يوم الأرض: فلسطين تنبض مقاومة
} حسن حردان
إحياء يوم الأرض في ال 30 آذار، لم يمرّ، من دون أن يؤكد فيه شعبنا في فلسطين المحتلة، وفي كلّ أماكن تواجده، انه ينبض مقاومة وتمسكاً بأرضه الفلسطينية من النهر إلى البحر… موجهاً بذلك الصفعة تلو الصفعة للمحتلّ الصهيوني.
كيف تجلى ذلك:
أولاً، عشية حلول المناسبة الوطنية، أقدم فارس من فرسان فلسطين على تنفيذ عملية بطولية في منطقة بني براك، شرق تل أبيب، حيث تمكّن من قتل خمسة من المستوطنين الصهاينة المتشدّدين الذين يقطنون هذا الحي قبل أن يستشهد برصاص أحدهم…
هذه العملية الفدائية الجريئة التي نفذها الأسير المحرر ضياء حمارشة، أضاءت سماء فلسطين بالأحمر القاني، ووقعت كالصاعقة على رؤوس المسؤولين الصهاينة وعتاة المستوطنين الإرهابيين، الذين صدموا مجدّداً وأصيبوا بحالة من الذعر والهستيريا.. فمن ناحية فاجأهم الهجوم الصاعق في أحد قلاع المستوطنين، وأفقدهم الشعور بالأمن والاستقرار في الأرض التي احتلوها واستوطنوها واعتقدوا بعد أكثر سبعة عقود أنها باتت لهم وتخلى عنها أبناؤها، فإذا بهم يواجهون جيلاً جديداً من شباب فلسطين يكمل مسيرة النضال الوطني، ويعيد القضية والصراع إلى بداية البدايات.. مؤكدين أنّ أرض فلسطين ستبقى عربية تنبض مقاومة، وانّ الصهاينة الغاصبين لن ينعموا بالأمن فيها، وعليهم أن يدفعوا ثمن احتلالهم دماً، لأنّ فلسطين عروس جميلة مهرها الدماء المتدفقة دائماً، لا سيما أنّ أبناءها لا يقبلون الاستكانة والعيش تحت ذلّ الاحتلال، ولن يتخلوا عن أرضهم..
ثانياً، انّ العملية الجديدة جاءت في توقيت أطاحت بكلّ الإجراءات الأمنية الصهيونية التي كانت في ذروتها، مما عكس حجم الإخفاق الأمني لهذه الأجهزة، وجعل المستوطنين يفقدون الثقة بها.. فحسب آراء المعلقين والمحللين الصهاينة فإنّ الأجهزة الأمنية رغم مستوى تأهّبها فهي تعاني من الصدمة والفشل والجمود، وفي المقدّمة جهاز أمن الشاباك والشرطة..
ثالثاً، انّ العملية الفدائية اكدت من جديد تصميم أبناء فلسطين، جيلاً بعد جيل، على مواصلة المقاومة الشعبية المسلحة، وعدم التخلي عن النضال حتى تحرير أرض فلسطين من النهر إلى البحر، وانّ هذا التصميم لا يمكن أن يحول دونه لا القمع ولا الإرهاب الصهيوني، وانّ محاولات التآمر لتصفية القضية لا يمكن لها أن تطمسها، أو أن تخمد نار المقاومة التي تزداد تجذراً وتوهّجاً يوماً بعد يوم.. لا سيما أنّ المقاومة أصبحت بعد معركة سيف القدس تفرض المعادلات الجديدة على أرض فلسطين المحتلة، حيث نجحت معادلة سيف القدس في تكبيل قوة الاحتلال، ومنعته من الإيغال في تنفيذ مخططاته الاستيطانية في القدس المحتلة، وذلك بفضل وحدة الشعب الفلسطيني الذي حول كلّ أرض فلسطين إلى ساحات للمواجهة والمقاومة والانتفاضة ضدّ الاحتلال والمستوطنين..
رابعاً، وفي اليوم التالي للعملية الفدائية، ايّ يوم الارض المصادف في 30 آذار، عمّت التظاهرات الشعبية في كلّ أرجاء فلسطين المحتلة وقطاع غزة المحاصر تعبيراً عن استمرار وتصميم الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه.. الأمر الذي يعكس التكامل بين النضال الجماهيري والمقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال…
ولهذا الأمر أهمية كبيرة إذ يُسهم في تعزيز وتزخيم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وهي مسيرة لا يمكن لها أن تبقى مشتعلة من دون المشاركة الشعبية، التي تشكل الهيئة الحاضنة للمقاومة المسلحة، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتلّ ومستوطنوه كما أكدت التجربة…