ناصر قنديل
العاصفة التي حملتها الحرب الأوكرانية ليست عاصفة عملية فقط، بمعنى ما ترتب على الحرب من انقلاب في حياة ملايين الناس ومن خراب ودمار وتقدّم قوات وتراجع أخرى، ومن تردّدات في موازين القوى العالمية وأوزان الدول ونظام العلاقات الدولية. فالعاصفة التي بدأت للتوّ هي عاصفة الأفكار في عالم يعيش بلا فلسفة بعد سقوط زمن العقائد العالمية العابرة للانتماءات الدينية، وبقاء الأديان وحدها تتقاسم البشر في ساحة الإيمان وفقاً لانتماءات موروثة في الغالب، بما يجعلها أقرب لانتماءات اللون أو العرق أو القبيلة، غير قابلة لتشكيل جسور عبور نحو الحوار الفكري لصياغة حلول إنسانية لمشاكل قرن جديد مليء بفوضى الوقائع والأفكار معاً، سريع التدفق والحركة. وفي قلب هذا المخاض في حديث الجمعة حضور للنقاش، وحضور للمناسبات، عيد الأم وسواه، وحضور لليوميات، واليوميات هي حديث الصباحات، التي يؤرخ بنبض المقاومة وصباح القدس لتغير الأحوال وتغيّر الصورة.