أخيرة

دينُ الحياةِ هو البصيرةُ والطريقْ

} يوسف المسمار*

خـيـرُ المسـارات ِ المسيـرُ على الهـُدى

منْ لا يسيـرُ على الهـُدى ضَـلَّ الطـريـقْ

ووسـيـلـة ُ الإنسـان ِ في طَـلـب ِ العـُلى

عـقـلٌ الى اللامـنـتـهى نِـعــمَ الـرفـيـقْ

إنْ تــاهَ عـقـلُ الـمـرء ِ في طـلـب ِ العـُلى

في بـحـر ِ أوهـام ِ السُـدى صـارَ الغـريـقْ

والـويـــلُ  للشــعــب ِ الــذي  أبـنـــاؤُه

فـقـدوا العـقـولَ ولمْ يـعـوا النهجَ الحـقـيـقْ

نـهـجُ  الحـيــاة ِ الـمسـتــقـيـم ِ تـوجــُّـهٌ

نـحــوَ الجــلاء ِ بـكـل ِ مـا المـعـنى يـليـقْ

فـهـو التـمـرّسُ بالعــدالـة ِ في احـتــرام ِالحــق  مـشغـوفـا ً بـتـحـريـر ِ الـرقـيـقْ

وهـو التنافـسُ في الصلاح ِ وفي الهُدى

نـهـجـا ً بـه القِـيَـمُ العـظـيـمـة ُ تستـفـيـقْ

وهــو التـسـابـقُ  في اكـتـشافِ مخابئ

الأســــرارِ من بين المفاصـلِ وِالعــروق

نهــج ُ الحــيـاة ِ تـدافــعُ  الإبـــداع ِ من

طــــور ٍ الى طــــور ٍ الى أعلى يـفـــوقْ

فـطـبـيـعــة ُ الابــداع ِ تســريـعُ  الخـُطى

وتجــاوز ُ الأحــلام ِ في لـمـع ِ البـروق ْ

والعـقــلُ  إن ْ لــمْ يـخــلـق  الابــداع َ

لا يعـني  ســوى هـذرٍ وبطـلان ٍ زهـوقْ

سـنظــلُّ  في وجـهِ الـريــاحِ زوابـعـاً

تـجـتـثُ آثــارَ العــواصـف ِ والحـروقْ

وتُـعـلّـمُ الـدنيـا على قهـرِ الطـغــاة ِ

وكـل من عَـبَـدَ الضـغـينة َ والـمـروقْ

لـيعـمّ في الـكـون ِ السـلامُ  ويـرتـقي

دينٌ بمـا احتوت الفـضائـلُ لنْ يضيقْ

دينُ الصعــود ِ الى السـمــاءِ وليس في

دين ِ الهبـوط ِ من السماءِ الى السحـيـقْ

ديـنُ الـبـصـيــرة ِ قــد تـمـيـَّز  دائـمـا ً

بـطـبـيعـة ٍ فـُطـِرتْ على لَـهَـب ِالشروقْ

فـيـرى الحـيـاة بـلا الـهـُـدى عَـدَمـا ً ولـو

بأقـل ِ مـن طـيـف ٍ ومن شَـبـح ٍ تضـيـقْ

ويـرى الصـلاحَ بأن نُحـرّرَ أرضَــنا

فـتـعـود للـقــدس ِ القــداســة ُ والبـريـقْ

ويـرى الشُـمـوخ َ بأن نـُقاومَ من بـغى

فـتـعــود للأرز النـضـارة ُ والـرحـيـقْ

ويـرى الإبــاءَ بأن نـُهـاجـِمَ مـن غــزا

أرضَ العـراق ِ فـنـنعش الماضي العـريقْ

ويـريـد ُ شَـعـبَ  الـرافـديـن مُـعَــزَّزا

والشـامَ تـنهـضُ، والعـروبة َ تستـفـيـقْ

ويُحـبُّ أن نـحـيـا بـحـبِّ مـسـيـحـنـا

وبـرحـمةِ الإسـلامِ والخُـلُـقِ الشـفـوقْ

ويـود ُّ للـنـاس ِ الـوئــام لـيـنعـمـوا

بـحـيـاتـهـم أمـما ً تعـيـشُ كـما يـلـيـقْ

هـذا هـو الـديـنُ الـذي بالعـقـل كان َ

مـنـارة ً تهـدي َ وتـرشــد ُ للحـقـوقْ

ويـظــلُّ ما بـقيَ الـوجـودُ  عـقـيـدة ً

إلا لمـنْ عـشـقَ الكـرامة َ لا تـروقْ

ديـنُ الحـيـاة هــو الشــفـاءُ من العـمى

وعـمى البصيرة ِ ديـنُ منْ ضَلَّ الطريقْ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى