أخيرة

الفـجـرُ الجـديـد

} يوسف المسمار  

حوار بين مقاوم وصديقة يائسة

المقاوم:

طـلعَ الصباحُ صديقتي لا تـجزعي

والليلُ ولـَّى، فاشـهـدي وتـطـلعي

صوتُ الحياة ِيـرنُ في قبس الضحى

والكونُ منتعش الرؤى في مخـدعي

كـلّ ُ العـصور ِ تـوافـدتْ وتـجمّعـتْ

وتـيـقـظـتْ وتـجمهـرتْ في أضلعي

وتـفـرفـطـتْ شلـلُ النجوم ِعلى يـدي

نــورا ً إلـهـيـا ً يُـدغـدغ ُ مـدمـعي

فكأنما صـغـتُ الحيــاة َ بـقبضـتي

وكأنـما رفَّ الخـلـــودُ بإصـبـعي

أنا يا رفـيـقـتي أمـة ٌ خـلا َّقــة ٌ

في مُقـلتي تـحـيا وتـملأ مسمعي

أنا رعشة ُ الفكـر ِ السليم ِ وصيحة ُ

الأجيال ِ في القـلم ِ الجـديـد ِ المـبـدع ِ

أنا هـمـَّة ُ الفـلاح ِ لم تـفـتـرْ ولـنْ

أنا وثـبـة ُ التاريخ عـبـرَ المـصـنع ِ

هـيـَّا انهـضي بنتَ الحياة ِ وآمـني

بالحـق ِ والخـيـر ِ الجـميـلِ ِ الأروع ِ

فاغـرورقـتْ في مـقـلتـيـها دمـعة ٌ

أنَّ  الـوجـودُ لأجـلهـا  كالمُـفـجـَع

اليائسة:

قالتْ : فـديـتُـكَ بالحـيـاة ِ ألا تــرى

لـؤمَ الطـُغاة، فأين عـدلُ المـدّعي؟!

وأبي بـربـكَ هـل عـرفـتَ مكانه ُ؟

يا صاح ِ قـلْ لي ما الحقيقة ُ أسرع ِ

وأخي الـوحـيـدُ مُـعـَلـَّقٌ يا ويلهمْ

وشقـيقـتي كيف انتهتْ لا لا أعي

ورفـيقة ٌ لي شـُردتْ خلف الدُنى

وبقيـتُ وحـدي أستـظـلُ بأدمُـعي

وأسامـرُ الأمـلَ الكـئيـبَ ووحـدتي

والليـلُ حبي والغـياهـبُ مـرتعـي

انا يـا صـديـقي دمـيـة ٌ مـهجورةٌ

منسية ٌ بـمـدى الفـراغ ِ الأوســع ِ

أمـلي الضياعُ، فليس لي ما يُـرتجى

من عالمي غـيـر الظلام الأبـشـع ِ

أنا ها هـنا مرميّةٌ، دعني فـفـجـرُ

حـقـيـقـتي وسـعـادتي لـمْ يـطـلـع ِ.

المقاوم:

عي  يا مُخـدرة َ المشاعـر ِ قـلتـُها

فـجــرُ الجـديـد ِ طـلائـعٌ  بـطـلائـع ِ

قومي اشهدي هـذي النفوس جميعها

نهـضـت تُـغـيّـرُ ما تهــرّأ بالـوعي

وتــدُكُّ أركــانَ الفســاد بـنهـضـةٍ

الا بهــا سُــبُـلُ الـعُــلى لـم تُـقـشـع

دسـتـورها العـقـلُ السليمُ وروحُها

عـزمٌ تَـمَـرَّسَ بالفِــداء الأسـطـع

هيا انهضي واصغي للحن نشيدنا

فـنـداؤنـا فوق المــدار الأوسـع

نحـنُ الحياةُ ولـن تـكـون حياتـنـا

أبــداً رهـيـنة ظـالـمٍ مُـتَـسَـكِّـع

شِـئنا الحيـاةَ كـرامةً وبـطـولةً

ومنَ المحـالِ بأن نُـذلَّ لتُـبـَّـع

إن الحـيــاة بُـطُـولـةٌ إلاَّ الى

ما لا يُرى أشواقها لـم تطـمـع

قَـدرُ النهوض إرادةٌ وعزيـمةٌ

هيا انهضي بنت الحياة وسارعي

اليائسة:

فـتـمـلمـلتْ وتساءلـتْ مـاذا تُـرى

طـُويَ الزمانُ وزالَ عـهـدُ الرُكـَّـع؟!

والطـائـفـيـة ُ أيـن صـارَ دعـاتهـا؟

يا صاح ِ قلْ لي ما الجـديدُ تـَوَسـَّع

المقاوم:

قلتُ انـهـضي التاريخ ُ غُـيـَّـرَ سـيرَهُ

لمـَّا انـطـلـقـنا  كالـردى المتـزوبـع

اليائسة:

قالـتْ: فـديتـكَ بالحـيـاةِ فها يــدي

اليُـمـنى تـثـورُ وكـيفـما شئـَتَ ارفـع ِ

 فالـيـأسُ مـوتٌ والحـيـاةُ بـطـولـة ٌ

والنصـرُ يُصنع بالبـطـولـة والوعي

هـذا هـو الـفـجـرُ الجـديـدُ بـنهـضة

الا بها بهـا شمسُ العُـلى لم تطلع

المجـدُ يُـدركُ يا رفيقي  بالـفـدى

ويدوم في قهر الصعاب وبالسعي

* شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى