تطوّران في أقلّ من 48 ساعة
} رنا العفيف
ما بين التطور الطبيعي والمنطقي شتان، تطوران طارئان للمواجهة حدثا خلال ٤٨ ساعة، الأول هجوم صاروخي باليستي على مقر الموساد في أربيل، والثاني سيبراني على مراكز ومواقع «إسرائيلية» رسمية، فيما تحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن اشتباه خطير باختراق طهران للحاسوب الشخصي لرئيس الموساد، فما هو واقع المشهد بالتحديد وكيف يُقرأ؟
عندما تعهّدت إيران بالردّ على الكيان «الإسرائيلي» فهي ردّت بكلّ جرأة ودقة بانتقاء الهدف لتتوجّه بأكثر من رسالة على مستوى العالم ليس فقط «إسرائيل»، بأنّ معادلة الردّ جاهزة على أيّ اعتداء تقوم به «إسرائيل» دون تردّد، لتكمن الرسالة في الإعلان عنها كنوع من النقلة النوعية في المواجهة المقبلة والتي ستكون ذات مؤشرات تحدّد هوية الصراع في الإرادات والنفوذ والجغرافيا السياسية بين محور المقاومة و»إسرائيل» في الإقليم بما أنها جزء من صراع تموضع الموازين الدولية الذي يتجلى حالياً في منطقة الشرق الأوسط، هل حقاً دخل الإيرانيون في عمق اللعبة، وماذا في جعبة رسم معادلات الرد والردع؟
استمرار المسؤولين «الإسرائيليين» بمستوياتهم السياسية والعسكرية والأمنية في الاعتصام بحبل الصمت إزاء الهجوم الصاروخي على مقرّ الاستخبارات «الإسرائيلية» في أربيل، قابلته إشارات وتلميحات بأنّ استهداف المقرّ في أربيل كان موقعاً «إسرائيلياً» وليس أميركياً، وقد أكد ذلك معهد أبحاث الأمن القومي، وكذلك ضباط ومسؤولون سياسيون سابقون خرجوا عن قيود الرقابة بطريقة ملتوية عبر تسريبات أميركية حول الموضوع، إذ نبّأ مراقبون ومحللون ومعلقون بتصاعد مستوى المواجهة بين إيران و»إسرائيل» لتصبح علنية، بينما كانت آراء البعض حول دخول إيران عمق اللعبة هي جرأة وثقة متزايدة بالنفس، ويخشون التطورات، خاصة بعدما تحمّلت إيران الكثير من الاعتداءات «الإسرائيلية» في سورية، لا سيما عندما كانت تردّ ضمن نطاق محدود، وليس بشكل انتقامي، فما هي التنازلات أو المفاوضات التي ستأخذ منحى خطوات المجهول؟ ومن سيتقدّم بها الأميركي أم «الإسرائيلي» الذي هو ضمن فلك الاستهداف المباشر؟