لقاء العار في النقب.. والجواب في الخضيرة
لا يُخفي الأميركيون أن لا وظيفة عملية ستترتب على اجتماع النقب الوزاري، فكل الذين شاركوا من العرب، بحضور وزير الخارجية الأميركية مع وزير خارجية كيان الاحتلال، سواء مصر أو الإمارات أو المغرب أو البحرين، فعلوا ذلك تلبية لطلب أميركيّ تحت عنوان التشاور بآخر المستجدات في ضوء تطورات مفاوضات فيينا، وغياب البيان الختامي عن اللقاء يؤكد أنه اجتماع بورقة جلب أميركية للعرب لصورة تذكارية مع الإسرائيلي، تؤكد مسار التطبيع، ويمكن للأميركي أن يبيعها للإسرائيلي كجائزة ترضية مقابل ذهاب واشنطن لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران مجدداً، دون مراعاة الطلبات الإسرائيلية، ليبيعها الإسرائيلي بدوره لجمهوره ويقول إن هناك حلفاً عربياً إسرائيلياً برعاية أميركية بوجه إيران مقابل العودة الأميركية للاتفاق النووي.
الحلف العربي الإسرائيلي بوجه إيران، رغبة لأطرافه الثلاثة، أميركا و«إسرائيل» وحلفاء أميركا العرب، لكنه غير قابل للتحقق عملياً، فأطرافه الثلاثة مأزومة ولا يملك أحدها تقديم الحماية للآخرين، كما يفترض للحلف أن يفعل. ووفقاً للأميركيين هناك جبهة مواجهة مع إيران في اليمن، وليس بيد أميركا القدرة على المساهمة بحسمها، ولا بيد الحاضرين في لقاء النقب الذين تحسسوا رقابهم مع قصف آرامكو، وتنصلوا من أي دور لحكوماتهم في دعم الحرب، بعد التجربة المريرة للإمارات قبل شهر، وانكفاء «إسرائيل» عن الصورة تفادياً لتحمل تبعات المشاركة، ومنهم من أعلن شريكا في التحالف الذي تقوده السعودية ورفض أية مشاركة كمصر والمغرب، ووفقاً «للإسرائيليين» هناك جبهة ثانية تمتد من غزة الى لبنان وسورية. والمجتمعون منقسمون حول كيفية التعامل مع مقدراتها، فمصر وسيط في غزة، والإمارات تنفتح على علاقات مميزة مع سورية، وهناك من لا دور يرتجى منه لا في العير ولا في النفير على كل الجبهات، وهو حكومة البحرين.
ما لفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هو تحفظ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن استخدام أي من المفردات التي كانت ترغب «إسرائيل» بسماعها، كمثل التعهد بعدم رفع الحرس الثوري عن لوائح الإرهاب، وعدم رفع العقوبات عنه، فبقي كلام بلينكن حذراً ومتحفظاً تجاه التساؤلات الإسرائيلية حول الاتفاق النووي.
الكسب الإسرائيليّ الدائم هو بالترويج لثقافة التطبيع، وكسر الحرم عن التعامل مع كيان الاحتلال، والمشاركون العرب ديكور للصورة التذكارية، والفلسطينيون المعني الأول بما يجري قالوا كلمتهم في عملية الخضيرة التي هيمنت تفاصيلها على أحاديث المشاركين في لقاء النقب أكثر من جدول الأعمال.