لبنان والاستزلام لأميركا بثوب عربيّ مزيّف
– خلال شهور كانت الأزمة الخليجية عنواناً للسياسة الخارجية اللبنانية، وكان الجميع يعلم ان المشكلة التي توّجت بمنع الرئيس سعد الحريري من الترشح للانتخابات، أصلها المعركة التي قررتها السعودية وفرضتها على دول الخليج تحت عنوان حصار لبنان تعبيراً عن الغضب على حزب الله، فخرجت مواقف حكومية مهينة للبنان والحريات فيه أملاً باسترضاء السعودية والخليج، ولكن دون جدوى.
– هل يتعلم المعنيون اليوم من العودة السعودية الى لبنان أن لا قرار القطيعة ولا قرار العودة يتصلان بمواقفهم ومحاولتهم للاسترضاء، وإلا فهل يفسرون لنا ما الذي تغير منذ إعلان السعودية أن الغضب على لبنان بسبب خطاب حزب الله حول اليمن؟
– في الأزمة الروسية الأوكرانية اختار لبنان الوقوف طرفاً الى جانب الناتو واستعداء روسيا وصوّت مع مشروع القرار الأميركي، بينما ذهب عرب آخرون إلى الامتناع، ولم يكن أحدٌ يدعو لبنان للتصويت مع روسيا، ويومها سئلت الحكومة لماذا لم تتغيّب عن الجلسة اذا كانت تخشى حتى الامتناع، فقال المسؤولون إن الغياب كالامتناع، واليوم عندما يغيب لبنان عن جلسة التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان يكون السؤال لماذا لم يمتنع؟
– في التصويت غاب لبنان والصومال وجيبوتي وموريتانيا والمغرب، بينما امتنعت مصر والإمارات والسعودية والسودان والعراق والكويت وتونس واليمن وعمان والأردن والبحرين وقطر، فلماذا يشذ لبنان عن الموقف العربي وكل يوم يسمعنا المسؤولون محاضرات عن عروبة لبنان وترجمتها بالوقوف حيث تقف الدول العربية، فهل يتبع لبنان الصومال أم السعودية وجيبوتي أم مصر؟
– معيب أن يشعر المسؤولون اللبنانيون بهذه الدرجة من الإذلال في سعيهم لاسترضاء الأميركي بثوب عربي، وحتى عندما يتجرأ العرب بقوة حسابات المصالح على درجة من التميّز، يخالف لبنان مزاعم الحديث عن العروبة التي تبدو مجرد غطاء لتبرير الاستزلام للسياسات الأميركية.