بوتين: واشنطن تريد حلّ مشاكلها على حساب الآخرين
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ “الولايات المتحدة ستحاول الاستفادة من عدم الاستقرار العالمي الحالي، كما فعلت تماماً خلال الحربين العالميتين في القرن الماضي، خلال اعتداءاتها على يوغوسلافيا والعراق وسورية”.
وأضاف بوتين في اجتماع حول تطوير النقل الجوي وبناء الطائرات، أمس، أنّ “الأسواق العالمية آخذة في الانخفاض، فيما تنمو قيمة أسهم الشركات من المجمع الصناعي العسكري الأميركي”، مبيناً أن “رأس المال يتدفق إلى الولايات المتحدة، بالتزامن مع حرمان مناطق أخرى من العالم من موارد التنمية”.
وأعرب الرئيس الروسي عن ثقته في أنّ “الولايات المتحدة ستحاول أيضاً حلّ مشاكلها على حساب طرف آخر”، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، تحاول إلقاء اللوم على روسيا، بالنسبة لأخطائها في السياسة الاقتصادية، وهي تبحث دائماً عن أولئك الذين يلومونهم”.
كما وقّع الرئيس الروسي، مرسوماً بشأن آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورّد إلى “الدول غير الصديقة”، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، بالروبل الروسي.
وبناءً على المرسوم، “يتوجب على العملاء في الدول غير الصديقة، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي، فتح حسابات بالعملة الروسية في البنوك الروسية”. ويدخل المرسوم حيز التنفيذ، اعتباراً من الـ 1 من نيسان/أبريل 2022”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، فرضها قيوداً على كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، رداً على العقوبات التي اتخذها التكتل في الأسابيع الأخيرة بحق موسكو.
وأوضحت الخارجية، في بيان: “رداً على العقوبات الجماعية أحادية الجانب من قبل الاتحاد الأوروبي، قرّر الجانب الروسي، بالتوافق مع مبدأ الرد بالمثل الذي يعد من المبادئ الأساسية بالنسبة للقانون الدولي، توسيع قائمة ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والهياكل الأوروبية الذين تم حظر دخولهم إلى أراضي بلدنا”.
وأضافت الوزارة أنّ هذه القيود تشمل “كبار قادة الاتحاد الأوروبي”، بمن فيهم عدد من المفوضية وقادة الهياكل العسكرية للاتحاد، وأغلبية نواب البرلمان الأوروبي الذين “يروجون للسياسات المعادية لروسيا”.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نتائج المفاوضات التي أجراها وفد بلاده مع نظيره الأوكراني في إسطنبول، يوم الثلاثاء الماضي، بأنّها “تطور إيجابي إلى الأمام” .
وأوضح لافروف، على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان، في مدينة تونشي الصينية، أنّ “المفاوضات مع الجانب الأوكراني كانت إيجابية، لكنها ليست نتيجة نهائية”، معتبراً أنّ تفهّم الجانب الأوكراني أنّ قضيّتي القرم ودونباس تمّ حلهما نهائياً، وأنّ أوكرانيا دولة محايدة وغير نووية، “تقدم مهم”.
بدورها، نشرت وزارة الدفاع الروسية، وثائق تؤكد تورط هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، في أنشطة بيولوجية عسكرية، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بممارستها في أراضي أوكرانيا.
وأوضح إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، في تصريح، أمس، أنه “سبق لموسكو أن نشرت وثائق تؤكد انخراط صندوق Rosemont Seneca الاستثماري الذي يقوده هانتر بايدن في تمويل الأنشطة البيولوجية العسكرية المذكورة في أوكرانيا”.
وأعلن كيريلوف أنّ وزارة الدفاع الروسية نشرت حزمة جديدة من الوثائق بهذا الخصوص، موضحاً: “أمامكم مراسلات بين نجل الرئيس الأميركي الحالي، ووكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية وشركات متعاقدة مع البنتاغون في أوكرانيا”.
في المقابل، أعلنت حكومتا فرنسا وألمانيا أن البلدين “يستعدّان” لاحتمال توقف روسيا عن تسليم الغاز، مؤكدتين معارضتهما لدفع ثمن الإمدادات بالروبل.
وأوضح المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس،: “تنص العقود على أن المدفوعات تُسدّد باليورو وأحياناً بالدولار”.
وتابع: “قلت للرئيس الروسي بوضوح أن الأمر سيبقى كذلك” وأن “الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك”.
كذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنّ “فرنسا وألمانيا تستعدان لوقف إمدادات الطاقة من روسيا. وتعدان خطة في حالة توقف إمدادات الغاز من روسيا”.
من جهته، شدد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير على أنّ ألمانيا وفرنسا لا يمكنهما قبول مطالب روسيا بدفع ثمن إمدادات الغاز الطبيعي بالروبل الروسي.”
بدوره، وغداة تلقيه تعهدات أميركية بالمزيد من الدعم في مواجه روسيا، تزامناً مع عقوبات جديدة أقرتها واشنطن بحق شخصيات وكيانات روسية، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، أنّه غير مقتنع بالتعهّدات التي قدّمتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ قواته تتحضّر لخوضِ معارك جديدة شرق البلاد، في إشارة إلى إقليم دونباس.