مقالات وآراء

الفتنة المذهبية أضغاث أحلام

} عمر عبد القادر غندور*

من البديهيات والمسلمات ان الاعلام هو الشريك والفاعل والمؤثر في صناعة الرأي العام، حتى سمي ب»السلطة الرابعة»

وقد عرف لبنان منذ الاستقلال صحافة رائدة، كانت الاولى في العالم العربي ومنها رجال ومؤسسون ونجوم انتقلوا الى جوار ربهم، وما زالوا منارات يهتدي بها كل من اوتي ملكة الموهبة، واراد ان يُبحر في محيط الصحافة والاعلام.

وبقدر ما في لبنان صحافة راقية ومسؤولة تحترم ذاتها كما تحترم الاخرين، فعندنا مع الاسف، وخاصة في الزمن الرديء صحافة دخيلة سمجة جاهلة، لا تتعاطى مع الحقيقة ولا يهمها نقل الخبر الصحيح، بل تتحدث عن امنياتها وتمنياتها وما تحبه وترجوه وتصلي من اجله !!

والاخطر من ذلك ان يدّعي مثل هذا الاعلام «النعلي» ان «القوى السنية» تحشد قدراتها لمواجهة حزب الله الشيعي وان صناديق الاقتراع لن تتسامح مع كل من يدلي بصوته لصالح حزب الله الشيعي!!

مثل هذا النفاق لا يعبّر الا عن توجه حاقد ومتعصب يدعو الى فتنة بين السنة والشيعة، وقد فاته ان هذه الفتنة التي تعمل عليها في الليل والنهار لن تكون ابدا لان السنة والشيعة امة واحدة قد يختلفون في السياسة والانتماءات الدنيوية وحتى في الاجتهادات ولكن ضمن الوحدة الاسلامية التي هي شرط ايمانهم وصدقهم «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ « وطاعة لله وللرسول، والغبي وحده هو الذي يتوهم ان المسلمين يتقاتلون على متاع دنيوي خلافا لقول الله سبحانه وتعالى « وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ

 وَاصْبِرُوا

 إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»

والدعوة الى إضرام الفتنة بين السنة والشيعة هي اضغاث احلام يتمناها اعداء السنة والشيعة، ما كانت ولن تكون ابدا، ولتوفر الاقلام «النعلية» جهدها لما يخصها ويدفع عنها غوائل الدهر …وهناك تُبلى كلّ نفس ما أسلفت… وضلّ عنهم ما كانوا يفترون.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى