القتل بالقتل
لن ندفن نحن فقط موتانا، ستدفنون أنتم أيضاً موتاكم، الفرق بيننا وبينكم أننا نموت مع الحق، وتموتون مع الباطل، نطلب الشهادة، وتطلبون النجاة، لا يقابَل من أتى لقتلي والاستيلاء على أرضي ومقدساتي وإلغاء وجودي بسعف النخيل، وأغصان الزيتون والأمل بالسلام، هو يقابَل بالقتل وبالدم وبالتنكيل بلا هوادة حتى يرعوي، ويعود من حيث أتى، ويسلّم بحقوقي وإلّا، فالدم بالدم، والموت بالموت، والسّفك بالسّفك، البارحة بئر السبع، واليوم الخضيرة، وكلّ يوم من الآن فصاعداً هو بئر السبع والخضيرة.
ثم يحضر إلينا بلينكن الصهيوني مهرولاً حينما استشعر انّ كيان الباطل والعدوان والأحلام والوعود الزائفة آخذ بالتهاوي، وشعب الشيطان المختار في مأزق وجودي، فيجهد لإحياء جثة هامدة، مشروع مات ودفن وشبع موتاً، مشروع الدولتين، الذي قام بقتله قتلة الأنبياء مع سبق الإصرار والترصّد، على تهافته وقصوره الفادح في تلبية الحدّ الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني…
في حقيقة الأمر فإنني شخصياً كنت أسعد الناس بمقتله، لأنّ العدالة تقتضي ان تعاد الحقوق كلها غير منقوصة لأصحابها، والحقوق بالنسبة للشعب الفلسطيني لا يمكن اجتزاؤها، هي واضحة كالشمس في رابعة النهار، فلسطين من البحر إلى النهر غير منقوصة ولو بشبر واحد، وليعد شذّاذ الآفاق من حيث أتوا…