لافروف: معركة أوكرانيا سترسم معالم النظام العالمي
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ “العقوبات على روسيا ضربة خطرة موجهة للاقتصاد العالمي”، مشيراً إلى أن الغرب يحاول إقناع شعبه “بأنّ روسيا مسؤولة عن التأثير السلبي للعقوبات”.
وأضاف بوتين، خلال جلسة لدعم الأقاليم الروسية أمس، أنّ “هدف الغرب ضرب الاقتصاد الروسي الوطني واستهداف مصالح الشعب الروسي”.
وتابع بوتين أنّ مشاكل الغرب الحالية “هي نتيجة سنوات عديدة من أفعال النخبة الحاكمة في دولها وأخطائها”، مؤكداً أنّ بلاده ستردّ على حزمة العقوبات الغربية الجديدة عليها.
وأضاف: “لن نرضخ ولن نركع ولن نعيش برؤوس مطأطأة”، موضحاً أنه سيوقّع مرسوماً يمنح صلاحيات أوسع لرؤساء الأقاليم لمساعدة المواطنين اقتصادياً.
وعن الوضع في أوكرانيا، قال بوتين إنّ بلاده “مستعدة لمناقشة مسألة وضع الحياد لأوكرانيا ونزع السلاح والقضاء على النازية فيها خلال المفاوضات”.
وأشار بوتين إلى أنّ “رغبة السلطات الأوكرانية في الحصول على السلاح النووي كانت تحدياً خطراً”، موضحاً أنّ “النظام الموالي للنازية في كييف يمكن أن يحصل على أسلحة نووية في المستقبل المنظور لاستهداف روسيا”.
وشدّد على أنّ “أوكرانيا لن تصبح موقعاً لانطلاق التهديدات ضد روسيا”، مؤكّداً أنّ “وجود القوات الروسية بالقرب من مدينة كييف ليس هدفه احتلال أوكرانيا”.
على صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّه لم يبحث خلال لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في موسكو، مسألة تنظيم لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
ولفت لافروف إلى “عدم وجود أي عائق أمام تنظيم مثل هذا اللقاء، لكنه لن يكون لمجرد أخذ الصورة في حال حدوثه، كما حصل في فرنسا”، ملمحاً إلى عقد لقاء قريب بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في تركيا.
وأشار لافروف إلى أنّ الجانب الأوكراني “يكشف عن فظاعاته الإجرامية بحق عناصر القوات الروسية، ويقوم باختلاق الأخبار المزيفة أن روسيا تقتل المدنيين”، مؤكداً أن ذلك “عكس الواقع”.
ولفت إلى أنّ مناقشة الوضع المحايد لأوكرانيا “تجري بجدية في المحادثات إلى جانب متطلبات روسيا بشأن الضمانات”، مشيراً إلى أنّ “التطورات في أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى وهي معركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.
وأكد وزير الخارجية الروسي أنّه “لا يجوز لأوكرانيا امتلاك أسلحة تمثّل تهديداً لروسيا”.
وأكد لافروف أنّ الوضع الحالي يتميز بطابع تاريخي، حيث إنّ هناك “معركة مصير” تدور حول الشكل، الذي سيبدو عليه النظام العالمي مستقبلاً.
بدوره، حثّ سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الجانب الأميركي على “التأثير على كييف من أجل تحقيق تقدم سريع في حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية”.
كما أعرب باتروشيف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جيك سوليفان أمس، عن رفض بلاده إمداد أوكرانيا بالسلاح، داعياً واشنطن إلى “وقف دعم النازيين الجدد والإرهابيين في أوكرانيا ووقف تسهيلاتها نقل المرتزقة الأجانب إلى منطقة الصراع”.
في السياق نفسه، كشف مدير الإدارة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية يوري بليبسون أن “قيام سلوفينيا وكرواتيا بتوريد الأسلحة لأوكرانيا ستكون مجازفة خطيرة، ويجب على أصحابها أن يفهموا أن هذا الأمر سيرتد عليهم”.
وأضاف أنّ “الخطط التي أعلنتها كل من سلوفينيا وكرواتيا لتزويد نظام كييف بالأسلحة غير مفهومة وهذه الخطوات قد ترتد ضدهم مع الوقت”.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنّ العسكريين الروس سيقومون بتسليم الذخيرة والأسلحة النارية المصادرة من مستودعات القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون للشرطة الشعبية لجمهويتي دونيتسك ولوغانسك.
ولفتت الوزارة إلى أن الجنود الأوكرانيين غادروا مواقعهم ومستودعاتهم عشية اقتراب الوحدات الروسية من دون أخذها معهم، مشيرة إلى العثور على عدة مخازن تحت الأرض تحتوي أسلحة نارية وذخيرة، تشمل قنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قامت بتدمير نحو 128 هدفاً ومنشأة عسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك 7 مستودعات أسلحة و68 نقطة لتخزين المعدات العسكرية المختلفة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات المسلّحة الروسية نجحت بتدمير 1350 دبابة وعربة مصفحة أوكرانية منذ بداية العملية الخاصة، مشيراً إلى أنه “تمّ تدمير 111 مقاتلة أوكرانية و68 مروحية و160 طائرة مسيرة و159 صاروخاً مضاداً للطائرات و1353 دبابة وعربة قتالية مصفحة و129 صاروخ إطلاق متعدد الأنظمة و493 مدفعية ميدانية ومدفع هاون، بالإضافة إلى 1096 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة”.
من جانب آخر، أفاد ممثل جمهورية دونيتسك في المركز المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار بمقتل شخصين جراء إطلاق النار من قبل القوات الأوكرانية قرب فاسيلييفكا في الجمهورية.
وكانت السلطات الصحية في دونيتسك أعلنت في وقت سابق ارتفاع عدد الأطفال المصابين جراء استهداف القوات الأوكرانية مدينة ماكييفكا بصاروخ “توتشكا أو” إلى 3 أطفال.