أولى

عباس خامه يار سفير ثقافيّ فوق العادة

تحوّل إنهاء خدمات المستشار الثقافي الإيراني في لبنان الدكتور عباس خامه يار الى حدث ثقافيّ، حيث تزاحمت مناسبات التكريم، وحفلت بمضامين ومواقف تعكس حجم الأثر الذي يتركه المستشار المغادر الى طهران خلفه، وقد تحوّل الى سفير ثقافي فوق العادة يكمل المهمة السياسية والدبلوماسية للسفير النشيط والمثقف محمد جلال فيروزنيا.

تميّز خامه يار بثقافة عالية متعددة المجالات، احتلت الثقافة العربية مكاناً مميزاً فيها، وجمع إليها اهتماماً بالثقافة بصفتها العنصر الأعمق في الحامل الحضاري للمجتمعات، فخاطب المجتمع اللبناني المتنوّع والمتعدد لدرجة التنافر بخصوصيّاته الثقافية، ونسج مع مكوّناته على اختلافها علاقات صداقة وتبادل ثقافي، وحرص على التعريف بالوقائع السينمائية والتشكيلية والأدبية والشعرية والموسيقية بحجم النهضة ودرجة الانفتاح كميزتين مرافقتين لمشروع الثورة الإسلامية في إيران.

النشاط والمثابرة والمتابعة والإتقان من جهة والعلاقات الشخصيّة الودودة والإنسانية القائمة على الصداقة والاحترام، من جهة موازية، خصال يشهد بها للمستشار خامه يار، فهو دائم الحركة لا تضيع عنده ملفات، ولا تنجز الا مكتملة متقنة، وبالتوازي هو صديق شخصيّ لشركائه في العمل الثقافيّ بحفظ خصوصيّاتهم المختلفة والرغبة الشغوفة والمحبة للتعرّف على عناصر تميّزهم بداعي الفهم من جهة والتمتع بالمعرفة من جهة مقابلة، دأبه كأي مثقف صادق ومخلص للثقافة السعي للتعرف والفرح بالمعرفة.

العلاقة بالإعلام شكلت اهتماماً شخصياً للمستشار خامه يار، فعرفه الإعلاميون وعرفته وسائل الإعلام، وبقي حريصاً على احترام الجميع والانفتاح عليهم، رغم تمسكه بالخط السياسي للجمهورية الإسلامية في إيران ودفاعه عنه بكل قواه، وأن يقول ما أفسد خلاف في الودّ قضية، ويجب أن نستطيع الحفاظ على خيوط التبادل المعرفي مهما اختلفنا، فلنا عدو واحد هو الكيان المغتصب لفلسطين، والباقي يكفي أنهم لبنانيون ليكونوا أصدقاء، حتى لو كانوا يُصرّون على كونهم مختلفين عنا أو معنا.

“البناء” تتمنى للدكتور خامه يار التوفيق في مهامه الجديدة، وتنظر بعين التقدير لما أنجز وترك من أثر، وتعتز بالصداقة التي جمعتها به، كمستشار ثقافي تتابع نشاطاته، وككاتب على صفحاتها تفتخر بإضاءاته، وبالمعاونين الذي عملوا معه في المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى