معرض بيروت الدوليّ للكتاب يختتم فعاليّاته غداً عميد الثقافة في «القوميّ» د.كلود عطية: نصارع الظرف الراهن لترسيخ النهضة الثقافيّة والفكر
} عبير حمدان
يختتم معرض بيروت للكتاب فعالياته مساء غدٍ الأحد بعد سلسلة من النشاطات والندوات وزحمة التواقيع توالت على مدى عشرة أيام في محاولة لتشكيل مساحة ثقافيّة بعد غياب قسريّ لثلاث سنوات.
في الافتتاح اعتبر القيّمون في النادي الثقافي العربي، الجهة المنظمة للمعرض، أن العودة في هذا الظرف الصعب الذي نمرّ به هي واجب ثقافي إلا أن الاجماع على هذه العودة لم يتم حيث غاب عدد كبير من دور النشر التي تُعتبر رائدة في مجال الطباعة والنشر وأبرزها: الآداب والفارابي والساقي والعربيّة للعلوم وأنطوان، مما استدعى جملة من التساؤلات المعلقة إلى حين قد تشهد بيروت معرضاً ثانياً في الموعد الذي تراه نقابة اتحاد الناشرين مناسباً بحسب ما قاله بعض المشاركين في الدور المشاركة للـ»البناء» والذين تمنوا عدم ذكر أسمائهم.
رغم الكلفة التي يتكبّدها رواد المعرض للوصول والأسعار الخياليّة للكتاب تبقى الإيجابية قائمة للباحثين عن المعرفة بمنأى عن السطحية والاستعراض ليجدوا مرادهم لدى دور نشر أسقطت المنطق التجاريّ من حساباتها وقدّمت كتبها ولو بأسعار رمزية.
رأى الدكتور كلود عطية، عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن عودة معرض الكتاب مهمة إلا أنه ناقش في مسألة التوقيت، وفي حديث مع «البناء» قال: «يهمنا بالتأكيد عودة معرض بيروت الدولي للكتاب بعد غياب قسري منذ 17 تشرين 2019 ولكن الإشكالية الوحيدة تتمثل في الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، وحين أشير إلى هذه الإشكالية ليس رفضاً لعودة المعرض إنما كان من الأفضل ان تكون عودته أكثر قوة ليشكل نهضة ثقافية حقيقية».
وأضاف: «هناك كلفة كبيرة يتكبدها المواطن لتأمين احتياجاته البديهية في هذه المرحلة الصعبة. وبالطبع المعرفة غذاء أساسي للعقل والروح، لذلك كان من الضروري أن نكون حاضرين في معرض الكتاب انطلاقاً من قناعتنا بأهمية ترسيخ النهضة الثقافية والفكر ولن نستكين وسنبقى نصارع الظرف الراهن ومواجهة التسطيح الممنهج للعقول من خلال تحريك العمل الثقافي في كافة المجالات من فن ورسم وأدب وشعر. علينا جميعنا تكثيف جهودنا لنشر الفكر النهضوي لكونه الخلاص لأمتنا».
وختم: «نحن شاركنا في معرض بيروت الدولي للكتاب عبر دار فكر للأبحاث والنشر وهدفنا ان يبقى الكتاب بخير ولا يتم استبداله بالعالم الافتراضي كمصدر للمعرفة. وعلى هذا الجيل الخروج من دائرة سيطرة وسائل التواصل بشكل سلبي ومنح نفسه حيزاً للقراءة، ونأمل اختيار توقيت مناسب لتكون المشاركة في المعرض بدورته المقبلة من الجميع دون استثناء».
دار فكر للابحاث والنشر
جلست يارا شيباني بين إصدارات دار فكر للأبحاث منذ اليوم الأول لافتتاح المعرض، وتحدثت عن تجربتها بحماس، فقالت: «انها تجربتي الاولى في هذا المجال ووجودي في معرض الكتاب وتحديداً في دار فكر أفادتني كثيراً، واللافت تهافت الشباب لشراء كتب الزعيم وفعلياً الإقبال كبير جداً مما يؤكد أهمية هذا الفكر وتأثيره بشكل إيجابي على المجتمع».
وأضافت: «حركة الرواد جيدة ولم تقل وتيرتها رغم الوضع الاقتصادي الصعب إلا أن الناس لم تسقط الكتاب من حساباتها، إضافة إلى أن الندوات التي أقيمت على هامش المعرض تناولت مواضيع مهمة، كما أنه تم توقيع العديد من الكتب في مجال الأدب والشعر والسياسة، مما يعني أن الكتاب بخير طالما هناك إصدارات جديدة على الدوام».
الفرات
من جهتها أكدت ماري (دار الفرات) أن المعرض رائع لجهة الإقبال، وقالت: «بعد ثلاث سنوات من الغياب القسريّ أجزم أن الكتاب بألف خير رغم الواقع القائم، الإقبال كان كبيراً ومميزاً حتى أن الرواد اشتروا الكتب يوم الافتتاح وهذه ظاهرة لافتة مما يؤكد أن الناس متعطشة للمعرفة».
وأضافت: «لا أنكر أن البعض تخوّف من الفكرة قبل الافتتاح ولكن كان لا بد من المجازفة، وبرأيي الدور التي لم تشارك شعر القيّمون عليها بالندم حين شهدوا نجاح المعرض، أضف إلى ذلك أن الندوات التي تضمنتها فعاليات المعرض جيدة لجهة المواضيع التي ناقشتها».
خاتمة
لعل عودة معرض بيروت للكتاب شكلت مادة للنقاش لجهة تأطير البعض لهوية بيروت الثقافية ليصل الأمر الى حد الانقسام وإدخال النزاع السياسي الى مساحة من المفترض أنها ثقافية جامعة، لذا كان من الضروري الإضاءة على الحدث بشكل موضوعيّ وإبراز الايجابيات بعيداً عن الفئوية، حيث إن الكتاب والمعرفة للجميع دون استثناء.