لقاء تضامني في ذكرى خطف يازجي وإبراهيم وتأكيد الاستمرار بمتابعة قضيتهما
أقام «اللقاء الأرثوذكسي» و»الرابطة السريانية» لقاء تضامنياً في فندق «لوغبريال- الأشرفية»، في مناسبة مرور 9 أعوام على خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، بعنوان «لن ننسى ولن نسكت»، شارك فيه الوزير السابق سليم جريصاتي ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب نقولا نحاس ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وزير الإعلام زياد المكاري ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، المتروبوليت الياس كفوري ممثلاً بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الأرشمندريت بارين وارطانيان ممثلاً بطريركية الأرمن الأرثوذكس وشخصيات روحية.
استهل اللقاء بكلمة الأمين العام لـ»اللقاء الارثوذكسي» النائب السابق مروان أبو فاضل رحب فيها بالحضور، وقال «ها هي تُطل علينا الذكرى التاسعة لغياب المطرانين بوطأة الانتظار العقيم، ففي زمن اندحار المشاريع التكفيرية لم تنكسر حتى الآن السلاسل التي تقيدكما»، متسائلاً «ما هو السرّ الدفين الذي يلّف هذه القضية الإنسانية فلا خبر ولا معلومة».
ولفت رئيس «الرابطة المارونية» الدكتور خليل كرم إلى أن «الذين خطفوا المطرانين اليازجي وإبراهيم، ومن حرضّهم على جريمتهم هذه، هم إلغائيون، ضامهم أن يعمل المطرانان على وقف الاقتتال، وتجنيب مدينة حلب وريفها ويلات الحرب، والحفاظ على ما تضم من تنوع، وتكريس العيش الواحد بين مكوناتها».
بدوره، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، أن «المُلحّ، اليوم أيضاً، بقدر التصدي للإرهاب التكفيري، هو الصمود في ظل أخطر أزمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية. فلبنان الذي نريده، هو لبنان الرسالة، منبر الحرية، منجم الفكر المتنور، واحة الديمقراطية. أما لبنان الإرهاب والعنصرية والمذهبية والتلاعب بمصير الناس وحقوقهم وصحتهم وأمنهم وسلامتهم، فأتت الساعة كي نتحرر منه وندفنه ونقوّض أساساته».
ورأى رئيس «الرابطة السريانية» حبيب إفرام «لا خبر لا سرّ لا أثر، هو اختصار قضية مسيحيي الشرق. شعوب مخطوفة لا يسأل عن مصيرها أحد».
ثم ألقى جريصاتي كلمة أكد فيها «أن قضية الخطف هذه يجب أن تبقى في وجدان كل منّا، كالشعلة المتقدة تنير الدرب التي هي دربنا في أرضنا وأوطاننا في شرقنا، والأمل يحدو بنا، إلى أن نرفع يوماً الستارة السوداء عن هذه القضية وقد أصبحت سورية بمعظم أراضيها في كنف الشرعية. والدولة اللبنانية لم تأل جهداً في هذا الشأن، حيث كلف وتكفل المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم التواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية في هذا السياق».
كما ألقى نحاس كلمة اعتبر فيها «عندما يغيب اثنان من هذه المرجعيات الدينية من دون وجود أي إشارة: لماذا وكيف خطفا؟ هذا لايطاولهما فقط بل يطاولنا جميعاً في عيشنا المشترك بين مكونات هذه المنطقة، ولذلك يحب أن نسعى دائماً إلى بلوغ الحقيقة وهي أقل شيء تجاه المطرانين الجليلين».
من جهته، أكد المكاري أنه «لم يكن هذا التغييب القسري تغييباً لأشخاص أعزاء علينا. تركوا أثراً كبيراً فينا وفي مجتمعنا، إنما هو محاولة إلغائية للتفريط بنعمة التعايش في هذا الشرق المتنوّع». ودعا إلى إعادة إحياء الجهود لإعادة ملف خطفهما إلى الواجهة، ومعرفة مصيرهما.
وشدّد المطران كفوري على «أهمية هذه المناسبة»، مؤكداً «الاستمرار في متابعة قضيتهما الإنسانية».
وأُلقيت كلمات تضامنية أجمعت على استنكار هذا الخطف الشنيع، مشدّدةً على أن «إرادة الحياة والثبات في أرضنا هي أكبر من كل المؤامرات التي حيكت وقد تُحاك على أبناء المنطقة».