بوتين يصدر قراراً بتقاضي ثمن الغاز بالروبل
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في اتصالٍ هاتفيٍّ مع المستشار الألماني أولاف شولتس الأزمة في أوكرانيا ومسار المفاوضات بين موسكو وكييف.
وجاء الاتصال، عقب إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً بتحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن.
وأعطى الرئيس الروسي تعليماتٍ للبنك المركزي ومجلس الوزراء “لتحديد الإجراءات اللازمة لذلك، موضحاً أنَّ “موسكو لن تقبل بعد الآن مدفوعات بالدولار واليورو مقابل غازها المصدّر إلى أوروبا”.
بدوره، صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنّ “بلاده تسعى جاهدةً لتقليل اعتمادها على موارد الطاقة الروسية في أقرب وقت ممكن”، مضيفاً أن “هذه العملية لن تكون سريعة، لأن الإجراءات المتسرّعة قد تؤدي إلى ركود في ألمانيا”.
على صعيد متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ وفد التفاوض الأوكراني الذي يشارك في المفاوضات مع روسيا لا يمثل وجهة النظر الأوكرانية، بل يعمل وفقاً للتوصيات الأميركيّة.
وعلقت زاخاروفا على المفاوضات بالقول: “من الممكن إجراء حوار بنّاء إذا كان من تتحاور معه يمثل جهته، على عكس ما نشهده مع ما يحدث بخصوص أوكرانيا، فإن وفد المفاوضات يعتمد على ما تمليه عليه الولايات المتحدة”.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إصابة ترسانة “أورجيف” غرب منطقة “ريفني” بصواريخ بعيدة المدى.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أنّ “وحدات القوات المسلحة الروسية تواصل تدمير وحدات اللواء 54 الميكانيكي المنفصل للقوات المسلحة الأوكرانية” لافتاً إلى مساعي قواته للسيطرة على قرية نوفوميخايلوفكا.
بدورها، قامت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، بعد انتهائها من تمشيط قرية “فيرخنيتوريتسكويه” من الأوكرانيين المتطرفين، بملاحقة فلول اللواء 25 الأوكراني المحمولة جواً، وسيطرت على محطة السكك الحديدية “نوفوباخموتوفكا”.
وقامت الطائرات والمروحيات الروسية بقصف 97 هدفاً من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا في الساعات الماضية من بينها: قاذفتان وعربة نقل وتحميل ومنظومة الصواريخ التكتيكية “توتشكا يو” في المنطقة الصناعية شمالاً على أطراف العاصمة كييف، و8 أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، من بينها 6 أنظمة من طراز “بوك” ومنظومة من طراز “إس-300”، و10 مواقع قيادة، 8 مدافع ميدانية، بالإضافة إلى 3 محطات استطلاع مدفعية من إنتاج دول حلف “الناتو”.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأنّ الجيش الروسي يواصل مساعدة المدنيين في الخروج الآمن من مدينة ماريوبول، فيما صرح رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف أنّ “المسلحين القوميين المتطرفين في أوكرانيا يُرغمون المواطنين المدنيين على الالتحاق بصفوفهم بالقوة.
وفي ظل تواصل القصف الأوكراني لمناطق مدنية، أعلنت القوات الخاصة الروسية عن سلسلةِ عملياتها التي نفّذتها في أوكرانيا، مشيرةً إلى أنها “قضت على 300 قومي متطرف خلال عملية واحدة”.
وأشارت القوات الخاصة الروسية إلى أنها “قضت على أكثر من 300 قومي في منطقة خاركوف في مواجهة شرسة”، مؤكدةً أنّ “الوحدات تعمل أيضاً على تأمين الطرق من أجل ضمان التنقل الآمن للقوافل العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية”.
كذلك أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جايداي أنّه تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في المنطقة وفتح الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين.
وقال جايداي عبر “تليغرام” إنّ وقفاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح أمس.
من جهة أخرى، أفادت نائب رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك بالتوصل إلى اتفاق لمحاولة إجلاء المدنيين المحاصرين في بلدات ومدن أوكرانية عبر تسعة ممرات إنسانية.
وأضافت “إنّ الراغبين في مغادرة المدينة الساحلية المحاصرة سيجدون وسائل نقل في برديانسك المجاورة”.
وأكد مجلس مدينة ماريوبول أنّ “4367 شخصاً فروا من المدينة وتم إجلاؤهم من برديانسك المجاورة إلى مدينة زابوريجيا”.