نصر الله: لا نريد الحصول على الثلثين في المجلس النيابي هدفنا إنجاح مرشحينا وأصدقائنا… ولا نعمل لإلغاء أحد
ـ بعض السفارات تهمس بتأجيل الانتخابات النيابية بالتزامن مع ترجيح حصول فريقنا السياسي على الأغلبية ـ أيّ تغيير بالنظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء أو بالنصف زائداً واحداً أو بالثلثين ـ نقف بكلّ اعتزاز وتقدير أمام بطولات رجال ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي»، وطلب عدم الركون لاستطلاعات الرأي، داعياً إلى المشاركة بكامل الحماسة والجهد حتى لحظة إقفال الصناديق. وقال «هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشحينا وأيضاً إنجاح أصدقائنا»، مؤكداً أن بعد عيد الفطر سنُقيم ثلاث مهرجانات انتخابية وسنتحدث بالمباشر.
جاء ذلك في كلمة للسيد نصرالله عن آخر التطورات السياسية، بثتها قناة «المنار» مساء أمس وتطرّق في مستهلها إلى الأوضاع في فلسطين المحتلّة، مؤكداً أنه «يجب أن نقف بكلّ اعتزاز وتقدير أمام بطولات رجال ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين وأمام عظيم الشجاعة والبأس الشديد واقتحام الموت من أجل حياة عزيزة وأملاً في تحرير مقدسات الأمّة».
أضاف «إننا نقف بإجلال وتعظيم أمام عائلات الشهداء ومواقفهم الحاسمة وصمود هذا الشعب المجاهد والصابر رغم التاريخ الطويل من المجازر»، معتبراً أنّ «ما جرى ويجري هذه الأيام له دلالات كبيرة في ما يتعلق بالصراع مع الكيان ومستقبله».
وأشار إلى أنّ «من أهمّ النتائح الإستراتيجية هو ما كنّا نتحدّث عنه قبل سنوات وهو أنه إذا كنتم تراهنون على ضعف الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون»، مؤكداً أنّ «أجيال الشباب الفلسطيني تتوراث المقاومة وإرادة القتال جيلاً بعد جيل».
ودعا السيد نصرالله لبنان والعالم الإسلامي إلى المشاركة الواسعة في جميع الفعاليات في يوم القدس العالمي. ولفت إلى أنّ حزب الله سيُقيم في هذا اليوم مهرجاناً شعبياً كبيراً في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، آملاً «من الجميع أن ننتهز هذه الفرصة لنعبّر في يوم القدس عن دعمنا وتأييدنا المطلق لشعب فلسطين».
وأشار إلى «أنّ المقاومة في حرب نيسان عام 1996 استطاعت أن تفرض على العدو ألاّ يمسّ المدنيين وإلاّ سيدفع الثمن وهذه المعادلة ما زالت سارية حتى اليوم»، وقال «يجب أن نُسجّل الجهد المميّز الذي قام به الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الراحل رفيق الحريري الذي أدّى إلى ما سُمّي بتفاهم نيسان».
وفي الشأن الداخلي، لفت إلى «أننا دخلنا فترة مهمة في موضوع الانتخابات، ونحن أمام أسابيع قليلة لفرز الأصوات وإعلان النتائج، وكان الفريق الآخر منذ فترة يُشكك دائماً في إجراء الانتخابات، وبعض السفارات تهمس بتأجيل الانتخابات النيابية بالتزامن مع ترجيح حصول فريقنا السياسي على الأغلبية».
وأشار إلى «أنّ بعضهم ذهب ومنهم أحد الرؤساء السابقين، إلى القول إنّ هناك خطراً أن يحصل هذا الفريق السياسي على الثلثين، إذ أن الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي وهذا الهدف ليس واقعياً ومنطقياً، وما يُقال عن أن فريقنا السياسي يُريد الحصول على الثلثين هو للتحريض».
وعن التحضير للانتخابات النيابيّة المقبلة، أكد السيد نصرالله «أنّ فريقنا السياسي تمكن في أغلب الدوائر أن يكون في لائحة واحدة ولو من باب التحالفات الانتخابيّة، وأمّا الفريق الآخر فتشتت في لوائح كثيرة».
ورأى «أنّ هناك أموراً بحاجة إلى تأمل مثل إضراب عدد كبير من القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية ما يفتح الباب أمام الطعن بنتائج الانتخابات، وهؤلاء مطالبهم محقة»، داعياً الحكومة «بما تستطيع أن تستجيب لمطالبهم وأقول لهم لا تجعلوا الانتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقّة».
وأشار إلى «أنّ ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائداً واحداً أو الثلثين»، معتبراً «أنّ هناك انتخابات حقيقيّة ستجري في 15 أيار ومعركة انتخابيّة ديمقراطيّة شعبيّة تخوضها كلّ الأطراف وأياً تكن استطلاعات الرأي والتقديرات، يجب ألاّ يؤثّر ذلك على فعاليتنا وحماستنا في كل الدوائر».
وقال «سمعت من مسؤول سعودي أنّ مئات ملايين الدولارات أُنفقت في انتخابات 2009 وحجب الصوت في بعض الدوائر كان مقابل 500 دولار»، لافتاً إلى أنه «قد يدخل مال انتخابي كبير في هذه الانتخابات وبدأ ذلك بحجة أن الناس محتاجة وقد يلجأ كثيرون لبيع أصواتهم».
وطلب عدم الركون لاستطلاعات الرأي، مضيفاً «يجب أن تدخلوا إلى هذه الانتخابات بكامل الحماسة والجهد حتى لحظة إقفال الصناديق، وهدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشحينا وأيضاً إنجاح أصدقائنا وحلفائنا ولا أحد يتعاطى أنّ المعركة محسومة»، لافتاً إلى «أنّ الفريق الآخر مقسوم ولذلك لم يستطيع التوحّد في لوائح واحدة».
وتابع «إذا كنّا نريد أن ندعم لائحة في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة أن ندعم لائحة أخرى في الدائرة نفسها هذا سيكون فوق الطاولة وبعلم اللائحة الأولى». وكشف أنه «في تشكيل اللوائح رفضنا أن نعطي التزاماً مسبقاً بأن نُجيّر أصواتاً تفضيلية وهناك من طلب منّا ذلك ورفضنا، فحزب الله لا يعد أحداً بإعطاء أصواته بالكامل بل يُصوّت لدعم الحلفاء بكل وضوح وتنسيق معهم، ونحن لا نُريد إلغاء أحد كما سوّق البعض بل نحن نُريد أن يتمثّل كل أحد بحسب حجمه الطبيعي والقانون النسبي يُتيح المجال أمام أي حزب وزعامة أن تتمثّل في المجلس النيابي».
وعمّا كان يجري في حرب تموز 2006 من مؤامرات، كشف السيد نصرالله «أن الإلغائي هو من كان يراهن في هذه الحرب على سحق المقاومة، ومن كان يُطالب خلال جلساته مع الأميركيين التي وثّقتها ويكيليكس، باستمرارها للقضاء على المقاومة».
وأردف «الإلغائي هو من شكّل حكومة في 2006 ووزراء أمل وحزب الله استقالوا بسبب طريقة إقرار المحكمة الدوليّة ولكن لم يقف عند طائفة غائبة وأكمل عشرين شهراً، والإلغائي هو دائماً يُحضّر نفسه للخارج بأنه جاهز أن يفتعل حرباً أهليّة، والإلغائي هو من لا برنامج انتخابياً لديه بل همّه إلغاء المقاومة وسحب سلاحها فيما نحن حريصون على الشراكة وتعاون الجميع».
وقال «في المقابل نحن من 2005 كنا ننادي بحكومة وحدة وطنيّة وفي الـ2018 أصرّينا على حكومة وحدة وطنيّة وتشكلت حكومة برئاسة الحريري».
ورأى أن «البعض، تضليلاً، يُحاول أن يقول للبنانيين إن سلاح المقاومة هو سبب المشاكل، إذ يركزون على عناوين هيمنة حزب الله والسلاح والاحتلال الإيراني لأنها تسترضي الخارج والغرب والسعوديّة وبعض الدول العربيّة التي لديها مشكلة مع المقاومة وتحديداً حزب الله ليقولوا لهم إنهم في وجه حزب الله لاستدراج الدعم المالي»، متسائلاً «ما البديل لديكم لحماية البلد؟ الواضح من طرح هكذا عناوين أن الهدف استرضاء الخارج لاستدراج دعمه».
وقال «توسّعنا في البرنامج الانتخابي لأنه برنامج العمل لأربع سنوات، والناس انتخبتنا قبل أربع سنوات بناءً على برنامجنا ووعودنا وواجب علينا أن نُبيّن ما حصل خلال هذه السنوات من إنجازات». وأضاف «أسأل القوى السياسية المخاصمة لنا أنتم خلال السنوات الماضية وكنتم بأغلبكم في السلطة منذ ثلاثين وأربعين سنة مثل حزب الكتائب، ماذا فعلتم؟»
وتابع «بعد العيد سنقيم ثلاثة مهرجانات انتخابيّة وسنتحدث بالمباشر»، مضيفاً «منذ ثلاثين سنة لم يطالب أحد من حزب الله الدولة اللبنانية بحماية المقاومة بل المقاومة هي التي حمت البلد والدولة. والمقاومة اليوم ضمن المعادلة الذهبية هي التي تحمي البلد».
وأردف «ما نقوله اليوم أن تنتخبونا لكي يكون لنا حضور في الدولة لنمنع أحد أن يستخدم الدولة لطعن المقاومة وبالـ1993 وبحرب تموز وبـ5 أيار كاد أن يحصل هذا الأمر. لو لم نكن غائبين عن حكومة 5 أيار 2008 ما كانت حصلت 7 أيار».
وفي مجال آخر، لفت السيد نصرالله إلى «أن السعوديّة شنّت حرباً وعدواناً مدمّراً على اليمن، أليس من يشنّ حرباً عربية عربية هو من يخرّب العلاقات العربية أو من يأخذ موقفاً مع المظلومين والمعتدى عليهم ويُطالب بوقف العدوان؟ ولكن النتيجة السياسيّة بالهدنة في اليمن صنعها الشعب اليمني بصموده وشجاعته، ونحن سعداء بالهدنة ونأمل أن تفتح باباً للحوار السياسي والوصول إلى الحلّ السياسي ومدخلاً لوقف الحرب والحصار وهذا كان موقفنا من أول يوم شُنّت فيه هذه الحرب على الشعب اليمني».
وتوجّه السيد نصرالله بنصيحة إلى الحكّام في السعودية قائلاً «لا تراهنوا على التفاوض مع آخرين غير المجلس السياسي اليمني الأعلى وحركة أنصار الله ،والطريق الوحيد للحلّ السياسي هو التفاوض المباشر مع هؤلاء ولا تنتظروا من أحد من أصدقائهم أن يضغط عليهم».
ورأى السيد نصرالله «أن مَنْ يُخرّب العلاقات العربية، هو مَنْ فتح الباب على حرب كونية على سورية واستخدم جيوشه لذلك، أم من دعم سورية ودافع عنها؟».