جنون جنين…
لن تقف الأمور ها هناك، ستنزلق الى منزلقات بعيدة لعلها ستحمل في طياتها بداية نهاية كيان أنشئ بطريقة مخالفة لكلّ أنواع المنطق والطبيعة، بالترقيع والرّتق والاصطناع والتركيب القسري، بمهاجرين من كلّ أصقاع المعمورة، لا يجمعهم إلّا ادّعاء توراتي ينضح كذباً وتلفيقاً وبهتاناً، فلا اليهود هم اليهود، ولا التوراة هي التوراة، وما الوعد سوى أضاليل امتزجت برغبات استعمارية رأسمالية ديدنها الهيمنة ونهب الثروات وإذلال الشعوب…
أدرك الكيان المؤقت الزائف أنه ارتكب خطأ استراتيجياً حينما أبقى على بعض الفلسطينيين بين ظهرانيه، ثم أسبغ عليهم جنسيته ليبدو وكأنه كيان علماني متسامح ديمقراطي، ليكتشف لاحقاً انّ هؤلاء الأقلية الذين بدأوا مع بداية الكيان أقلية، سيصبحون أكثرية خلال أقلّ من ثلاثة عقود، وسيصبح رئيس وزراء الدولة ساعتها فلسطينياً، يعني مطرح ما عملها شنقوه، لذلك فهو مصمّم على التخلص من فلسطينيّي الضفة، والتي يدعوها “يهودا والسامرة”، والتي أقنع نفسه وقطعان مستوطنيه أنها هي في واقع الأمر أيقونة أرض الميعاد، وبدونها فإنّ “إسرائيل” تصبح هراءً، ويضحي مشروع الوهم الصهيوني في خبر كان…
لقد وضع هذا العدو الأحمق نفسه في الزاوية، وقام بإلزام نفسه بأمور هو غير قادر على الوفاء بها، ووصل به التغوّل إزاء أهلنا في الضفة الى منطقة العظم، فاستفز كلّ شياطين الأرض وملائكة السماء القابعة في أعماق أعماقنا، أول الغيث قطر، وجنون جنين سيتبعه جنون نابلس وجنون طولكرم وجنون القدس وجنون رام الله وجنون طوباس، وعلى نفسها جنت براقش…
هي البداية، والنهاية صلاة في الأقصى تتبعها مسيرة زاحفة نحو الساحل، دفقٌ إنساني منتصر، من النهر الى البحر، وفي أحد أزقة يافا، فتىً يافع يقول لصاحبه وقد تعابثت يده بأطراف كوفيته الملقاة باسترخاءٍ على كتفه، هنا كان يقطن في هذا البيت، مارق من بولندا، اعتنق يهوديةً زائفة، وظنّ بأنه ينتمي الى هذه الأرض، فقتله ظنّه…