الرئيس كيم إيل سونغ مع نوغوآبي
إذا ما عدنا بذاكرتنا إلى الماضي، فنرى أنّ الرئيس كيم إيل سونغ كان مرتبطاً مع الكثير من الأجانب بالعلاقات الشخصية على مدى حياته، ومن بينهم الرئيس الكونغوي الأسبق ماريين نوغوآبي الذي احترمه وتبعه بصدق كمعلم له.
حين تولى نوغوآبي على دفة السلطة من خلال الحركة التصحيحية الكونغوية في 31 تموز/ يوليو عام 1968، طرحت أمامه الأعمال الكثيرة مثل تأسيس الحزب وبناء الاقتصاد الوطني.
رغم أنّ أبناء الشعب الكونغوي نالوا الاستقلال إلا أنّ أسس الاقتصاد لهذا البلد كانت ضعيفة، إذ أنهم قد عاشوا حقبة طويلة من الزمن تحت نير الحكم الاستعماري للإمبرياليين.
فكان بناء المجتمع الجديد في هذا البلد أكثر صعوبة وتعقدا مما تصوّره نوغوآبي. بعد أن فكر ملياً في وضع بلده، وجد أخيراً مخرجاً منه في فكرة زوتشيه التي تتلخص في أنّ صاحب الثورة والبناء هو جماهير الشعب ولها قوة دافعة للثورة والبناء.
وقد بثت هذه الفكرة ثقة وجرأة جديدة في نفسه إذ أنه كان متخبّطاً ليجد سبيلاً لبناء المجتمع الجديد.
طالع نوغوآبي بشغف مؤلفات الرئيس كيم إيل سونغ الذي يحقق الإنجازات الواقعية الباهرة، تجسيداً لهذه الفكرة. فكانت مؤلفات الرئيس كيم إيل سونغ مكدسة على طاولة مكتبه وبيته دائماً.
قال نوغوآبي لكوادر بلده إنّ عليهم أن يدرسوا بعمق مؤلفات الرئيس كيم إيل سونغ بغية الإسراع ببناء المجتمع الجديد، ويتعلموا إيجابياً من خبراته الوافرة المكتسبة في بناء الاشتراكية في كوريا.
ففي كونغو تمّ تشكيل «حلقة دراسة مؤلفات الرئيس كيم إيل سونغ وتاريخ نشاطاته الثورية»، و»حلقة دراسة التاريخ الثوري للرئيس كيم إيل سونغ» في أنحاء البلاد حتى بدأ نشر أفكاره الثورية وفكرة زوتشيه على نطاق واسع.
أثناء ذلك، أدرك نوغوآبي بأنه من المهم، أولاً وقبل كلّ شيء، تأسيس الحزب وإقامة الجمهورية بغية حماية الثورة الكونغوية المنتصرة حديثاً ومواصلة تطويرها.
في أواخر كانون الأول/ ديسمبر عام 1969، عقد نوغوآبي الاجتماع الاستثنائي لمجلس الثورة الوطني الكونغوي حيث أكد أنّ الرئيس كيم إيل سونغ حرص على تسمية الحزب والجمهورية بحزب العمل الكوري وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عند إعلان تأسيسهما، وتتناول تسميتهما هذه معنى عميقاً، واستطرد قائلاً إنه من الأصحّ أن تتمّ تسمية حزبهم ودولتهم بحزب العمل الكونغوي وجمهورية كونغو الشعبية انطلاقاً من طابع ثورة بلدهم وخصائصها.
بغية تخليص بلده من الفقر والتخلف في أسرع وقت ممكن، بذل نوغوآبي جهدا جهيدا للتعلم من خبرات كوريا التي شهدت تغيّرات دهرية في ظلّ قيادة الرئيس كيم إيل سونغ.
وأخيراً، زار كوريا في آب/ أغسطس عام 1973 ليلتقي بالرئيس كيم إيل سونغ.
في لقائه، أعلمه الرئيس كيم إيل سونغ بالخبرات التي كسبها الشعب الكوري في الثورة والبناء تحت راية فكرة زوتشيه في الماضي وأعطاه التعليمات القيمة، مؤكداً على المهام الناشئة أمام الشعب الكونغوي من أجل توطيد الاستقلال الوطني والتطور المستقل للبلد والمبادئ التي يجب التمسك بها حتماً لتنفيذها، وبالأخصّ، المسائل الخاصة بتعزيز الحزب والحفاظ على السلطة في مرحلة الثورة الديمقراطية، وأهمية تحقيق الوحدة السياسية والفكرية لجماهير الشعب والمسألة الناشئة في تأميم الاقتصاد وغيرها أثناء قيادة الثورة والبناء.
أعرب نوغوآبي عن شكره للرئيس كيم إيل سونغ الذي يستشف وضع بلده كراحة يده ويوضح طريق التقدم له، وقال «إنّ زيارتي لكوريا هذه المرة جعلتني أعرف مجدّداً أنّ الرئيس المحترم كيم إيل سونغ هو حكيم للغاية حقاً».