منفذية بعلبك في «القوميّ» أحيت عيد مولد سعاده باحتفال حاشد بحضور عميد الدفاع ممثل مركز الحزب محمد الحاج حسين: استهداف المقاومة وسلاحها انخراط في المؤامرة لضرب مكامن قوة لبنان والأمة
أحيت منفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي مناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، باحتفال أقيم في بلدة السفري، لم تحل ظروف الطقس العاصف وتساقط الثلوج من المشاركة الواسعة والحاشدة للقوميين والمواطنين والأصدقاء.
حضر الاحتفال عميد الدفاع منفذ عام بعلبك علي عرار، وممثل مركز الحزب منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين، عضوا هيئة منح رتبة الأمانة حسان عرار وفداء حمية، منفذ عام البقاع الشمالي محمد الجبلي، عدد من الأمناء وهيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات وممثلي الأحزاب والفصائل اللبنانية الفلسطينية وفاعليات.
وأمام قاعة الاحتفال التي غصّت بالحضور، كانت عدة فصائل رمزية من نسور الزوبعة، تؤدي التحية للمسؤولين، وتهتف باسم سورية وسعاده.
بداية الاحتفال كلمة ترحيب وتعريف ألقتها زينة أبي حيدر، دعت في مستهلها الحضور الى الوقوف دقيقة صمت تحية لشهداء الحزب والأمة الذين ارتقوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي في التصدي لأعداء هذه الأرض، ثم النشيد الوطني اللبناني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي.
وقالت عريفة الاحتفال:
الأول من آذار هو محطة دستورية قومية أدى فيها مؤسس الحزب الشهيد أنطون سعاده قسم الزعامة المثبت في دستور الحزب. وبموجب ذلك القسم، وقف حضرة الزعيم نفسه على أمته السورية ووطنه سورية عاملاً لحياتهما ورقيهما.
أقسم سعاده معطيًا للأمة ما يخصّها، مؤكداً أن كل ما فينا من حق وخير وجمال هو من صميم العظمة الواسعة، التي هي عظمة المجتمع السوري، عظمة الأمة السورية التي ننتمي إليها ونحميها ونفتديها بأرواحنا ودمائنا.
في الأول من آذار حوّل سعاده ذلك التاريخ من حالة فرديّة خاصة إلى منصة قومية جامعة يلتفّ حولها السوريون القوميون الاجتماعيون، ويتعلم منها أبناء الأمة كيف ترتقي فكرة الزعامة من المفهوم التقليدي المهترئ إلى المفهوم القومي الاجتماعي الراقي والحضاري.
كلمة الطلبة
وألقت الطالبة نسرين يزبك كلمة باسم الطلبة وقصيدة وجاء في كلمتها:
الأول من آذار ليس يوماً عادياً، إنه اليوم الذي أبصر فيه سعاده الحياة. إنه يومُ صوت الحقّ الذي شقّ طريق الحياة لتحيا بلادنا، وليتخلص مجتمعنا من آفات الطائفية والفساد والمصالح الخصوصيّة.
الأول من آذار رسم طريق التجدد للحياة بالعطاء الفكري، حياة العز المتجدّدة بدم سعاده في الثامن من تموز، ودماء كل الشهداء.
أضافت: نحتفل بعيد ميلاد سعاده الهادي الذي نحبه ونؤمن بتعاليمه… سعاده الذي قال: “لم أتكم مؤمناً بالخوارق بل أتيتكم مؤمناً بالحقائق الراهنة التي هي أنتم، أتيتكم مؤمناً بأنكم أمة عظيمة المواهب، جديرة بالخلود والمجد، نحن لسنا أمة صغيرة قليلة العدد نحن ننتشر بعددنا وفكرنا ومساحة أرضنا فإذا فعلنا فإننا سنغيّر التاريخ وسننتصر لأننا نؤمن أن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ”.. وها هي فعلت.
وختمت: في هذه المناسبة الجليلة تحية إكبار وإجلال لأبطال نسور الزوبعة، ولكل الشهداء والبواسل الذين بعطائهم وثباتهم ومقاومتهم يعلموننا كل لحظة درساً من دروس العز والكرامة والشرف.
كلمة منفذيّة بعلبك
وألقى مدير مديرية بعلبك فادي ياغي كلمة منفذية بعلبك وجاء فيها:
مئة وثمانية عشر عاماً والأول من آذار يجدّد فينا فعل الإرادة بالنهضة وبالانتصار، هو ميلاد أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي واضع النهج والمبادئ والقدوة في قولنا وعملنا، وفي قتالنا.
إنه انبثاق الفكر القومي الاجتماعي المحيي والمجدد ومنظومة المُثل والقيم والمعارف الممثلة التعبير الأصدق عن كيفية خروج أمتنا من ويلاتها.
آذار هو الإيمان المطلق بما نملك من قدرات، وإننا في صراع الأمم ستبقى أمتنا سيدة مستقلة، لأنها أمة تستحق الحياة طالما فيها من ينادي بأننا أحرار ومن أمة حرة وأن مكاننا القمم ولن نتخلى عن مكاننا ولن نتخلى عن حقوقنا وعن طريقنا، فنحن النواة الأولى في درب الصراع.
لن ينفصل الأول من آذار في دلالاته عن نهج المؤسس وتأصيل الفكر والعقيدة. هذا النهج الذي يمتد الى من تشرين التأسيس إلى تموز الشهادة والتلبية بثقة عندما تطلبنا أمتنا للدفاع عنها.
فنحن نسور الزوبعة متن الجو ملعبنا نحلق في سماء سورية ولا نهاب المنون لأن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها فنحن أمة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس لأن الحياة ما هي إلا وقفة عز فقط.
هذه حقيقتنا التي نحياها وهذا ما نحن شاء من شاء وأبى من أبى، نخوض معاركنا بشرف وننتصر بمبادئنا، نواجه النكبات شامخي الجبين مدركين أن في عملنا حقاً، وأننا بناة هذه الأمة وعزها، حملنا أمانة الدماء، فكانت أكتافنا أكتاف جبابرة وسواعدنا سواعد أبطال على قدر ثقة صاحب الدماء التي ما نضبت منذ الثامن من تموز 1949 حتى يومنا هذا وتلك الشرايين التي انتفضت منها تلك الدماء باتت ينبوعاً من الفداء، لذلك ومن هنا نؤكد أن دورنا هو الاستمرار في الصراع والمقاومة ونشر ثقافتها وروحها في الشعب، وكذلك محاربة الفساد الداخلي والنهب والهدر والاستغلال وعلة العلل الطائفية والعمل لبناء الإنسان الجديد الواعي المنتج والمجتمع القومي الجديد.
إن الأول من آذار هو عيد للأمل والثقة بأنفسنا وبمؤسساتنا الحزبية بقيادة حضرة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والعمل لنهضة أمتنا وانبثاق مثلنا وثباتنا على تضحياتنا وتمسكنا بسيادتنا وبإيماننا بانتصارنا، هو حمل وصيّة سعاده بالعمل لسورية ولوحدتها ولسيادتها، فنحن جنود نهضة نحارب في جميع الجهات لأن حربنا هي حرب عز لهذه الأمة، وقد انتصرنا انتصارات كثيرة غير منظورة وانتصارات كثيرة منظورة وسيكون لانتصارنا الأخير مشهد ينظر اليه العالم أجمع..
وختم متوجهاً إلى الرفقاء: كونوا كسيل النهر الهادر لا يعيقه نقيق الضفادع، وإن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ. ولتحيى سورية وليحيى سعاده بفكره العظيم.
كلمة مركز الحزب
وألقى منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين كلمة مركز الحزب، واستهلّ كلمته بالترحيب بالحضور، مشيراً إلى أن بعلبك، مدينة الشمس والبقاع الذي أراده النظام الطائفي حزام بؤس وحرمان، تحوّل بفضل أبناء بعلبك والبقاع إلى قلعة حصينة من قلاع الوطن المقاوم ومنارة تشع بنورها الوهاج ليصل الى كل ارجاء الوطن.
وقال: ان ذكرى العظماء تتحول الى قضية بحجم الوطن واحتفالنا بذكرى مولد سعاده هو احتفال بولادة رجل بحجم أمة.
هو احتفال بولادة الإنسان الجديد الإنسان المجتمع الذي انتصر على عصبيّته الضيّقة التي تحول دون تقدّم المجتمع وارتقائه الى رحاب الأمة والوطن.
وأشار إلى أن مؤسس حزبنا أنطون سعاده طرح أسئلة كبيرة طرحها على نفسه مؤسس حزبنا.
وقال: “ما الذي جلب على شعبي كل هذا الويل” و”من نحن؟” و”هل نحن أمة حيّة لها حقها في الحياة، هي أسئلة مصيريّة طرحها مؤسس حزبنا أنطون سعاده على نفسه، وسعاده لم يكن يريد المعرفة من أجل المعرفة فحسب، فالعلم الذي لا يفيد كالجهل الذي لا يضرّ.
أضاف: إن فقدان السيادة القوميّة وعدم تحديد هويتنا واستفحال الأمراض الاجتماعية التي مزقت جسم الأمة الى دويلات طائفية ومذهبية ورسمت بينها حدوداً مصطنعة ووضعت حواجز بين أبناء الأمة الواحدة، مما أدّى الى حالة انحطاط تعيشها أمتنا بعدما كانت هادية للأمم، امة اعطت العالم مثلث الحضارة الشرائع والدولاب والأبجدية.
وجاء الجواب بعد بحث علمي دقيق ومضنٍّ:
إننا أبناء سورية الطبيعية الممتدة من جبال طوروس والبختياري في الشمال الى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب ومن البحر السوريّ في الغرب شاملة جزيرة قبرص الى قوس الصحراء والخليج العربي في الشرق ويعبر عنها بلفظ عام الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص.
لقد استشرف سعاده باكراً الخطر اليهوديّ على أمتنا وأدرك أن صراعنا معه هو صراع وجود لا صراع حدود وان الخطة اليهودية المنظمة التي تستهدف وجودنا لا يمكن مواجهتها الا بخطة نظامية معاكسة أكثر دقة وإمعان.
فكان لا بد “من تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي لإعداد جيل جديد، يضع نصب أعينه مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، جيل أيقن أن النصر حليفه ما دام العز مطلبه والشهادة من أجل نصرة الأمة شرف لا يعلو عليه مقام لإعداد رجال بحجم وطن لتنكّب المهام القوميّة الصعبة لإيماننا العميق وقناعتنا الراسخة بأن معركتنا مع العدو اليهوديّ وحلفائهم ما زالت قائمة فهي لم ولن تنتهي إلا بزوال كامل الاحتلال عن كامل تراب الوطن.
نحتفل وإياكم بذكرى الأول من آذار وأمتنا تواجه أخطاراً حادقة تهدّد وجودها ومصيرها يتأرجح بين الموت والحياة.
فبعد اتفاقية سايكس بيكو التي جزأت أمتنا الى كيانات وسلخ لواءي كيليكيا والاسكندرون وغيرهما الاحتلال التركي الى وعد بلفور المشؤوم واغتصاب ارضنا في فلسطين والجولان الى الاحتلال الاميركي البريطاني للعراق وتدمير مقدرات شعبنا ونهب ثروتنا النفطية الى زرع السرطان اليهودي ودعم الجماعات الإرهابية، آكلي لحوم البشر، تلك الجماعات التي ارتكبت المجزرة تلو المجزرة بحق ابناء امتنا في الشام والعراق.
وما الفرق بين المجازر التي ارتكبتها تلك الجماعات والمجازر التي ارتكبها الاحتلال اليهودي في صبرا وشاتيلا وقانا ودير ياسين؛ فكلاهما يعملان لضرب نواة الأمة ومكمن قوتها الا وهي المقاومة. المقاومة التي كان لحزبنا شرف تدشينها في لبنان، المقاومة التي انطلقت مع عملية إسقاط سلامة الجليل وعملية البطل القومي خالد علوان، المقاومة التي احتفلنا بالأمس باستشهاد الرفيق البطل وجدي الصايغ وسنحتفل بالتاسع من نيسان بذكرى استشهاد عروس الجنوب وايقونة الصراع الشهيدة سناء محيدلي، المقاومة الوطنية التي كان حزبنا عمودها الفقري في مقاومة الاحتلال اليهودي الى جانب حلفائه رفقاء النضال من أحزاب وطنية وإسلامية وفصائل فلسطينية والأخوة في حزب الله وحركة امل ولم ينحصر دور الحزب في لبنان بل تعداه الى شرف النضال في فلسطين وشرف الدفاع عن الشام بوجه المجموعات الإرهابية جنباً الى جنب مع الجيش العربي السوري البطل.
ولكن ما يؤسفنا أنه في الوقت التي تحاك فيه المؤامرة تلو المؤامرة على امتنا وعالمنا العربي، فان بعض الحكام قد تخلوا عن واجبهم وحقهم في الدفاع عن قضية الامة والوطن هذا اذ لم نقل إنهم قد تآمروا على قضية الوطن.
أليس استهداف سلاح المقاومة الذي شكل معادلة رعب مع العدو جزءاً من هذه المؤامرة؟
أليس استهداف الشام وقيادتها الشريكة الاساسية في صنع نصر تموز وتحرير أيار جزءاً من هذه المؤامرة؟
أليس دعم المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح والعتاد جزءاً من هذه المؤامرة؟
أليس الحصار الاقتصاديّ للبنان والشام والعراق جزءاً من هذه المؤامرة؟
أليس التطبيع مع العدو اليهوديّ جزءاً من هذه المؤامرة؟
وهنا وبالمناسبة نقول إن أية اتفاقية مع العدو اليهودي بشكل مباشر أو غير مباشر لا تعنينا كحزب وسنسقطها كما أسقطنا من قبلها اتفاق السابع عشر من ايار.
ولم يبقَ في ساحة النضال سوى المقاومين الشرفاء على مختلف مشاربهم الوطنية والإسلامية والكيانية.
والشام وجيشها البطل وصمود أسدها أسد الدفاع عن حقوق الأمة والوطن.
لقد عانى شعبنا في لبنان وما يزال يعاني نتيجة لتجاهل مبادىْ الحزب الإصلاحية، من هنا نقول إن لبنان لن تقوم له قائمة الا اذا ذهبنا الى إحداث تغيير في بنية النظام القائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية والتي أوصلتنا الى ما نحن فيه.
من هنا كانت مطالبة الحزب بتفعيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية وطرح الزواج المدني الاختياري وقانون انتخاب لبنان دائرة واحدة مع النسبية.
ويصادف احتفالنا مع تحضّر الحزب لخوض الانتخابات النيابية اللبنانية, فمن الطبيعي أن تنسجم تحالفاتنا النيابية مع تحالفاتنا السياسية. من الطبيعي أن يكون تحالفنا مع رفقاء النضال في حزب الله وحركة أمل وحزب البعث العربي الاشتراكي والمردة وغيرهم من القوى المتموضعة في محور المقاومة.
وأخيراً في ذكرى مولد مؤسس حزب المقاومة والصراع ومن هنا من بقاع مالك وهبي ومريم خير الدين، من بقاع منّاع قطايا، من بقاع عين البنيه من بقاع السيد عباس الموسوي لا بد لنا من توجيه التحية الى من صنع النصر الى المقاومين المرابضين المدافعين عن شرف الأمة وعزتها وكرامتها في لبنان وفلسطين والشام وتحية وألف تحية للمقاومة الوطنية العراقية التي مرّغت أنف المحتل الأميركي بالتراب وكسرت مقولة إن العين لا تقاوم المخرز. فالعين ستقاوم المخرز لأن الأمة التي تمتلك إرادة الحياة أمة لا تقهر.