بالوعي نـنـجـو بالجـهـالة نـهـلكُ
} يوسف المسمار*
إن كنتَ تـحسبُ بالدعاء لكَ العـُـلى
في الأرض فاعلمْ أن نـهـجكَ مُـربـِكُ
ما كان في نـهـج الظـنـون سـلامة ٌ
أو كـان في ســيـل ِ الدعــاء ِتـبَـرُّكُ
إنَّ الدعــاءَ بــدون فـعــل ٍ بـدعــة
تهـوي بأخـيـار النـفـوس ِ وتـُـنهـِكُ
عـبـثـا ً نـُحـاولُ بالـدعـاء خـلاصـنا
أو نبلـغُ الهـدفَ النبـيـلَ ونـُـدركُ
لـن يـقـبلَ اللهُ الصـلاة َ ولا الـدعـا
ما دام فـيـنـا بالخُـمـولِ تـمَـسُّـك
فـلقـد خـُلـِقـنا كي نـُشـَرِفَ نـوعـنا
وسـبــيـلَ عـبـقـرة ِ المواهب نـسـلكُ
وبـقـوة ِ الإيـمـان ِ بالعـقـل الرشـيـد ِ
وبـالبـطـولـة ِ وعـيـُنا لا يُشــــر ِكُ
فـالعـمـرُ في غـيـر التـَـنـَـوّر تـافـه ٌ
وبـغـيـر نــور ٍ لا يـكـونُ تـَـنـَسُّـــكُ
والنـورُ يـنـفـعُ بالهـدايـة والـنـدى
وبـغـيـر مـا تـَـقـضي الهـداية ُ يُـربـكُ
وهـدايـة ُ الأجـيــال روحُ كـرامـة ٍ
فـتـكت بأشـرارِ الوجـود ِ وتـفـتـكُ
نــورُ الحـيـاة ِ مـحـبـة ٌ وبـطــولــة ٌ
وإرادة ٌ بـســـنا الهــُدى تــتـمـسّـكُ
هـي نـهـضـة ُ الأحـرار ِ ما ارتابوا ولا
كـفـروا بحــتـمـية ِ النـجـاح ِ وشـكّـكـوا
أبــداً فـلسـطـيـنُ الحـبـيـبـة هـمُّـهــم
عـشـقـوا الفـداءَ لأجـلها وتـنـسّكــوا
وبـشامـخ ِ الأرز ِ استـظلـوا فانـتـشوا
وبـكل ِ مـا اكـتَــنـزَ الإباءُ تـحـركــوا
فـتـفـجـرت سـعـفُ النـخـيـل عـواصـفا ً
تـجـتاحُ أربـابَ الشــرور ِ وتـهـلـِكُ
هـيَ سورية قـلبُ العـروبـة حـرة ٌ
مـلـكـت مـفاتـيـحَ الإبــاء ِ وتـمـلـكُ
بـعـقـيدة ِ الأحـرار ِ كـان شــمـوخهـا
وبـعـطـرهـم صـار الوجـودُ يُـمـَسَّك
هـم سـادة ُ التاريـخ ِ كـانـوا دائـما ً
وبهـم يظـلُّ الى الخـلـود المـمسكُ
هـم نـحـن أبـناءُ الحـيـاة الثـائـرون
الى العـُلى وبنـا العـُلى يَــتـَبـَرّكُ
بـصـراعـنا المـُثـُـلَ العليـة َ كـلهـا
لا بـالـدعـاء ِ ولا التــمـني تـُدرَكُ
وبـمـيـزة ِ الإبداع ِ في فـهـم الحـياة
نـحــلّ ُ جـَــلَّ رمــوزهـا ونـُـفـكــكُ
فالعـزُ يـبـدأ بالجـهـاد وليس في
غـيـر الجـهـاد ِ إلى الســماء ِ تـَحـَرُّكُ
ما خـابَ من عَـبَـرَ الـزمانَ بـجـهـده
بـل خـابَ من دربَ التخـاذل ِ يَـسـلـكُ
بالفهـم ِ والإبـداع ِ والخـُلـُق ِ الكـريـم ِ
وبالصـــراع ِ نـعــيـمُـنـا نــَتـَمـَلـكُ