لماذا على العرب في فرنسا الاقتراع لماكرون؟
يقول أحد الأساتذة العرب في إحدى جامعات فرنسا، إنه خلال عقود يشهد المشهد الانتخابي ذاته، يمين يهدّد بترحيل المهاجرين ويرفع سيف العنصرية، ووسط أو يسار مندمج مع السياسات الأميركية ومتحالف مع “إسرائيل”، يبشر بالتسامح والتساكن مع التعدّد فيهرع إليه الناخبون العرب، تحت شعار منع وصول الخطر الداهم.
يتساءل العربيّ المخضرم فرنسياً أن ما يصحّ في حال الجاليات العربية، ربما يكون مفهوماً في حالتها القلقة من ضغوط الحياة الصعبة ومخاطر العنصرية، لكن ماذا عن مواقف الحكومات العربية المتماهية، بينما ربما يكون من المفيد التساؤل لكسر المسلمات والبديهيات، أن اليمين العنصري غالباً ما يكون صاحب مواقف بعيدة عن التضامن مع أميركا و”إسرائيل”، وبعض مواقفه يمكن اعتبارها إيجابيّة من أوضاع عربية عديدة، لكن أحداً لا يجرؤ على المقارنة، لأنه بذلك يتجاوز المحرّمات. فالقضية هي الحجاب واللجوء، وهي قضايا داخلية من المفهوم أن تهمّ المقيمين، لكنها ليست القضايا التي تهم الحكومات الأجنبية أو يحق لها الاهتمام بها. فلماذا تبنى مواقف الحكومات العربية على اللجوء والحجاب وليس على الموقف من فلسطين؟
يقول الأستاذ العربي المخضرم إنه يفهم سبب مواقف الحكومات العربية بخلفية تنفيذها للطلبات الأميركية بدعم مرشحين مدعومين من واشنطن للرئاسة في فرنسا وعدد من العواصم الأوروبية، واعتبار المال العربي أفضل تمويل للحملات الانتخابية، لكنه لا يستطيع تفهم انتظار الجاليات حتى يوم ما قبل الانتخابات للبدء بالتفكير وتكرار التجربة ذاتها كل مرة، بينما الطريق الأمثل يتمثل بتشكيل قيادة للناخبين العرب تفاوض المرشحين على سلة مطالب، وتمنح تصويتها على أساسها، ويكون فيها بعض من الحقوق المدنية للعرب المقيمين، وبعض من القضايا العربية، واعتدال في كليهما.
يقول الأستاذ العربي المخضرم فرنسياً لو كانت هذه القيادة موجودة وذهبت للتفاوض الآن مع المرشحين المتنافسين قبل أسبوعين من الجولة الرئاسية الثانية لنالت شروطاً جيدة لمنح تصويتها لأحدهما. أما اليوم فالصوت العربي سيكون أرخص الأصوات التي سينالها ايمانويل ماكرون، وقد أهدته إياه ماري لوبان.