أخيرة

احتفاليّة وندوة حول حياة ومسيرة الفنان التشكيليّ الراحل فداء منصور في اللاذقيّة

أقامت جمعية العاديات في اللاذقية احتفالية وندوة مفتوحة حول حياة الفنان التشكيلي الراحل فداء منصور وأعماله التشكيلية إضافة إلى معرض جماعي لنخبة من الفنانين في المحافظة.

استعرضت الندوة بعض أعمال منصور وأهمها جدارية سور السفارة الصينية في دمشق التي بلغ طولها 50 متراً وبعرض مترين وجسّدت التعاون والترابط والصداقة بين البلدين، إضافة إلى لوحات عديدة رسمها من الأحرف الأوغاريتية والخلق وقابيل وهابيل والصياد والجوكندا وطفولة وحرب وانفجار كونيّ وغيرها الكثير من الأعمال بمجموع لوني منسجم حسي واقعي جسد حالة الهدوء والسكينة والصفاء لدى الفنان الراحل.

وقدّم الباحث والفنان التشكيلي حسين صقور إضاءة على شخصية الراحل الذي كان يتمتع بطبيعة تأملية تسعى لرسم فلسفتها الخاصة وتحديد موقفها في الحياة بقدر ما يحمله قلبه الحاني من رغبات عبر ألوانه وأشكاله وخطوطه ومنحنياته وبرز بعشقه الموغل للفن.

وقالت باسمة أركك، زوجة الراحل، في حديث صحافي: «إن فداء عاش للفن فكان متنفسه وهو صاحب حس مرهف رهن وقته لخدمة الإبداع فظل شغفه بالحياة أن يترك بصمة في عالم التشكيل واتقن الرسم بكل المدارس الفنية من الواقعي إلى الكلاسيكي فالانطباعي والتجريدي إلى أن وصل إلى التجربة الدائرية».

وكانت أيضاً مسيرة الفنانة التشكيلية ليلى نصير صاحبة التجربة حاضرة خلال الندوة ولا سيما تركيزها في الرسم بالمقاهي وبين الناس وعلى أرصفة الطرقات حتى أصبح الفن غايتها وكفايتها وبحجم ألمها وتطلعاتها مع الإشارة إلى اعتمادها على الألوان السائلة والزيت إلى جوار الباستيل.

وتضمّن المعرض الذي أقيم على هامش الندوة مشاركة لفنانين تشكيليين قدموا 26 لوحة فنية و4 أعمال نحتية من مدارس إبداعية متعددة كتحية حب وتقدير إلى مسيرة الراحل.

الفنان التشكيلي والنحات زهير خليفة قدم منحوتة عن العلاقة بين الكتلة والفراغ، حيث يصير للفراغ شكل ترسمه الكتلة وتتلاشى معه.

وغلبت على أعمال الفنان طلال علي التعبيرية الانطباعية باستخدام تقنية السكين والألوان الزيتية بحالة تحاكي جماليّات الإنسان على ضوء الشمس.

وجاءت مشاركة الفنان حسن سليمان بمنحوتة تكوين أنثوي كمحاكاة لعشتار وللخصب والجمال بأبعاد جمالية فكرية تاريخية بينما جسّدت لوحة بورتريه للفنانة ربى قرقور البشرة الأفريقية السمراء.

ويسرد الفنان كائد حيدر من خلال لوحاته حكايات ألف ليلة وليلة ليطرحها بمفهوم إيضاحي في حين قدم الفنان محمود ديوب لوحة طيور مهاجرة وعيون حائرة باستخدام تدرّجات البني المحروق مظهراً ملامح الوجوه المتماهية مع الألوان إضافة إلى مشاركة فنانين آخرين قدّموا أعمالاً تربط القضية الفلسطينية برموز تراثيّة.

وفي نهاية المعرض أهدى الفنانون المشاركون في المعرض أعمالهم لعائلة الراحل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى