موسكو: نقترب من التفاهم حول مسألة حياد كييف
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ هدف العملية العسكرية في دونباس وأوكرانيا هو حماية السكان من الإبادة الجماعية.
وأكد بوتين، بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاستعادة شبه جزيرة القرم، أنّ بدء العملية العسكرية “يهدف إلى إنقاذ الناس من هذه المعاناة، من هذه الإبادة الجماعية التي هي السبب الرئيسي والدافع والهدف الرئيسي للعملية العسكرية في دونباس وأوكرانيا”.
وتابع: “كان يجب إخراج القرم من ذلك الوضع المخزي الذي عاشت فيه القرم وسيفاستوبل عندما اعتبر أهاليهما كأشخاص من فئة ثانية”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري، مساء أمس، محادثات هاتفية منفصلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وأوضح بيسكوف أنّ “كييف لا تظهر استعدادها لتسريع المفاوضات مع موسكو”، موضحاً أنّ الرئيس بوتين أبلغ الزعيمين الأوروبيين أنّ “نظام كييف يحاول بكل طريقة ممكنة تأخير عملية التفاوض، ويطرح المزيد والمزيد من المقترحات غير الواقعية”.
ولفت بيسكوف إلى أنّ بوتين أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس قيام القوات الأوكرانية بارتكاب “جرائم حرب” عبر ضرب مناطق مدنية، وأن حكومة كييف “تعرقل المحادثات”.
ووفق المتحدث باسم الكرملين، تعهد بوتين بأن “القوات الروسية أن تفعل كل ما بوسعها من أجل إنقاذ حياة المدنيين” عبر إتاحة ممرات آمنة من مناطق القتال، مشيراً إلى “إجلاء نحو 43 ألف شخص من مدينة ماريوبول الأوكرانية”.
ووفق الكرملين، أبدى بوتين استعداده لمواصلة البحث عن حلول للأزمة الأوكرانية.
على صعيد مواز، أكدت الخارجية الروسية إنها سترد بالشكل المناسب على كل حالة غير مبررة لإبعاد دبلوماسيين روس بعد قيام دول البلطيق الثلاث، أستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، إلى جانب بلغاريا، بطرد دبلوماسيين روس، عقب اعتماد البرلمان الأوروبي قراراً مماثلاً.
من جهته، قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع الجانب الأوكراني ومساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ “موقفي موسكو وكييف اقتربا قدر الإمكان بشأن موضوع الوضع المحايد لأوكرانيا”.
وأضاف ميدينسكي أنّ “موضوع الوضع المحايد وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو هو أحد النقاط الرئيسية للمحادثات، وهذه هي النقطة هي التي جعلت الأطراف تقرّب مواقفها أقرب ما يمكن”.
وأكد أنّ “هذه النقاط لها فروق دقيقة تتعلق بالضمانات الأمنية لأوكرانيا”، إضافة إلى الضمانات القائمة في حالة رفض الانضمام إلى كتلة “الناتو”.
من جانبه، أعلن سفير روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنّ أوكرانيا والولايات المتحدة تنتهكان اتفاقية الأسلحة البيولوجية وأنّ كل الأدلة الجديدة على الأنشطة الخطرة موجودة في أوكرانيا.
وأضاف نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، “أنّ هناك دليلاً جديداً على تنفيذ أنشطة بيولوجية عسكرية خطيرة في وسط منطقة أوروبا الشرقية”.
في المقابل، ورداً على مطالب موسكو بعقد جلسة طارئة حول المختبرات الجرثومية الأميركية في أوكرانيا، زعمت منظمة الأمم المتحدة أنّها لا تمتلك القدرات التقنية اللازمة للتحقق من وجود برامج بيولوجية في ذلك البلد.
وعلى وقع احتدام المعارك والقصف على أكثر من محور، مع مواصلة القوات الروسية مساعيها لتطويق العاصمة الأوكرانية، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس، أنّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدّت لهجومٍ صاروخي من قبل القوات الأوكرانية على ميليتوبول.
بدوره، أعلن الناطق باسم الشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك إدوارد باسورين إنشاء منطقة حظر جوي فوق جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال باسورين، في حديث تلفزيوني: “حالياً يقيم الجيش الروسي مظلة أو قبة تؤمن منطقة حظر جوي فوق جمهوريتينا”، مؤكداً أنها تعمل بفاعلية.