السلّة اللبنانيّة ضحيّة أحقاد ونتائج انتخابات وما حصل في المنارة فضح «المستخبّي»
} إبراهيم وزنه
كان نافراً جداً المشهد في ملعب النادي الرياضي في المنارة عندما استضاف «أبناء المنارة» غريمهم التقليدي فريق الحكمة لحساب الجولة العشرين من بطولة لبنان بكرة السلة، حيث أمعنت مجموعة من جماهير «الأصفر» مع إطلاق صافرة البداية على التغريد مطوّلاً بعيداً عن الروح الرياضية خالعة ثوب الأخلاق المتناسبة مع مفاهيم شهر رمضان المبارك منغّصة أحد «الشعنينة» معلنة رحلة الآلام للعبة الناهضة في الفترة الأخيرة، فالشتم توزّع في كل الاتجاهات، تارة إلى اللاعبين وأخرى إلى الحكام وصولاً إلى إدارة الاتحاد اللبناني لكرة السلة! وهذا المشهد النافر، ولّد جملة من التساؤلات لا بل شكّل أكثر من علامة تعجّب! أجواء مشحونة في المدرجات نتيجة توتير تصاعديّ انطلق منذ أشهر عبر صفحات مشبوهة ضد الاتحاد، جماهير مدسوسة متسلّحة بقناني المياه مع «تنك البيبسي» في عزّ الصيام! إلى أن حصل الانفجار بتوقيت محدّد ومدروس من قبل أحدهم! ومن باب التمويه اندلعت الثورة «الجماهيرية الرياضية» وفرسان المنارة متقدّمون على ضيفهم وغريمهم بفارق أربع نقاط (56 ـ 52)، وقبل ثانيتين فقط على انتهاء الربع الثالث، فلماذا التفريط بفوز مرتقب ولأجل مَن؟ علماً أن رئيس النادي الرياضي مازن طبارة رفض ما حصل وأبدى استياءه من الجو البعيد عن القيم الرياضية.
إشكال مدسوس ومدروس!
ثورة الجمهور الأصفر، أسفرت عن اعتقالات وإصابات بينها عنصران من قوى الأمن الداخلي! وفي المعلومات أن المديرية العامة للأمن الداخلي قد فتحت محضراً بالإشكال المفتعل! مع الاشارة إلى أن إدارة النادي الرياضي هي المسؤولة عن إدخال الجمهور إلى ملعبها، فيما القوى الأمنية مسؤولة عن تفتيشه. المهم، لم تستكمل المباراة بعد إخلاء الملعب من الجمهور، وذلك مع إعلان ايلي يحشوشي رئيس الحكمة الانسحاب من المباراة وعدم إكمالها، وبناء على تلك المعطيات، عقد الاتحاد اللبناني لكرة السلة اجتماعاً عاجلاً قرّر فيه وبناء على قرار الحكّام المتوافق مع القانون الدولي تخسير الحكمة بنتيجة (20 ـ 0) وحرمانه من نقطة الخسارة، وتنفيذاً للمادة 149 من النظام الداخلي سيلعب النادي الرياضي ست مباريات من دون جمهور على أرض محايدة مع حسم 500 وحدة، بالاضافة إلى توقيف إداريين من الناديين بناء على المادة 148، وفي تصريح له بعد الإشكال أكّد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي: «سوف يتم نقل مباريات الرياضي إلى ملعب محايد تجنّباً للمساس بالسلم الأهلي.
وما حصل هو تهديد للسلم الأهلي وأطالب الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق فوري بما حصل لا سيّما أنّه عرّض حياة الكثيرين للخطر، كما تعرّض عناصر من الأجهزة الأمنية للإصابة»، وأضاف: «ظنّ البعض أنهّم بهذه الطريقة سيقضون على كرة السلة اللبنانية.
أعدهم بأن هذا لن يحصل وسنتابع ولو على ملعب محايد ومن دون جمهور». وهنا تجدر الإشارة إلى أن المادة 149 تنص على حرمان الجمهور من المواكبة لثلاث مباريات، لكن في ضوء تكرار الأمر تضاعف العقوبة، إذ سبق أن حصلت أجواء مشابهة على ملعب الرياضي، هذا، ويحقّ للنادي المعترض الطعن بالقرار أمام لجنة الاعتراض والاستئناف.
ما وراء المشهد!
بالعودة إلى ما حصل، وبعد بحث وتحرٍ في القضية، تبيّن أن هناك أندية مأزومة نتيجة وضعها الحالي، وسعياً من قبل البعض لإبعاد نادي بيروت عن الواجهة بعدما أصبح الأخير عنواناً لافتاً للسلة اللبنانية، مضافاً إلى ذلك رغبة البعض في قلب الطاولة على رجالات الاتحاد ـ وخصوصاً أكرم الحلبي وشربل رزق ـ من منطلقات مرتبطة بنتيجة الانتخابات التي أوصلتهما على حصان أبيض مع أكثرية ساحقة، ويدير هذه «الفرقة» أحد الخاسرين في الانتخابات الأخيرة من خلال تحريضه المستمر للأندية، وخصوصاً في الدرجتين الثالثة والرابعة، وفي ترجمة فاقعة للأمر تم استحداث حساب وهميّ على «الفايسبوك» مهمته الوحيدة توجيه الشتم والتهديد للاتحاد ورئيسه وأمينه العام، وتعدّى ذلك إلى توجيه رسائل غير أخلاقيّة لهما عبر الواتساب! وفي آخر المعلومات أيضاً، أن الحلبي أرسل إلى الاتحاد الدولي «الفيبا» شريطاً مصوّراً حول أحداث المباراة وفيه إدانة للعديد من العاملين في اللعبة، ومن المتوقع إصدار عقوبات دولية بحق المتطاولين على رئيس الاتحاد بصفته نائباً لرئيس الاتحاد الآسيوي.
ختاماً، نناشد العقلاء في الأندية وهم كثر… حرصاً على تنامي اللعبة التي وصلنا من خلالها إلى العالمية، وتشجيعاً للاعبينا المجلين وما أكثرهم، وصوناً للأجيال الواعدة، ولكي تبقى كرة السلة وملاعبها ساحات تلاقٍ على التنافس الشريف، نأمل أن تجتهدوا في توجيه من حولكم إلى نبذ التعصّب الأعمى وخلع اللبوس السياسي عند الدخول إلى حرم المباريات، كفى بسلتنا تمزيقاً قائماً على الحقد والفشل في الانتخابات، وما حصل بالأمس فضح الكثير، فهل من متعظ وقارئ هادئ لتغيير المشهد إلى ما يتناسب مع فصح مجيد وفطر سعيد؟