موسكو تطرد دفعة جديدة من الدبلوماسيين الغربيين
أعلنت الخارجية الروسية، أمس، إلغاء اعتماد 10 موظفين من بعثات ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا الدبلوماسية وطردهم من روسيا، وذلك رداً على تدابير مماثلة من تلك الدول بحق موسكو.
كما اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة وحلفاءها بشنّ عملية سيبرانية واسعة النطاق ضد روسيا، محذرةً من أنّ هذا العدوان سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لمحرضيه ومنفذيه.
وتابعت: “كل يوم تقريباً تتعرض هيئات الدولة ووسائل الإعلام ومنشآت البنية التحتية الهامة وأنظمة ضمان الحياة لضربات قوية باستخدام التكنولوجيات المعلوماتية الحديثة”، موضحة أنه “بناءً على اقتراح من نظام كييف تمّ الإعلان عن “دعوة دولية” للمتخصصين في الكمبيوتر المناهضين لروسيا والذين يشكلون في الواقع قوات إلكترونية هجومية، عدد الهجمات الخبيثة ضدنا هو مئات الآلاف في اليوم”.
ولفتت الوزارة إلى أن الولايات المتحدة، ودول “الناتو” دربوا عناصر أوكرانية لشن مثل هذه الهجمات ضد روسيا.
بالتوازي، قررت وزارة الدفاع الروسية الحد بشكل كبير من الأعمال القتالية في اتجاه كييف وتشرنيغوف في أوكرانيا.
وأفاد ممثل عن وزارة الدفاع الروسية ألكسندر فومين، في ختام جولة المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، أمس، بأنّ “روسيا قررت خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف بشمال أوكرانيا، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية”.
وأضاف: “نظراً إلى أنّ المفاوضات حول إعداد اتفاق بشأن الوضع الحيادي وغير النووي لأوكرانيا، وكذلك بشأن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، تنتقل إلى المجال العملي، وأخذاً في الاعتبار المبادئ التي نوقشت خلال اجتماع اليوم، قررت وزارة الدفاع الروسية تقليص بشكل جذري العمليات العسكرية على محوري كييف وتشيرنيغوف”.
وأوضح فومين أنّ هذا القرار يهدف إلى “تعزيز الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف اللازمة لمواصلة المفاوضات وتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الاتفاق على توقيع الاتفاقية المذكورة”.
بدوره، صرح فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس في المحادثات مع أوكرانيا، بأنّ “كييف وعدت باتخاذ أشد الإجراءات ضد المجرمين الذين قاموا بتعذيب الجنود الأسرى الروس”.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أنّ “هناك حزمة جديدة من العقوبات المضادة قيد الإعداد من قبل الحكومة”.
وقال ميشوستين خلال لقاء مع نواب مجلس الدوما عن الحزب الشيوعي إنّ “زيادة إنتاج السلع التي توقف توريدها إلى البلاد بسبب العقوبات جاءت من بين المهمات الأكثر إلحاحاً”، مضيفاً أنّ “الحكومة خصصت مبلغاً قدره 40 مليار روبل (حوالى 427 مليون دولار) لبرنامج إقراض المصانع بشروط ميسرة”.
على صعيد متصل، عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من حملة التضليل الموجهة ضدّها، بعد الزيارة الأخيرة لرئيس المنظمة بيتر ماورير إلى موسكو، وخططها لفتح مكتبٍ لها في جنوب روسيا.
وأعلنت اللجنة، في بيانٍ، أمس، أنَّها “أصبحت هدفاً للهجمات المتعمَّدة والموجَّهة، الهادفة إلى تشويه سمعتها”.
وأضاف البيان أنَّ “لقاءات رئيس المنظّمة مع السلطات الروسية أثارت غضب البعض”، موضحاً أنّ “هذه اللقاءات الدبلوماسية مع كلا الجانبين الروسي والأوكراني تجري على أساس القانون الإنساني الدولي”.
وأشار البيان إلى أنَّ “الهجمات المتعمَّدة والموجَّهة باستخدام رواياتٍ كاذبةٍ ومعلوماتٍ مضلِّلةٍ، بهدف تشويه سمعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يمكن أن تلحق ضرراً حقيقياً بفرق اللجنة الدولية، وشركائنا في حركتَي الصليب الأحمر والهلال الأحمر”.
بدوره، وصف مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف ما يتداول عن “الإجلاء والنقل القسري للمدنيين من ماريوبل وأي مدينة أوكرانية أخرى إلى روسيا” بـ “المعلومات الزائفة”.