النجمة على المفترق والصقال فوق صفيح ساخن
} إبراهيم وزنه
في ضوء الخيبات المتتالية التي يعيشها نادي النجمة منذ عدّة سنوات، وهو الذي يحمل اسم “نادي الوطن” من منطلق خاصيته على صعيد اللعبة الشعبية في لبنان منذ تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي، وبعدما طفح الكيل وخابت آمال جماهيره، حيث أصبح الفريق في آخر السباق على مضمار البطولات والمسابقات… والمتصدّر فوق حلبات الانقسام والتفرّق وإنعدام التوازن، كان لا بدّ من وقفات احتجاجية رفضاً للأداء الإداري مصحوبة بصرخات معبّرة عن حجم الإحباط الذي ملأ قلوب “النجماويين” غيظاً، بالاضافة إلى نشر مئات “البوستات” على صفحات تواصلهم الاجتماعي، ليُترجم هذا الجو المشحون عبر تظاهرة رفعت شعاراً واحداً “إرحل” موجّهاً بشكل مباشر إلى رئيس النادي أسعد الصقّال الذي أصبح من وجهة نظر النجماويين، المسؤول الأول عن خراب “نجمتهم” وخفوت بريقها، وبالتالي الانحراف عن سكّة الانجازات.
مع أسعد الصقال، تؤكّد الوقائع بأنه حصل ما لم يحصل مع أي رئيس سابق للنادي “الغريق”، من نتائج ولايته الأولى على رأس النادي الجماهيري:
لا ألقاب، لا أجواء جامعة، لا تعاون مثمر، لا عقود واضحة، ابتعاد إداريين، قرارات غير موفّقة، دعاوى متواصلة، تمييز في التعاطي مع اللاعبين! حيال هذا الواقع المرتبك والمشهد الدرامي المتواصل، من الطبيعي أن يأتي القطاف يابساً بل خاسراً… أربع سنوات من الإحباط توّجها النجماويون بـ “ثورة” على النهج، وما ذلك إلا محبّة بناديهم، وخوفاً على تاريخ “منارتهم” الكروية، تجمعوا بشكل حضاري بالمئات أمام ملعب النادي، لم تصدر عن الجموع أية شتائم بحق أحد، هتفوا بأعلى أصواتهم “إرحل عنّا يا صقّال”، سألنا لماذا؟ أوليس في الأمر تجنٍ على الرجل؟ ليأتي الجواب بالاجماع “لقد ضاع النادي ولن يتعافى لسنوات نتيجة قرارات اعتباطية اتخذها رئيسه… وقراره بعدم اللعب أمام العهد ضمن الدوري كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير”، وكثيرة هي العبارات الناقمة على سوء الأداء الذي يراه مريدو “أسعد” سعيداً، فيما الواقفون على ضفة الثورة يرونه سيئاً وعسيراً ومميتاً.
قبل “ثورة” الأمس، التي كان محورها ملعب نادي النجمة وأمام مكتب أسعد الصقال، صدرت بيانات تهدئة لامتصاص الغضب المحتمل، كالإعلان عن تنحّي الصقال من منصبه وتعيين لجنة لقيادة النادي في المرحلة المقبلة برئاسة عضو الادارة ابراهيم محمد فنج (نجل الرئيس السابق للنادي) أملاً بتدوير الزوايا وتمرير الموسم بأقل الخسائر، وقد عبر الأخير عن رغبته بلقاء الناقمين والمحتجين والغيارى، معرباً عن خطوات ايجابية ستثمر هدوءاً وعودة تدريجية إلى سكة التألق. ويبقى السؤال، هل يعلم أعضاء هذه اللجنة وعلى رأسهم “بوب فنج” ما هو مترتب عليهم من عقود مع اللاعبين والمدربين، وهل وصلهم بأن أكثر من خمسة لاعبين قرروا عدم البقاء مع النادي؟ وهناك من وقّع عقداً لسنوات مع الغريم “العهد”؟ وهل وهل … وكثيرة هي الأسئلة والتساؤلات.
على أرض الواقع، يعيش النجمة أيّاماً صعبة وعصيبة، ولا أحد يمكنه استشراف المستقبل للنادي الحاضن لجميع شرائح المجتمع، والذي قرّر قياديوه ذات يوم الارتماء في أحضان تيار “المستقبل” الذي أعلن رئيسه الانسحاب من الحياة السياسية اللبنانية، فهل سينعكس الانسحاب السياسي تراجعاً نجماوياً على كافة الجبهات؟ الجواب في المقبل من الأيام، ولا شكّ بأن فيها الكثير من المفاجآت.