البروفسور وفيق سنو: علمٌ من بلادنا
} د. أسد شرف الدين*
حسناً، ليس في حساباتنا أن نحصل على أيّ ثناء أو شهادة تقدير، ولكن من قبيل التذكير بالواقع لمرحلة الحرب التي عشناها.
أستذكر اليوم، مسيرة الدكتور وفيق سنو الذي تجاوز قرار إقفال المعابر بين بيروت وبيروت؛ ليؤكد انتماءه إلى مهنة لا تفرق بين إنسان وإنسان، ولم يأبه لتحذير أو تهديد من المسلحين؛ فكأنّ ثقة الناس أغلى حتى من حياته!
تخرج الدكتور سنو من مدينة ليون ونال شهادة الاختصاص بأمراض وجراحة العين، وذاع صيته في لبنان وشارك في مؤتمرات عربية ودولية ونال شهرة يستحقها.
عندما عدت من برشلونة الى لبنان تعرّفت إليه في احدى الحلقات العلمّية وكان آنذاك رئيساً للجمعية اللبنانية لأطباء العين، بعد أن تشاركنا في معالجة مرضانا دون أن يسبق وتعارفنا.
فكأنّ هؤلاء المرضى كانوا سبباً لنشر المودة بيننا نحن الإثنين! إنها القيمة الحقيقية في أدبيات ومناقب المهنة بين الزملاء. هذه فضيلة لا ينكرها أحد جمعت بين الكثيرين منا ولو من أجيال مختلفة، تجلت بتماسك الجمعية اللبنانية لأطباء العين ودورها الطليعي في عقد المؤتمرات العلمية السنوية بمستوى عالمي. كان البروفسور سنو شخصاً مرموقاً بدعم الجمعية مع تعاقب الرئاسات والمجالس.
لا يسعني إلاّ أن أذكر براعته في المهنة، إلى جانب فضيلة التواضع، سعة صدره واحترامه لنفسه وزملائه وسجّيته بالعطاء للمؤسسات الخيرية.
أجل، البرفسور سنو، علم من بلادي يستحق الإضاءة على تاريخه العلمي والإنساني. تجلّى نشاطه الاجتماعي بتأسيس جمعية آل سنو واتحاد جمعيات العائلات البيروتية وعضوية مجلس أمناء المقاصد الى جانب رئاسته لطب العيون في أوتيل ديو.
كلّ ذلك يجعلنا نحن زملاؤه نتشارك مع أهلنا في بيروت بتقديرنا للراحل الكبير.
لقد جمعنا حبنا لمهنة وهبنا أنفسنا لها، كنتَ فيها من ألمع رموزها، نم قرير العين يا صديقي وزميلي؛ بمشيئة الله، في جنات النعيم.