عبد اللهيان جال على المسؤولين مجدّداً وقوف إيران الى جانب لبنان: لولا المقاومة لكانت «داعش» تفرض سيطرتها على كلّ المنطقة
وصل وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان ظهر اليوم إلى مطار بيروت الدولي آتيا من دمشق، في زيارة رسمية للبنان تستمر إلى اليوم وكان في استقباله والوفد المرافق في المطار النائب أيوب حميد ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، النائب علي عمار ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، النائب إبراهيم الموسوي، السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة عبير العلي، ووفد من السفارة الإيرانية.
وخلال مراسم الاستقبال ألقى حميد كلمة رحب فيها بالوزير الإيراني، لافتاً إلى “الدور الذي تؤديه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخصوصاً في هذا الظرف على مستوى العالم، و ليس فقط على المستوى المحلي».
وأضاف “نحن نُعوّل كثيراً على هذا الموقع وهذا الدور، وخصوصاً لما يُمكن أن يكون إيجابياً للبنان واللبنانين من دون تمييز، وهذا ما فعلته الجمهورية الإسلامية الإيرانية مدى عقود. وفي مرحلة الاحتلال الإسرائيلي كانت شريكاً للمقاومين والمجاهدين، وكذلك كانت شريكاً في عملية الإعمار والبناء بعد حرب تموز المشؤومة التي شنتها إسرائيل العنصرية على لبنان والمجاهدين”.
وأشار إلى “أننا نتفاءل بما يجري من حولنا على مستوى المنطقة أو على مستوى العالم”، مجدّداً الترحيب بالوزير الإيراني باسم الرئيس برّي، آملاً أن “تكون مباحثاته ايجابية مع المسؤولين اللبنانين وعلى مستوى القوى السياسية التي محورها دائماً القضية الفلسطينية”.
من جهته أوضح عبد اللهيان، أنَّ “الزيارة للبنان الشقيق تأتي في سياق العلاقات الطيّبة القويّة والبنّاءة بين البلدين الشقيقين. وستُشكل، بطبيعة الحال، مناسبة لعقد سلسلة من اللقاءات الرسمية مع المسؤولين اللبنانين المحترمين للتباحث وتبادل وجهات النظر حيال مختلف التطورات سواء على المستوى الإقليمي أم الدولي”.
وأضاف “قبل هذه الزيارة، حصلت تطورات سياسية مهمّة وحسّاسة سواء على المستوى الإقليمي و الدولي ونظراً إلى أن الجمهوريتين اللبنانية والإيرانية تقاربان كل هذه التطورات باهتمام، فهذه الزيارة مناسبة لتبادل وجهات النظر والتشاور بدقّة وفاعلية».
وأكد “مرّة أخرى، ورسمياً أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الاستعداد الدائم من أجل مدّ جسور التعاون مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف المجالات ولا سيما الاقتصادية والتجارية والإنمائية”.
ولفت إلى أنه منذ شهر وخلال منتدى ميونخ، التقى رئيس مجلس الوزراء انجيب ميقاتي، وعرض عليه استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمساهمة في بناء معملين للكهرباء كل واحد بقدرة ألف ميغاواط، إضافةً إلى الاستعداد للتعاون في لبنان في المجالات الإنمائية والاقتصادية الأخرى.
واستقبل الرئيس برّي، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الوزير عبد اللهيان والوفد المرافق، في حضور السفير فيروزنيا، واستغرق اللقاء ساعة واحدة، غادر بعده عبد اللهيان من دون الإدلاء بتصريح.
كذلك، زار وزير الخارجية الإيراني الرئيس ميقاتي في السرايا الحكومية، وشارك في الاجتماع المساعد الخاص للوزير عبد اللهيان مير مسعود حسينيا، المساعد محمد صادق فضلي، مدير عام الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الإيرانية مجبتي روزبهاني، والسفير فيروزينيا.
وجرى خلال الاجتماع عرض العلاقات الثنائيية بين البلدين، والوضع في المنطقة.
وزار عبد اللهيان وزارة الخارجية والمغتربين حيث التقى الوزير عبد الله بو حبيب الذي ألقى كلمة بعد اللقاء الذي استمر حوالى ساعة ونصف الساعة، رحّب فيها بالوزيرالضيف “الذي تكرّم بإحاطتي بآخر مستجدات الملفات الدولية والإقليمية الساخنة، وتبادلنا الأفكار والمعطيات وكيفية تعزيز العلاقات الثنائية في جو من الودّ والصداقة».
أضاف “يتطلّع لبنان إلى إبرام اتفاق دولي من خلال مفاوضات فيينا للوصول إلى حلّ سلمي يُرضي جميع الأطراف ويأخذ مصالحهم وهواجسهم في الاعتبار، ما ينعكس إيجاباً على منطقتنا والعالم. ونأمل أيضاً أن تصل مفاوضات بغداد بين إيران والسعودية إلى خواتيمها سريعاً لفتح الطريق أمام تفاهمات إقليمية تُحقق السلام والعدالة في منطقتنا وتُطمئن النفوس، بما يخدم المصالح العربية – الإيرانية ويعود على لبنان بالخير والاستقرار”.
بدوره قال عبد اللهيان “نحن اليوم في بيروت كي نقولها بصوت مدوٍ، نحن لا نريد إلاّ الخير والهناء للبنان واللبنانيين”، مؤكداً أن “الجمهورية الاسلامية الإيرانية أثبتت على الدوام من خلال التجربة العملية أنها تقف إلى جانب أصدقائها في السرّاء والضرّاء على حد سواء”.
أضاف “ونحن في إطار سعينا الدائم والدؤوب للوقوف إلى جانب لبنان الشقيق والقيام بكل خطوة من شأنها أن تساهم في تذليل المشكلات والمتاعب الاقتصادية والمالية والعمرانية التي يعاني منها لبنان في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخه. وضعنا سلّة من المقترحات الإيجابية والبنّاءة في هذا المجال، وهذه المقترحات ستأخذ طريقها إلى الدراسة والمتابعة من قبل المسؤولين اللبنانيين المحترمين”.
وحيّا “من صميم القلب الشهداء العظام للمقاومة في لبنان العزيز” وتابع “اليوم يرتفع اسم لبنان عالياً بين دول العالم وشعوبه من خلال اقتران إسمه بمفهوم المقاومة، ولولا المقاومة الباسلة والروح المقاوِمة التي تحلّى بها أبناءالشعب اللبناني العزيز لكنّا اليوم، نُعاني من شرّ وبراثن الاحتلال الصهيوني البغيض للأراضي اللبنانية. ولولا وجود المقاومين الغيارى الأوفياء والشرفاء على مستوى المنطقة أيضاً لكنّا سنرى أن “داعش” وسواها من المنظمات الإرهابية التكفيرية الظلامية تفرض سيطرتها على دول هذه المنطقة وشعوبها. ومن هنا نغتنم هذه المناسبة الطيبة كي نقف بكل إجلال واحترام أمام الروح المتعالية لشهداء المقاومة العظام والكبار اللواء الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي”.
وقال “نحن على ثقة تامّة أنه بفضل الحكمة الموجودة فإن لبنان سوف يتمكن من إنجاز الاستحقاق النيابي لرسم مستقبل أفضل لهذا البلد العزيز”.
وعن مفاوضات فينا، أكَّد أنَّه “في حال التوصل إلى الاتفاق بصيغته النهائية نعتقد بأنه سيعود بالمنفعة على جميع أبناء المنطقة”، لافتاً إلى أنَّ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لإنجاز اتفاق قوي وجيد ومستمرّ ولكن لن نقبل أن يتجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية”. وأضاف “ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية التوقف عن التلاعب وإفساح الطريق أمام إنجاز الاتفاق النووي».
وشدّد على أن “المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، ويجب إتاحة المجال أمام إجراء استفتاء عام لكل سكان فلسطين المحتلة بإمكانه إعطاء صورة واضحة لما يطمح له أبناء الشعب الفلسطيني”.
ورحّب “بعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران”، متمنياً على المسؤولين السعوديين أن يتحركوا في الاتجاه الذي يخدم هذه المنطقة.