مسار جديد لقضية فلسطين
} عمر عبد القادر غندور*
من حق المستوطنين الصهاينة ودولة الاحتلال الغاصب ان يقلقوا كما لم يقلقوا من قبل، وذلك بعد العملية البطولية لفتى مخيم جنين الأغرّ الشهيد رعد حازم الذي أصاب العمق الكياني والمركز الأمني والثقل الاقتصادي في يافا المحتلة والمسماة «تل أبيب»، ومع كلّ ذلك أصاب معنويات الصهاينة في مقتل، ما دعا صحيفة «هآرتس» الواسعة الانتشار إلى القول «آن الأوان لاعتماد سياسة جديدة تعترف بالواقع وبات ضرورياً وقف الاستيطان وتحقيق السلام الحقيقي».
مثل هذا الموقف نضعه برسم دول التطبيع العربية التي تراهن على موت القضية الفلسطينية، وهي قضية الأمة، وتتوهّم انّ الشعب الفلسطيني نسيَ فلسطين وتخلى عن شعاره «انّ ما أخذ بالقوة لا يُسترجع إلا بالقوة.»
القتل بحدّ ذاته ليس الهدف، بينما «إسرائيل» تمارس القتل والهدم والتشريد والإبادة بحق الفلسطينيين منذ ٧٤ عاماً على مرأى من العالم «المتمدّن» ولا يحرك ساكناً، ما دفع الشهيد السعيد رعد حازم إلى استعمال مسدسه، حيث أردى مَن أردى من المستوطنين الغرباء… وبعد ساعات اقتحمت المجنزرات «الإسرائيلية» مخيم جنين وقتلت فلسطينيا وجرحت ١٤ وخطفت آخرين.
وما آلم الصهاينة هو ما قاله الكاتب الصهيوني آري شبيت في صحيفة هارتس: «يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ولا حلّ معه سوى الاعتراف بحقه وإنهاء الاحتلال».
وليس أروع من الشهادة سوى وقوف والد الشهيد رعد حازم بين حشود المباركين بشهادة نجله يقول: اللهم اشهد في هذا اليوم من رمضان المبارك أنني راضٍ عن ابني الشهيد واتطلع الى ملاقاته في زمرة الشهداء في عليين.