أخيرة

الخشبات السوريّة تحتفي باليوم العالميّ للمسرح الفن ثقافة راقية وحاضرة في مواجهة الإرهاب

احتفلت الخشبات السورية في المحافظات كافة باليوم العالمي للمسرح تأكيداً على أهمية الفن ثقافة راقية وحاضرة بقوة في مواجهة القتل والارهاب.

الاحتفالية التي تقيمها مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة أخذت على خشبة مسرح الحمراء طابع العرض البانورامي لأمهات المسرحيات العالميات من خلال عمل حمل عنوان «مكان آخر» من إعداد يوسف شرقاوي وإخراج سهير برهوم.

وتضمّن العمل عدداً من اشهر مشاهد المسرحيات عبر التاريخ بدءا من العصر الإغريقي وصولاً إلى عصرنا الحالي وكلها كانت عبر ثنائيات من العاشقين كان الراوي يمهّد بين المشهد والآخر مع لوحات راقصة تخللت العرض أدتها فرقة ميرال للمسرح الراقص.

وعن الاحتفاليّة قالت المخرجة سهير مديرة المسرح القومي لوسائل الإعلام: «بدأنا بالتحضير لهذا العرض قبل عامين ولكن جائحة كورونا حالت دون تقديمه حتى الآن واخترنا تقديم بانوراما من تاريخ المسرح، لأنها الأنسب للاحتفالية مع التركيز على مقولة الحب من خلال المشاهد المقدمة، لأنها رسالة المسرح»، داعية كل المسرحيين إلى العودة للخشبة لأنها تحمل رسالة الحب لكل الناس».

الفنان علي القاسم الذي لعب دور الراوي تمنى أن يتجدد عطاء المسرحيين وتجاربهم رغم كل الصعوبات التي يعاني منها المسرح لأن فنانينا ينحتون بالصخر ليواصل المسرح السوري رسالته بالحياة في حين نوّه الفنان زهير البقاعي بفريق العمل الشغوف بحب المسرح والتواق لتقديم المتعة للجمهور، أما الفنان وليد الدبس فوجد أن المشاركة في أي عرض مسرحي يحقق نبضاً خاصاً تحمل المحبة والوفاء للمسرح الذي يجمع الأوفياء الذين لا يتخلون عنه مهما كبرت الإغراءات.

ولفتت الفنانة عبير بيطار إلى أن سعادتها كبيرة للاحتفاء بيوم المسرح العالمي على الخشبة مع المخرجة التي تعتبرها عرابتها في حين أشارت الفنانة روجينا رحمون إلى أن فريق العمل حرص على أن يقدم احتفالية تليق بمناسبة يوم المسرح العالمي رغم كل الصعوبات.

المؤلف الموسيقي نزيه أسعد، صاحب موسيقى الاحتفاليّة، اعتبر أن ميزة العمل تتمثل بما حمله من تنوّع في مناخات المشاهد الدرامية المقدمة ما استدعى تقديم احتمالات موسيقية متعددة تتناسب مع الفرجة المسرحية التي حققت المتعة لتقديم موسيقا تتكامل مع باقي العناصر.

وشارك في الاحتفالية كل من الممثلين رباب مرهج وفراس السلوم ويوسف عبدي ويحيى دراوشة وأشرف على فرقة ميرال للمسرح الراقص كل من جمال تركماني ومحمد طرابلسي وصمم الديكور كنان جود.

واتسم الاحتفال بيوم المسرح في حمص والذي استضافه قصر الثقافة بحضور جماهيري، وبالتنوّع عبر تقديم عرض مسرحي والقاء الكلمة التي يتردد صداها في هذه المناسبة بمختلف الخشبات في دول العالم.

وألقى الفنان زيناتي قدسية كلمة المسرح العالمي للمخرج العالمي بيتر سيلرز التي جاء فيها أن المسرح هو الشكل الفني للتجربة في عالم تغمره الحملات الصحافية الواسعة والتكهنات مع دعوة جميع المبدعين للانضواء في منظومة المسرح مع مواكبة التغيير والوعي والانعكاس والرؤية الملحمية في هذه الفترة من تاريخ البشرية.

قدسية الذي هنأ المشتغلين في المسرح بالعالم في هذه المناسبة دعاهم كي يفتحوا أعينهم على قضايانا العربية المحقة وأن يقتنعوا بأننا شعوب عريقة وذات ثقافات مرموقة ينبغي الالتفات والاستفادة منها.

وقدّمت بعد ذلك مديرية المسارح والموسيقى المسرح القومي في حمص عرض «الغنمة» تأليف ستانيسلاف ستراتييف وإخراج زين العابدين طيار حيث تناول العرض الظواهر التي تعيق تقدّم وتطوّر المجتمع كالفساد والبيروقراطية والروتين في عمل المؤسسات بأسلوب كوميدي ساخر.

وأبدى أمين رومية رئيس فرع نقابة الفنانين في حمص في تصريح صحافي، حرص النقابة على تحويل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح إلى تظاهرة فنية يحتفي بها كل المسرحيّون والمثقفون والجمهور المحبّ عبر تقديم عروض بالتشارك مع مديريتي الثقافة والمسارح والموسيقا والمسرح القوميّ بحمص.

أما في حماة فقدمت فرقة «المحترفون» الإبداعية على خشبة قصر الثقافة في المدينة عرضاً بعنوان «تنويعات ملونة من المسرح العالمي» ضمن الاحتفالية التي يقيمها فرع نقابة الفنانين في المحافظة.

وعلى مدى أكثر من سبعين دقيقة تابع الجمهور أحداث العرض الذي أعدّه وأخرجه صخر كلثوم، حيث أوضح للإعلام أن عمله عبارة عن مشاهد مستوحاة من المسرح العالمي ومشاهد من تأليفه من ملحمة جلجامش ومشهد الأسر للملكة زنوبيا وانتحار روميو وجولييت ومشهد من عمل يتمّ التحضير له بعنوان «شيطان وإنسان» ورقصة تعبيرية عن حالة الصراع بين الخير والشر تختتم العرض.

ووصف معمر السعدي رئيس فرع نقابة الفنانين العرض بالجيد والذي يضمّ شباباً مسرحياً واعداً يبشر بحركة جيدة في حماة يحتاج للخبرات للاستمرار في تقديم الفن الراقي.

وفي حلب احتضن مسرح نقابة الفنانين احتفالية تضمنت قراءة لرسالة يوم المسرح العالمي وتكريم عدد من الفنانين المسرحيين إضافة لمعرض مرافق حمل عنوان تحية للأديب الراحل وليد إخلاصي وتقديم عمل بعنوان دراما الشحادين.

وتحدث الفنان محسن غازي نقيب الفنانين لوسائل الاعلام عن أهمية المسرح لكونه فناً ينفذ إلى قلوب البشر ويعمل على بناء وعي الإنسان انطلاقاً من المقولة «أعطني مسرحاً أعطيك شعباً»، لافتاً إلى أن مدينة حلب تنبض بالفن وتقدّم الإبداع بمختلف المجالات.

كما تناول عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين في حلب أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لكون المسرح من أهم الفنون ذات الرسالة الهادفة والمهمة.

أما الفنان غسان مكانسي أحد الفنانين المكرمين فاشار إلى أهمية المسرح بالنسبة له لكونه جزءاً من حياته عبر سنوات طويلة من التمثيل والإخراج منوّهاً بأهمية هذه التظاهرة ولاسيما في مدينة حلب التي تعتبر مدينة الفن والتاريخ والحضارة بينما أعربت الفنانة سندس ماوردي عن سعادتها بهذا التكريم واعتزازها بما استطاعت الوصول إليه من مكانة بين الفنانين المسرحيين.

وفي السويداء نظم المسرح القومي احتفالية على خشبة قصر الثقافة في المدينة القى خلالها المسرحي هاني الأطرش كلمة المسرح العالمي.

وتحدثت مديرة ثقافة السويداء ليلى أبو فخر عن المسرح أبي الفنون ومتعته الخالدة في عصر التكنولوجيا عبر قدرته على مس شغاف القلوب وتحقيق أثر فكري في الوجدان، مع الإشارة إلى دوره في خلق توازن بين الحداثة والأصالة ومعالجة القضايا الراهنة بجرأة بهدف الإصلاح البناء والدفاع عن الهوية القوميّة في وجه العولمة والانفتاح على الثقافات.

بدوره مدير المسرح القومي في السويداء المخرج المسرحي رفعت الهادي أشار إلى التطور الذي شهدته الحركة المسرحية في المحافظة خلال الفترة الماضية وما تحتضنه من كتاب وممثلين ومخرجين وحرص المسرح القومي في السويداء على تقديم عروض كل شهر لتعزيز وتكريس ثقافة هذا الفن عند الجمهور.

وتضمنت الاحتفالية عرضاً مسرحياً بعنوان «وصيفنا» من إخراج فراس حاتم بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات التي كانت لها مساهمة فاعلة في إثراء ودعم مسيرة الحركة المسرحية في المحافظة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى