طغاة
إنسوا الشعب الفلسطيني، اعتبروه غير موجود، هل المقدسات الموجودة على أرض فلسطين لا تعني شيئاً بالنسبة لكم، هل الأقصى وكنيسة القيامة وقبر يوسف والأرض التي بورك فيها لا تعني شيئاً بالنسبة لكم، يبدو انّ الأمر كذلك، لقد قرّرتم كما يبدو، يا من اجتمعتم في النقب قرب قبر بن غوريون، ووضعتم باقات الزهور على قبره، قرّرتم انّ كلّ هذه المقدسات لا تعني لكم شيئاً، وإن كان الأمر كذلك، فلا أعتقد انّ لكم صلة لا بالإسلام ولا بالمسيحية ولا بالعروبة، أنتم لا تنتمون الى هذه الأمة بكلّ أبعادها، أنتم تنتمون الى ذاتاتكم، وإلى ملذاتكم، وإلى شهواتكم، وإلى رغباتكم، كلّ من يوفر لكم ذلك هو ربكم الأعلى، تقدّسونه، وتركعون له، وتسجدون له.
فلسطين ليست قضيتي، هكذا يغرّد مرتزقة آل سعود على منصات التواصل الاجتماعي، والأقصى ليس مقدّساً كما تظنّون، أيّ مسجد في أوغندا او كينيا هو أكثر قداسة منه، والفلسطينى هو إنسان لا يؤمَن جانبه، بينما “الإسرائيلي” مرحب به، وتفتح له القلوب والبيوت وأشياء أخرى، هكذا تجري محاولة قلب الحقيقة والأمزجة والدين، هكذا يظنّ هؤلاء الفسقة أنهم يستطيعون العبث في كيمياء العقول، وقلب أعقاب الحقيقة على رؤوسها، وكلّ ذلك، وكلّ الجهد والمال، ليبقوا جالسين على عروشهم بكلّ غلاستهم وغبائهم وضحالتهم وشذوذهم، ولكن الأمر لن يستتبّ لهم، تلك هي نواميس الكون، فالأيام دول يتداولها الناس، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، والأهمّ من كلّ ذلك انّ المكر السيّئ لا يحيق إلا بأهله.