أخيرة
العصافير تعود إلى الشام*
يكتبها الياس عشّي
حطّ عصفور محبط وحزين على رؤوس أصابعي، وطلب مني أن أدلّه على طريق الشام .
يمكنك، قلت له، أن تبدأ بميسلون، وأن تعرّج على الجامع الأموي، وأن تستريح على قبّة كنيسة الصليب، وأن تُغمض عينيك متماهياً مع أصوات المؤذنين، ورنين الأجراس .
بل يمكنك، يا صديقي، أن تنضمّ إلى قوافل الورد الزاحفة من قلب الإعصار، لترمّم ربيعاً أمعن الغرباء في تشويه وجهه الطلق.
سأل العصفور: ومن دليلي؟
قلت: سيكون دليلك جيشاً من شقائق النعمان الحاملة في ذاكرتها ملامح يوسف العظمة، وأسماء كلّ الشهداء الذين ماتوا لتحيا سورية، ورؤيا بولس الرسول الخارجِ من العباءة اليهودية إلى مسيحية منفتحة على عالم جديد .
*من روايتي “السيرة الذاتية لعصفور أضاع طريقه إلى الشام “.