حُمّى الحملات الانتخابية: تزوير وكذب وادّعاءات
} عمر عبد القادر غندور*
بعد اكتمال اللوائح الانتخابية التي بلغ عددها 103 على امتداد لبنان المتواضع في مساحته، يتواصل الخطاب الشعبوي والحزبي والسياسي والطائفي والمذهبي على أوسع نطاق، وتنشط المكاتب التي تملك الوفير من المال الذي يأتيها من كلّ حدب وصوب وسط تحشيد، خاصة بعد اكتمال اللوائح وقيام تحالفات بعضها غير منطقي، ورفعها شعارات وتوزيع هويات وأبرزها إزالة «الاحتلال الإيراني»، ونزع سلاح المقاومة الذي ترفعه خاصة «القوات اللبنانية» وتحاول من خلاله شدّ العصب الطائفي! في حين انّ الطرف المستهدف وهو حزب الله لا يحرّك ساكناً، ويعتبر هذا الاستهداف أشبه بهدير لا ينتج إلا ضجيجاً سرعان ما يتبدّد .
ومع كثرة الشعارات لا نسمع عن برامج علاجية لأزمات الكهرباء والمحروقات وفقدان الأدوية وجحيم نفقات الاستشفاء، وجشع التجار، وتعاظم الفساد في نظامنا المصرفي وانهيار قيمة الليرة وتهريب الأموال والودائع وأزمة قطاع التعليم في الجامعة اللبنانية وغير ذلك كثير، والكل يلعن الظلام، ولا أحد من هؤلاء يضيء شمعة على الأقلّ، ويتحفنا ببرامج إصلاحية بينما المواطن يبحث عن قوت يومه!
والمضحك أن يتواصل مسلسل الاتهامات على ألسنة عقلاء وغير عقلاء استخفافاً بعقول الناس ودعوتهم الى التصديق ان كلّ أزمات لبنان السياسية والاقتصادية وما وصل اليه البلد من انهيار وفساد وإفلاس سببه الوحيد «سلاح حزب الله»…
وتوضيحاً للحقيقة التي لا تحتاج الى توضيح انّ لبنان قبل الاستقلال وبعده عرف أزمات أشدّ قسوة وإيلاماً ودموية ومجاعة أكثر مما نشهده هذه الأيام.
وتبياناً لمن لا يعرف، وللذين يعرفون ويطنشون ويكذبون ويضحكون على ذقون البسطاء من اللبنانيين، انّ لبنان قبل الاستقلال وبعده هو «خزان» للحروب الأهلية والنزاعات الطائفية منذ العام 1860!
مثل هذا التاريخ الأسود الى اليوم هل كان بفعل احتلال إيراني، ووجود حزب الله الذي أخرج «إسرائيل» من جنوب لبنان عام 2000 دون قيد ولا شرط، وهو الحزب عينه الذي أنجز ما عجزت عنه الجيوش العربية، وهزم «إسرائيل» في حربها على لبنان عام 2006، وهو عينه الذي حمى لبنان من الغزوة التكفيرية وقدم الشهداء الى جانب الجيش اللبناني، ولولا ذلك ما أقيمت صلاة في مسجد ولا كنيسة.
وقد يتبادر الى البعض أننا ندافع عن حزب الله وهذا غير صحيح، لأنّ حزب الله ليس بحاجة ليدافع عنه أحد، ولا يطلب من أحد أن يدافع عنه، وما أوردناه شهادة للحقيقة التي يحاول اليوم «فرسان» الانتخابات تزويرها واستغباء الناس، وربما فاتهم ان يقولوا انّ حزب الله هو الذي تسبّب بجائحة كورونا التي ضربت لبنان كغيره !!
والله سبحانه يقول «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ «