أخيرة
ذكرى الحرب على سورية
} يكتبها الياس عشّي
في الخامس عشر من آذار، قبل أحد عشر عاماً، بدأ التدمير الممنهج للدولة السورية؛ فنُسفت بنياتُها التحتية، وهُدمت مدارسُها ومستشفياتها، وصار ثلثُ سكانها مشرّدين في أصقاع غريبة.
ولم يكتفِ المتآمرون بما فعلت أياديهم، فشيطنوا تاريخها الحضاري، وقياداتِها، وشرفاءها، وكلَّ الذين وقفوا ضدّ المؤامرة على أرضهم وحضارتهم وثقافاتهم العمرها آلاف من القرون.
اليوم، وقد انتصرت سورية، فيما المتآمرون عليها صاروا من الغرباء. إنّ كلّ أموال الدنيا لا تساوي شرف الانتماء لوطن باعوه من أجل حفنة من الدولارات.
لنرفع رايات النصر، ولنسعَ لتجاوز الآلام التي أصابت الجميع، ولنكن يداً واحدة وقلباً واحداً لإعادة البناء، ولنحضنِ الإبنَ الضالَ كي يعود إلى ذاكرته، وإلى الأماكن الدافئة التي نما بها، وخربش على جدرانها، وشرب من ينابيع أرضها.