النجمة تسطع… ولكن في ظلام دامس!
} إبراهيم وزنه
تواصلت حركة الاحتجاج على بقاء رئيس نادي النجمة أسعد الصقال متربعاً على كرسي القيادة للفريق الأكثر شعبية في لبنان، حركة من دون مكابح في الوقت الراهن تحديداً، تسير في خط تصاعدي لا يعرف أحد مداه. على أرض الواقع، تدحرجت كرة الاعتراض وتكبر يومياً، فمن التعليقات النارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاعتكاف عن حضور مباريات الفريق وصولاً إلى تنظيم تظاهرة محددة المطالب «أرحل يا صقال».
بعدها ارتفعت وتيرة الاعتراض مع اقتحام مقر النادي في المنارة وإزالة كل ما له صلة بالرئيس المتفائل بهدوء العاصفة! وفي ظل «تطنيشه» وعدم انصياعه لرغبات الجماهير الغاضبة وبروز بعض التصاريح المرطّبة للأجواء على لسان رئيس اللجنة التي أوكل اليها تسيير أمور النادي في المرحلة الحالية الأستاذ ابراهيم محمد فنج، بقي الوضع على ما هو عليه، لا بل ازدادت حدّة ثورة الغضب المتنقّلة، فمع إحراق صور الصقال الموجودة في الملعب ورفع يافطات منددة بدوره وإطلاق هتافات تدعوه للاستقالة بشرف… بقي الشعار «لا صلح لا تفاوض لا صقّال» صرخة واحدة ومطلباً وحيداً، أكان في الملعب أم أمام منزله وحتى أمام مقر عمله وصولاً إلى منزل والده «ارحل يا صقّال».
يعوّل الصقّال على مرجعيته لإيجاد «تخريجة» توفّر له الابتعاد التدريجي بشكل مشرّف، خصوصاً أن الضغط الحاصل جلّه من الجماهير النجماوية التي لا تلتقي سياسياً مع مرجعيته (تيار المستقبل)، وهنا يصعب حلّ المعادلة، فلا المرجعية تريد أن تخسر معركة رياضية وهي الخارجة من «معمعة» سياسية، ولا يوجد بديل «متموّل» في الأفق ليأخذ مكان الصقال.
وهنا تسقط الحسابات الرياضية أمام هيمنة الفكرة المذهبية السائدة والمتحكّمة في عقول غالبية اللبنانيين. وفي آخر المستجدات، أجرى فنج جملة من اللقاءات بهدف البدء بحملة الإنقاذ وإعادة الأمور إلى نصابها، ولهذه الغاية رصد الموازنة اللازمة وشكّل فريق عمل متجانس، فهل يقتنع «الصقال» بانتهاء دوره وولايته؟
الجدير بالذكر، أن لنادي النجمة، حيثية خاصة تميّزه عن سائر الأندية. ففي النجمة، الجمهور أقوى من الإدارة، والإدارة تخضع لحسابات طائفية ومذهبية ومناطقية بميزان حساس، والمرجعية التي اختارها النادي حضناً دافئاً له لا قدرة لها على تأمين موازنة الاستمرار، أقله في السنوات الثلاث المقبلة، واللاعبون بغالبيتهم من نسيج مجتمعي واحد، يلعبون بعقود غير واضحة، وكثيرون منهم لهم في ذمة النادي «رواتب».
والأنكى من كل ذلك، يلعب النجمة حالياً في سداسية الأواخر… ليسأل الجمهور بصوت حزين، أما لهذا الليل الدامس من آخر؟ في الحقيقة لم ولن تسطع النجمة مجدداً إلا بتحريرها من اللبوس السياسي والطائفي والمذهبي، لماذا؟ لأنها وحدها تستحق لقب «جوهرة الكرة اللبنانية… ونادي الوطن». فهل من يتق الله في نجمة آخذة في الغرق؟