جريمة لا تشبه البلدة الجنوبية الوادعة
بهيج حمدان
شيّع الجنوبيون وأهالي بلدة انصار جثامين أم وبناتها الثلاث، الأم عمرها ٤١ عاماً والفتيات ريما ٢١ سنة وتالا ١٩ سنة ومنال ١٦ سنة، بنات مختار بلدة انصار الفنان الرسام زكريا صفاوي، والأم المغدورة هي مطلقة المختار وبناتها اللواتي غدرهن الموت على يد سفاح من بلدة انصار هو في قبضة الجيش…
مثل هذه المجزرة المروعة لا نذكر لها مثيلاً في الجنوب، وخاصة في بلدة انصار التي أعرفها جيداً وأعرف الكثير من عائلاتها الذين عُرفوا بحب الحياة وبالترحيب بكلّ من يحط رحاله في انصار الوادعة الخضراء، وأعرف بالتحديد عائلة صفاوي الطيبة والمضيافة والمحبة.
وليس الجنوبيون وحدهم الذين فُجعوا بهول الجريمة الرباعية بل جميع من علم بها…
وكان لافتاً مسارعة العائلة التي ينتمي اليها القاتل الى التبرّؤ منه والمطالبة بإنزال أشد وأقسى العقوبات بحقه .
وكان لافتاً أيضاً المتحدث باسم العائلة أبو أحمد صفاوي الذي دعا الى تهدئة الخواطر وعدم التعرّض للسوريين على خلفية مشاركة أحد السوريين بالجريمة، وقال لا يجوز أخذ الآخرين بجريرة السوري المشارك في الجريمة، مذكراً بقول الله «ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى»، داعياً الى كبح العواطف المتفلتة والقبول بقدر الله تعالى.
اننا نحيي بلدة انصار الصابرة والتي حافظت على هدوئها ورباطة جأشها وهي في ذروة حزنها على زهراتها المظلومات، مؤكدة انّ الإجرام لا يشبهها.
الكرة الآن في ملعب القوى الأمنية والسلطة القضائية المدعوة الى إحقاق الحق وإنزال العقاب العادل بالمجرم وكلّ من يظهره التحقيق مشاركاً في هذه الجريمة المروعة النكراء…