ثقافة وفنون
لم يأت الربيع يا أمي
} عبير حمدان
لم يأت الربيع هذا العام يا أمي
كل التفاصيل باردة
والدار تسأل عنك
قد تاقت العتبة إلى وقع خطاك..
لم تزهر بساتين اللوز
ولم تتدفق السواقي
والينابيع تجمّدت إلى ما دون الزمن…
لم يشتعل النبض
ليرسم وجهك على إيقاع المواسم
وأنت روح الكلمات المرتحلة
إلى جنات من قبس ونور.
لم يأت الربيع يا أمي
لعله يستكين طي مقلتيك
باحثاً عن صدى أغنيات الطفولة
لينبعث وروداً جورية من وجنتيك…
تعبت يا أمي
بات قلبي ثقيلاً من وقع الغياب
والعيد احتواه التراب…
مقدس هذا التراب
مجبول بوجع الأيام القادمة
والعيد يرنو إلى بريق عينيك
لم يأت الربيع يا أمي
قد استوطن الضباب زمن الحب
وحجب الصقيع فيض الحنان
هذا العام تشرذمت لغتي
وسال الحبر من شراييني
ساعياً إلى الأمس
منتظراً عند مفترق الغيم
هناك أقف يا أمي
يداي في الفراغ
علني أتنفس عطرك
وأضمك إلى قلبي ألف مرة.