولا تلقى الا كلمات براقة، وهي تريد من يحمي ومن يخفض الأسعار، وكلاهما معقود اللواء للجار، فإما الذهاب اليه بالحياد، او الذهاب لحرب شاملة، والأميركي يقول لا تذهبوا للحياد انهم اوغاد، فحاربوا انتم وهو يفاوض تحت الطاولة، فهل تصحو فرنسا والمانيا قبل الخراب، ام أعمت العنصرية عيون اولي الألباب.

} 8-3-2022

صباح القدس ليوم المرأة في بلادنا، للأم والزوجة والأخت والابنة والزميلة والصديقة، على احترامها نربي أولادنا، فهي النصف الأول ونحن نصفها الثاني هذه هي الحقيقة. هي الأكثرية الصامتة، رغم اتهامها بالكلام، وهي الأكثرية الفاعلة، رغم ابعادها عن الشأن العام. وهي الأكثرية القاتلة، ما لم ننصف حضورها، وننتهي من الخرافة، في الحديث عن قصورها، وقد آن الأوان لنعتبر مقياس التقدم في التحرر من الذكر المتوحش الساكن في الصدور، وليس في اكذوبة الدعوات للنهوض والحضور، فليس مطلوباً من الرجل المساعدة، ولا عطاء ذليل بالمزاودة، بل أن يكف عن التصرف كذكر، ويكتفي بسلوك الإنسان، وان يدرك انه يعرض بيته وبلاده للخطر، بجعل نصفيهما طي النسيان، فجدتي كانت فلاحة، وتتقن السباحة، وكانت تشارك جدي سلاحه، فلماذا على ابنتي أن تخشاها، وان تكون مجرد لعبة جميلة، فلا الأنوثة والجمال، يخشيان خشونة القتال، ولا ينقصان بالحجاب، فالمهم ان يكون الخيار حراً بلا وصاية، وبلا إرهاب، والأهم ان يكون الرأس محشوا بالفهم والعلم في النهاية، لا ان يكون الطلاء ستراً للغباء، مع او بدون العباية، فالمطلوب هو تحرر الرجل لا تحرير النساء، وأول التحرر بعض الخجل وعودة الكتاب، فعندما تكون أغلبية الرجال لا تقرأ كتاباً، وتدعي الفهم بكل العلوم والأشياء، يكون المجتمع مصاباً، وليست مشكلته فقط حقوق النساء، وفي يوم المرأة وعيدها، اول التحية لأمهات الشهداء، فمن الأم بعض من الروح في شهيدها، وكل التحايا للقدس وفلسطين، سيدتان تسكنان القلب والروح في كل حين.

} 9-3-2022

صباح القدس للمقاومة تصنع الحلول، وقد آن الأوان لامتلاك مفتاح الدخول، وقطاع الطاقة محور الاقتصاد، ويليق بالمقاومة أن تشارك عبره في شؤون البلاد، فهو ترسيم حدود البحر وحماية الثروات من الضياع، وهو القدرة على الصمود بوجه الضغوط وتبدل الأوضاع، والشجاعة في قبول العروض، والعمل بما هو مفروض، وبعد كلام السيد عن مشاريع المصافي، وقبله مشاريع الكهرباء، والحق الواضح الصافي، من حق الناس على المقاومة وعلى الحلفاء، أن تكون حقيبة الطاقة بيد المقاومة ومن تسميه، شرطاً لقيام حكومة ما بعد الانتخابات، وفقا لخطة تنهض بالقطاع وتحميه، وتقوم على أساسها التحالفات، من تسمية رئيس الحكومة الى تشكيلها، فالناس تريد حكومة تحلّ المشاكل لا حكومة تشكي لها، وبدلاً من انتظار حبل من مسد، اسهل من اصلاح نظام فسد، او الأمل بيوم صعب القدوم، لدولة خارج الطائفية، فالسياسة بين العلوم، فن ابتكار الأبواب الإضافية، وهذا باب للتغيير، يعيد رسم الاقتصاد، ويغير احوال الناس، ويعمّ خيره على البلاد، ويقلب النظام من الأساس، ويعيد تأسيس العلاقات الخارجية، وفق معيار المصلحة الوطنية، فمن يجرؤ على التوقيع مع شركة صينية او ايرانية او روسية، ستركض اليه الشركات الاميركية او الفرنسية، ومن يجرؤ على القول هذه حدودنا السيادية، سنبدأ فيها التنقيب، بعيداً عن المواقف الرمادية، التي تجامل البعيد والقريب، هو من تريده الناس لتولي القضية، وأن يكون من يختار الوزير، فقد شبعنا من وزراء المحسوبية، ودقت ساعة التغيير، وليس مطلوباً الا اعتماد اللعبة الديمقراطية، بعيدا عن شعارات الثورة ودق النفير، فابتكار باب لتغيير المعادلات، لا يصيب قواعد النظام، ولا يقلب التوازنات، ولا يدخل في حروب الكلام، المطلوب وفق اللعبة النيابية، وضع شرط للمشاركة، يغلق المعارك الجانبية، ويجعل حياة الناس عنوان المعارك.

} 10-3-2022

صباح القدس للفارق بين حروب الكلام والإعلام، عن حرب الحقائق في الميدان، وعكس المزاعم أوكرانيا تعرض الاستسلام، وهم يتحدثون عن نصرها في البيان، فقد صار اعلان الحياد محسوما، وباقي خط الحدود مرسوما، على حد اكتشاف ان وعود الغرب سراب، وان ما جنته أوكرانيا كان الخراب، وها هي أوروبا تجني مثلها الأزمات، بعدما تورطت بإعلان العقوبات، فالهيستيريا العنصرية، وصفة سحرية، للوقوع في الفخاخ، حيث يكثر الصراخ، فحرب الأسعار تأكل الأخضر واليابس، وخطر انقطاع الكهرباء على المقابس، وما خسرته موسكو بالعقوبات، حققت ضعفه بزيادة الأسعار والمبيعات، ولتعويض النقص بالإمدادات، تلهث واشنطن لاسترضاء الخصوم، فترفع الحظر والعقوبات، عن فنزويلا وايران ومن كانت تلوم، وتصفهم بالإرهاب، تمنحهم اليوم جوائز فتح الباب، وهذا جزاء عمى البصر والبصيرة، لمن أصابه غرور القوة، فحسابات اليد القصيرة، ترميه في الهوة، كيفما تفلت غرق أكثر، وكلما توهم النجاح صار الوضع أخطر، وروسيا تربح على البارد والوقت معها، وليست مستعجلة، هم يحسبون الأيام ويكثرون الكلمات كي تسمعها، وهي تقول لماذا العجلة، العمليّة تسير وفق ما هو مرسوم، اما التسليم بالشروط أو النصر محسوم، والمهلة الأولى حتى أيار، موعد النصر على الفاشية، ما لم يقع قبلها الانهيار، وتهزم النازية، والمهلة الثانية في حزيران، ذكرى انزال النورماندي، للعودة بأوروبا الى تعاون الجيران، بديلاً من التحدي، وتقبل المعادلات الجديدة، بعد تكسير الرؤوس العنيدة، فالجغرافيا أقوى من الأرقام، ومن علم الكلام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى