كسروان ـ جبيل: المعركة على مقعد ميشال عون!
} رمزي عبد الخالق
تُعتبر المعركة الانتخابية في دائرة كسروان ـ جبيل من أبرز المنازلات في الانتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيار المقبل. ذلك أنّ هذه الدائرة تجمع على أرضها قوى وأحزاباً وشخصيات من معظم المشارب والألوان السياسية التي «تتزيّن» بها لوحة الفسيفاء اللبنانية.
ولا ننسى أبداً أنها الدائرة التي كان يترشح عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي كانت أبرز تعبير عن «التسونامي» الذي أحدثه بعد عودته من فرنسا في العام 2005.
والاعتقاد السائد لدى معظم المتابعين أنّ المعركة الفعلية في الربيع المقبل ستكون تحديداً على مقعد الرئيس عون، الذي شغله في دورتي العامين 2005 و 2009، فيما شغله في الدورة السابقة صهره النائب شامل روكز، والذي تضاءلت حظوظه الكسروانية بعدما ترك «تكتل لبنان القوي»، وتتردّد معلومات متناقضة عن احتمال نقل ترشيحه إلى دائرة المتن أو عدم خوض المعمَعة الانتخابية هذه المرة.
معلوم أنّ دائرة كسروان ـ جبيل تتمثل بثمانية مقاعد في مجلس النواب (خمسة مقاعد في كسروان للموارنة وثلاثة مقاعد في جبيل اثنان للموارنة والثالث للشيعة)، أما نواب الدائرة الذين نجحوا في انتخابات العام 2018 فقد توزّعوا على ثلاث لوائح…
ـ لائحة التيار الوطني الحر التي ضمّت أيضاً بعض الشخصيات المستقلة فاز منها أربعة مرشحين هم: شامل روكز ونعمة افرام وروجيه عازار عن كسروان وسيمون أبي رميا عن جبيل.
ـ لائحة القوات اللبنانية فاز منها مرشحان قواتيان هما: شوقي الدكاش عن كسروان وزياد حواط عن جبيل.
ـ لائحة النائب فريد الخازن التي ضمّت حزب الكتائب والنائب السابق فارس سعيد حصلت على مقعدين، حيث فاز الخازن نفسه عن أحد مقاعد كسروان فيما فاز حليفه مصطفى الحسيني عن المقعد الشيعي في جبيل رغم أنه لم ينل إلا 259 صوتاً تفضيلياً لكن حصة اللائحة كانت مقعدين لأنّ كسر الحواصل أتى لمصلحتها، فكان المقعد الشيعي من نصيبها بعدما أخذت اللوائح الأخرى المقاعد المارونية كلها، علماً أنّ مرشح حزب الله حسين زعيتر نال 9369 صوتاً لكن اللائحة التي كان من ضمنها لم تتأهّل لنيل مقعد نيابي بفعل عدم نيلها الحاصل الانتخابي بفارق ضئيل جداً لا يتجاوز عشرات الأصوات.
هذا كان في 2018، أما اليوم فهناك متغيّرات أكيدة وكبيرة على المشهد الانتخابي في كسروان ـ جبيل، حيث لم يعد هناك وجود لأيّ من التحالفات السابقة، وبات على الجميع البحث عن تحالفات جديدة.
التركيز الأساسي هو على التيار الوطني الحر الذي يبقى الناخب الأول في هذه الدائرة، حيث حصدت لائحته في الدورة الماضية أربعة مقاعد، أيّ نصف عدد مقاعد الدائرة، فإنه لن يتمكّن من تحقيق النتيجة نفسها هذه المرة إلا إذا استطاع نسج تحالفات جديدة تعوّض له ما خسره من حلفاء وشخصيات، وأيضاً إذا استفاد من تشتّت خصومه ومنافسيه.
وقد أعلن التيار بالأمس إعادة ترشيح النائب سيمون أبي رميا عن أحد مقعدي جبيل المارونيين، فيما رشح الوزيرة السابقة ندى بستاني عن أحد المقاعد المارونية في كسروان، وهناك مَن اعتبر هذا الترشيح بمثابة مكافأة لها من الرئيس ميشال عون ومن النائب باسيل.
وفيما لم يعلن التيار بعد عن تحالفاته في هذه الدائرة، فإنّ إعلان النائب باسيل عن التحالف العريض مع حزب الله قد يؤكد أنّ مرشح الحزب عن المقعد الشيعي في جبيل رائد برو سيكون على اللائحة نفسها مع التيار.
وإذا كانت المفاوضات مستمرة مع أكثر من شخصية كسروانية وجبيلية لاستكمال اللائحة بمرشحين موارنة للمقاعد الأربعة الباقية في كسروان وللمقعد الماروني الثاني في جبيل، فقد رشح أنّ المفاوضات مع الوزير السابق زياد بارود متعثرة، وهو يميل إلى العزوف خاصة أيضاً بعد فشل مساعيه مع المجتمع المدني، وكذلك بالنسبة إلى النائب السابق منصور غانم البون الذي أعلن التنسيق مع النائب السابق فارس سعيد، فيما المرجَّح أن ينضمّ إلى لائحة التيار رئيس الحزب اللبناني الواعد فارس فتّوحي الذي قدّم ترشيحه رسمياً أمس الاثنين عن قضاء كسروان، علماً أنّه تمّ التداول باسمه ليكون وزيراً في الحكومة الحالية.
والمرشح فتّوحي كما أعلن بعد تقديم ترشيحه يمثل النبض الشبابي الجديد القادر على إعادة بناء الدولة وعلى تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة أنه صاحب مبادرات مشهودة من خلال مؤسسة فارس فتّوحي الاجتماعية التي وقفت إلى جانب الأهل في كسروان الفتوح، وقدّمت مبادرات خلاقة في مجالات عديدة كالصحة والزراعة والتربية والتنمية الريفية والصناعات الحرفية وتأهيل عدد غير قليل من الطرقات في القرى والبلدات الكسروانية.
ولذلك لا يستبعد المراقبون أن يمثل المرشح فارس فتّوحي إضافة نوعية للائحة التي يُرجَّح في ضوء ذلك أن تجدّد الفوز بأربعة مقاعد في هذه الدورة أيضاً.
فيما الترجيحات بالنسبة للوائح الأخرى تتلخص في أنّ القوات ستحافظ على مقعديها الحاليين في كسروان وجبيل.
أما النائب المستقيل نعمة افرام فقد تحصل لائحته على مقعد ثانٍ إضافة إلى مقعد افرام نفسه، وهذا سيكون على حساب عديله النائب فريد الخازن الذي خسر تحالفاته مع النائب السابق فارس سعيد وحزب الكتائب الذي انتقل الى لائحة افرام من خلال المرشح سليم الصايغ.
في الخلاصة يمكن القول إنّ التوازنات القديمة باقية هي نفسها تقريباً، وإنّ المنافسة هي على مقعد واحد فقط هو مقعد الرئيس العماد ميشال عون…