أخيرة

طارق خوري: تاريخ مخيّم جنين حافل بالبطولات وصموده يعزّز مناعة المقاومة

اعتبر العضو السابق في البرلمان الأردني الدكتور طارق سامي خوري «أنّ الصمود الأسطوري لأهالي مخيم جنين يعزّز مناعة المقاومة ويطوّر الوعي الفلسطيني»، مشدّداً على «أنّ المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد نحو تحرير الأرض ونحو النصر».

وتحدث خوري، في تصريح، عن تاريخ مخيّم جنين وسجله النضالي الحافل منذ العام 1799. وقال: «حين أحرق مدينة جنين الواقعة عند سفح تلال جبل النار «نابلس» بساتين الزيتون، رغم أنها كانت مصدر رزقهم في ذلك الحين، بهدف وقف زحف القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، حينها قاوم الأهالي مقاومة شرسة فكان الردّ الفرنسي بحرق المدينة ونهبها. وخلال الحرب العالمية الأولى، وتحديداً في أيلول/ سبتمبر 1918، وقعت جنين تحت الاحتلال البريطاني، حالها حال بقية الأراضي الفلسطينية، إلا أنّها قاومت ونظَّمت أول مقاومة مسلحة عام 1935 بقيادة عز الدين القسَّام، وفي عام النكبة (1948)، حين قتلت العصابات الصهيونية آلاف الفلسطينيين واحتلَّت منازلهم، تخلَّصت مدينة جنين من احتلال قصير نال منها بفضل الدفاع الشرس من قِبَل المتطوعين الفلسطينيين والجيش العراقي، ثم آلت المدينة إلى حكم الإدارة الأردنية عام 1949، إلى أن أُنشئ فيها في أوائل الخمسينيات مخيم جنين لإيواء النازحين ممَّن استولت إسرائيل على منازلهم». وأضاف: «مع مرور السنوات تحوّل المخيم الواقع في ضواحي المدينة إلى معقلٍ أساسي للمقاومة الفلسطينية، خاصة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولا يزال حتى يومنا هذا رمزاً من رموز النضال ومدرسة خرّجت أجيالاً من المقاومين، وخرج منها مؤخراً الشهداء الأبطال الذين نفذوا عمليات فدائية في تل أبيب والخضيرة وغيرها، وستبقى كذلك لأجيال لم تولد بعد».

وتابع خوري: «لقد باتت المواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني أمراً عادياً بالنسبة إلى أهالي جنين، ذلك أنّ قوات العدو لم تكفّ عن استهداف المخيم ومقاوميه منذ إنشائه، ولا تزال حاضرة في الوجدان والذاكرة الفلسطينية مجزرة جنين التي التي ارتكبها الاحتلال في المخيم عام 2002.  أضف إلى ذلك، موقع جنين التي تعدّ أكبر مدن المثلث الواقع بين جنين ونابلس وطولكرم شمال الضفة، ذلك أنّ قُربها من خط التماس مع الأراضي المحتلة، له دوره في تعزيز المقاومة».

وتطرق إلى بطولات أهالي جنين، لافتاً إلى «أنّ ما يُروى عن بطولات أهالي جنين، هو ليس سوى غيض من فيض ما يمتلك هؤلاء من إصرار ومقاومة وعزم، حتى أنّ المقاومين اعتادوا شراء الأسلحة من مالهم الخاص، ولا يعتمدون فقط على ما توفره التنظيمات أو فصائل المقاومة». وأشار إلى «أنّ البندقية موحّدة بين مختلف الفصائل وموجّهة إلى صدر المحتلّ». وقال: «يحدث أن نجد مجموعة مقاومة واحدة تضمّ عناصر من أكثر من فصيل ذلك أنّ الانتماء إلى الوطن، إلى فلسطين هو لدى مقاومي جنين أكبر وأعمق من الانتماء إلى أيّ فصيل».

وأكد خوري أنّ «ما يزيد من وحدة الفلسطينيين هو إيمانهم بأنهم أصحاب الحق والأرض، ونبذهم للخلافات والشقاقات وتغليب انتمائهم إلى التراب الفلسطيني على أيّ انتماء فصيلي آخر»، مشدّداً على «أنّ المقاومة في جنين اليوم تزداد قوة ومنعة وشراسة في وجه الكيان الغاصب، انطلاقاً من هذا الحق ومن هذا الإيمان وهذا الحضور في ساحات الكفاح المسلح، مجموعات وأفراداً، كما أنّ الصمود الأسطوري لأهالي المخيم يعزّز مناعة المقاومة ويطوّر الوعي الفلسطيني ويكرّس هذا اليقين، يقيننا جميعاً، بأنّ المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد نحو تحرير الأرض ونحو النصر الذي سيتحقق عاجلاً أم آجلاً حين يسلّم أعداؤنا بحقنا في الحياة وفي الوجود».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى