لافروف: ما يُحكى عن مجزرة في بوتشا مسرحية وهمية
في إطار الرد على العقوبات الغربية ضد موسكو، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مرسوماً لفرض إجراءات جديدة على منح تأشيرات الدخول إلى روسيا بالنسبة لمواطني الدول غير الصديقة.
ووفقاً للمرسوم، فقد علقت روسيا الاتحادية عدداً من بنود الاتفاقات بشأن تسهيل التأشيرات مع الاتحاد الأوروبي والنرويج والدنمارك وأيسلندا وسويسرا وليختنشتاين.
وأصدر بوتين تعليماته لوزارة الخارجية بفرض قيود شخصية على دخول روسيا الاتحادية للأجانب والأشخاص عديمي الجنسية الذين يرتكبون أعمالاً غير ودية.
بدوره، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهام القوات الروسية بقتل مدنيين في بوتشا الأوكرانية بـ”الهجوم الوهمي”.
وتابع لافروف، خلال لقائه نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: “هجوم وهمي آخر في مدينة بوتشا في منطقة كييف بعد مغادرة العسكريين الروس وفق الخطط”.
وأضاف: “نُفذ عمل درامي بعد أيام قليلة، ونشره ممثلو أوكرانيا ورعاتهم الغربيون عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية”، مضيفاً أنّ “محاولات تسييس القضايا الإنسانية وحتى التكهن بها لا تتوقف”.
وتابع لافروف: “طلبنا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن حول هذه القضية بالذات، لأننا نعتبر هذه الاستفزازات تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنّ صور القتلى المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية كانت “بأوامر” من الولايات المتحدة، في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو، مشيرةً إلى أنّ “أساتذة الاستفزاز هم بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أوكرانيا بمحاولة تقويض مفاوضات السلام، عبر الاستفزازات التي تمارسها في مدينة بوتشا الأوكرانية.
في هذه الأثناء، أفادت وكالة “بلومبرغ”، بأنّ موسكو ستحقق أرباحاً قياسية بما يفوق 321 مليار دولار، مشيرة إلى أن تلك التقديرات تمثل أكثر من الثلث مقارنة بعام 2021.
ووصفت الوكالة الأرقام المتوقعة للتجارة الروسية وميزان المدفوعات بـ “المبهرة”، رغم من الضغط الخانق على الشؤون المالية الروسية من الخارج، شارحة أن العقوبات الحالية لم تتمكن من وقف تدفق “العملة الصعبة” إلى روسيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تدمير مصفاة لتكرير النفط و3 مرافق لتخزين الوقود ومواد التشحيم في مدينة أوديسا الأوكرانية.
وذكرت الوزارة أنّ أوكرانيا استخدمت هذه المنشآت لتزويد قواتها بالإمدادات بالقرب من مدينة ميكولايف.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية إيغور كوناشينكوف أن الطيران الروسي قصف 14 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليل.
وقال كوناشينكوف إن “تشكيلات قوات جمهورية دونيتسك الشعبية واصلت هجومها في الليلة الماضية”، مشيراً إلى أنه تم تدمير سرية كاملة من اللواء 25 الأوكراني المحمول جواً، إلى جانب السيطرة على قرية نوفوباخموتوفكا.
ولفت كوناشينكوف إلى توغل وحدات قوات جمهورية لوغانسك الشعبية بعمق كيلومترين، لافتاً إلى إغلاقها قرية نوفوتوشكوفسكويه من الشرق والجنوب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت في وقت متأخر من مساء الأحد، الحصيلة الإجمالية للخسائر الأوكرانية منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصّة في أوكرانيا، مشيرة إلى تدمير 386 طائرة أوكرانية من دون طيار، إضافةً إلى 224 نظام دفاع جوي، و1918 دبابة وعربة قتال مصفحة، إضافةً إلى مئات قاذفات الصواريخ والمدافع.
كما نفت الوزارة الاتهامات بقتل قواتها مدنيين في بلدة بوتشا في مقاطعة كييف، معتبرة أنّ “ما يسمى الأدلة على الجرائم المرتكبة في بوتشا ظهر بعد وصول ضباط الاستخبارات الأوكرانية ووسائل الإعلام التابعة لكييف إلى المنطقة”.
وأضافت الوزارة أنّ سكان مدينة بوتشا الأوكرانية “كان مسموحاً لهم بمغادرتها باتجاه الشمال في أثناء سيطرة القوات الروسية عليها”.
وشدّدت الوزارة على أنّه “لم يتأذَّ أحد من السكان المحليين من أي أعمال عنف خلال فترة سيطرة القوات المسلحة الروسية على هذه المدينة”.