قيادي سابق في الجماعات الإرهابية الجزائرية: ظلمتُ شعبي في دمهم ومالهم وأعراضهم
بعد وقوعه في أيدي القوات الجزائرية، كشف لسلوس مداني، والذي كان يعرف بالمفتي العام للجماعات الإرهابية في الجزائر، الكثير من تفاصيل العمل المسلح وعناصر تلك الجماعات.
واعترف مداني، الذي التحق بصفوف الجماعات الإرهابية الجزائرية منذ سنة 1994، بمشاركته مع تلك الجماعات بمهام في مختلف الأمور، فضلاً عن توليه منصبه كضابط شرعي لديها.
وقدّم مداني نفسه بصفته قاضي شرعي للجماعة، وهو حائز على شهادة ليسانس في العلوم الإدارية والقانونية من كلية الحقوق ببن عكنون، قبل أن يلتحق بالجماعات الإرهابية بعدما كان إماماً خطيباً في أحد مساجد العاصمة.
ولفت مداني، المعروف أيضاً بالشيخ عاصم أبو حيان، في اعترافاته إلى أن العمل المسلح في الجزائر، بدءاً من العام 1995، بدأ يتجه نحو الفساد، موضحاً أنه “بدأت تظهر تهم باطلة وأعمال عنف، وتقسيمات”.
وأضاف: “بحكم أني كنت أمير منطقة الغرب من شهر أوت 2004- 2008، أعرف عناصرها، في تلك الفترة كان جنود المنطقة يتراوح عددهم بين 150-160 فرداً، ثم انتقلت إلى تيزي وزو”.
ونفى مداني تعرضه لأي ضغوطات للتراجع عن موقفه.
وتابع: “فأنا ظلمت الشعب في دمائهم وفي عرضهم وفي مالهم”.
وأكد مداني توبته، داعياً عناصر التنظيم وقياداته، من بينهم المدعو إدريس، الذي خلف عبد الحفيظ أبو تمام الذي قتل السنة الماضية، للتخلي عن العمل المسلح.
وقال مداني، في اعتراف بثّه التلفزيون العمومي الجزائري، أمس، إنّ بعد عملية للجيش الجزائري في سكيكدة يوم 16 آذار/مارس 2022، والكشف عن مخبئهم قرروا تسليم أنفسهم وتمت عملية إخراجهم من المخبأ، حيث طلبوا الأكل والشرب بعد محاصرتهم لقرابة الشهر وهو ما حصلوا عليه بحسب شهادته.
كما أكّد مداني تلقيهم حسن المعاملة إلى غاية إتمام الترتيبات والإجراءات، على رأسها الفحص الصحي وتوفير الملابس والعناية من قبل السلطات الجزائرية.