الحوار السعوديّ الإيرانيّ لجولة خامسة… وموسكو لمعادلة قلب كييف مقابل العمق الروسيّ/ فلسطين: القدس تستعدّ للمواجهة غداً… وغانتس لا يستبعد التصعيد مع غزة / بعد الصندوق… تسريع الكهرباء الأردنيّة والغاز المصريّ… والبخاري يزور ميقاتي!/
كتب المحرّر السياسيّ
أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الإفراج عن دفعة جديدة من الأموال الإيرانية المجمّدة بفعل العقوبات الأميركية، بعدما كانت طهران قد أعلنت عن قرب الإفراج عن معتقلين يحملون الجنسية الأميركية بالتزامن مع الإفراج عن أموال مجمّدة بسبب العقوبات، فيما اعتبر المرشد الإمام علي الخامنئي أن مفاوضات فيينا تسير بطريقة مقبولة، وجاء كلام عبد اللهيان خلال زيارته لبغداد وبعد لقائه وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، الذي كشف عن التوصل إلى تفاهم سعوديّ إيرانيّ على عقد جولة خامسة للحوار الثنائي بين الحكومتين، مشيراً الى فرص سانحة لتطوير الحوار إلى الأمام في ظل الهدنة اليمنية.
على جبهة الحرب الأوكرانيّة تقدّم روسي نوعي في ماريوبول المدينة الساحلية على شاطئ بحر آزوف والميناء التجاري الرئيس لأوكرانيا، ومركز صناعة التعدين، والمعقل الرئيسي للمتطرفين القوميين والنازيين الجدد المنضوين تحت لواء فرقة آزوف، وقد تمكنت القوات الروسية من السيطرة التامة على الميناء ومحاصرة وحدات فرقة آزوف في معامل التعدين، وتحدّثت المعلومات الروسية عن آلاف الأسرى من الجنود الأوكرانيين وتحرير مئات الرهائن، بينما وجهت وزارة الدفاع الروسية تحذيراً شديد اللهجة للقيادة الأوكرانية من اللعب بالنار باستهداف المناطق الروسية وراء الحدود مع أوكرانيا، واضعة معادلة استهداف قلب العاصمة كييف ومقار القيادات الحكومية والمقار الرئاسية والعسكرية، رداً على أي استهداف أوكراني لما وراء الحدود.
في فلسطين تستمرّ المواجهات لليوم الخامس منذ بدء جيش الاحتلال محاولات اقتحام مخيم جنين، وشملت وسط الضفة وشمالها وجنوبها، ونالت نابلس نصيباً كبيراً منها، بينما تستعدّ القدس لمواجهة مرتقبة غداً، إذا تمكنت الجماعات المتطرفة المسماة بجماعة الهيكل من الوصول إلى المسجد الأقصى في يوم الفصح اليهوديّ، لإحياء شعائر تسميها بذبح القرابين، ويعتبرها الفلسطينيون تدنيساً للمسجد الأقصى، في ظل استنفار فصائل المقاومة في غزة وإعلانها بأن تسهيل شرطة الاحتلال وصول المتطرفين إلى المسجد الأقصى لعب بالنار، وفيما أعلنت شرطة الاحتلال إبعاد صاحب الدعوة الى خارج القدس حتى منتصف الشهر المقبل كان لافتاً حديث وزير دفاع الاحتلال بني غانتس عن عدم استبعاد مزيد من التصعيد مع غزة.
في لبنان، تابع السفير السعودي وليد البخاري مسلسل إفطاراته على أبواب الانتخابات النيابية، محاولاً تحييدها عن المسار الانتخابي بتخصيص إفطار الأمس للهيئات الاقتصادية وتجمّعات رجال الأعمال، بعدما توجه كثير من الانتقادات للطبيعة الانتخابية لإفطاراته، بينما قام بزيارة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد انتقادات وجهت لميقاتي بتلبية دعوة الإفطار الى دارة البخاري قبل أن يزوره في مكتبه بما تفرضه العلاقة بين أي سفير معتمد لتمثيل دولته في لبنان ورئيس الحكومة اللبنانية.
على الصعيد الاقتصادي قالت مصادر حكومية إن اتفاقية الحكومة مع صندوق النقد الدولي فتحت الطريق لتمويل البنك الدولي لاستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، بعدما كانت الاتفاقيات الخاصة بذلك تجمّدت لشهور، مرّة لعدم وضوح القرار الأميركي باستثنائها من عقوبات قانون قيصر المفروض أميركياً على سورية، وأخيراً بانتظار موافقة البنك الدولي الذي كان ينتظر توقيع اتفاقية التعاون مع صندوق النقد للإفراج عن التمويل المطلوب. وفي هذا السياق يسافر وزير الطاقة وليد فياض إلى القاهرة لتوقيع العقود النهائية لاستجرار الغاز المصريّ.
واصل السفير السعوديّ في لبنان وليد البخاري نشاطه السياسيّ، فبعد الإحراج الذي تعرّض له بسبب مخالفته للأصول الدبلوماسية الدولية بإحجامه عن زيارة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وتعمّده استدعاء رئيس الحكومة وعدد من رؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وقيادات سياسية وحزبية. زار البخاري رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا.
وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية والأوضاع العامة. وأكد السفير السعودي “حرص المملكة العربية السعودية على مساعدة الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان”، وشدّد على “تفعيل العلاقات بين البلدين”. وأطلع رئيس الجمهورية على آلية عمل الصندوق السعودي الفرنسي المشترك المخصّص للدعم الإنسانيّ وتحقيق الاستقرار والتنمية في لبنان.
ويمضي السفير السعودي بتدخله بالملف الانتخابي في ظل مروحة لقاءاته التي يعقدها مع شخصيات وقيادات حزبية ومرشحين من انتماء سياسي واحد، وبرزت الخلوة التي جمعته ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على هامش الإفطار الرمضاني الذي دعا اليه البخاري أمس الأول، حيث تمّ بحث الملف الانتخابي.
وفي سياق ذلك وصفت مصادر نيابية الاستحقاق الانتخابي بـ”الرجل المريض” ودخل في “العناية الفائقة”، مشيرة لـ”البناء” الى أنه “لا يمكن التكهّن بمصير الانتخابات في ظل عوامل عدة تتحكم بحصوله من عدمه، فضلاً عن تزامنه مع ظروف غير طبيعية تشهدها البلاد، لا سيما أوضاع اقتصادية صعبة وحالة من الإحباط تسود المواطنين وإفلاس تعاني منه الدولة ومؤسساتها قد يحول دون تأمين المال اللازم والترتيبات اللوجستية لإجراء الانتخابات في موعدها”.
وأشارت أوساط مطلعة لـ”البناء” الى أن “السفير السعودي يحاول ترميم جبهة الفريق الأميركي – الخليجي في لبنان في مختلف الدوائر الانتخابية لا سيما بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات والرئيس فؤاد السنيورة وبعض مجموعات المجتمع المدني، وذلك لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد. بالتوازي يسعى السفير السعودي الى جمع ما أمكن من المرشحين السنة لحصد النسبة الأكبر من المقاعد السنية لكي لا تتسرّب للقوى المتحالفة مع المقاومة”. وكشفت الأوساط أن التقييم الأميركي – الخليجي للملف الانتخابي ولنتائج الانتخابات جاءت لتصبّ في مصلحة فريق المقاومة، لذلك تمّ وضع خيار تأجيل الانتخابات على بساط البحث على أن يجري حسم الأمر واتخاذ القرار المناسب خلال الأسبوعين المقبلين، أي قبل موعد الانتخابات بـ15 يوماً”. وحذّرت الأوساط من مخطّط لتطيير الانتخابات عبر تحريك مجموعة من الأزمات الحياتيّة دفعة واحدة لتفجير الشارع بدأت نذرها من رفع سعر صرف الدولار الى ما فوق الـ25 الف ليرة وافتعال أزمة خبز ستتجدّد بعد أسبوعين رغم إيجاد الحل المؤقت لها، اضافة الى أزمة محروقات تشير المعلومات عن تجددها خلال الأسبوعين المقبلين بسبب رفض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فتح الاعتمادات”.
وأكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أنّ “الأميركي عجِز أن يمرّر صفقة التطبيع عبر لبنان أوّلًا، فضغط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأخذ بعض دول الخليج للتطبيع، وأصبح على لبنان أن يلتزم بالالتحاق بها”، لافتاً إلى أنه “لم يكن بمقدور أحد فوق الأرض وعبر الحكومات والسياسات أن يطبّع العلاقات مع “إسرائيل”، أو أن يقوم بأي صلح بين لبنان وهذا الكيان”. وأشار خلال حفلين تأبينيّين في بلدتي الدوير وزبدين، إلى أن “الأميركيين جاءوا ليتسللوا عبر ملف الغاز والتنقيب عنه من أجل أن يطبّعوا علاقاتنا مع “إسرائيل”، وكان المدخل لهم بأن رسموا حدودنا المائية بالشكل الذي يجعل حقل قانا الذي هو حقل لبناني بالكامل خطاً حدودياً مائياً متعرجاً، من أجل أن نتشارك نحن والإسرائيليين في التنقيب عن الغاز من الحقل نفسه”، سائلاً: “كيف يمكن لنا ونحن أعداء أن ننقب عن الغاز في حقل واحد؟”. وأوضح رعد، أن “الأميركيين عرضوا آلية لما يُسمّى بالتفاهم مع الإسرائيليين تحت شعار الحرص على أن نستثمر غازنا، وتحت ذريعة سداد ديون لبنان، وأرادوا للبنان أن يطبّع تحت الماء بعد أن فشلوا في جرّه للتطبيع فوق الأرض، هذه هي الحقيقة”، مشدداً على أنه “طالما أننا نعرف أهداف عدونا، ونملك إمكانات إسقاط هذه الأهداف، فإنه لا يمكن لا للأميركي ولا للإسرائيلي أن يحقق هذه الأهداف العدوانيّة”.
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عبر شاشة المنار، في كلمة سياسية حول آخر التطورات المحلية، يوم السبت المقبل عند الساعة الثامنة والنصف مساء.
وكان رئيس الجمهورية تسلم أوراق اعتماد سفير قطر السفير إبراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي.
وجدّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال استقباله سفير دولة الكويت عبد العال القناعي “تأكيد متانة العلاقات بين لبنان والكويت”، شاكراً لدولة الكويت “أميراً وحكومة وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى صفائها وحيويّتها”. وقال القناعي: “أعربت للرئيس ميقاتي عن تمنيات القيادة السياسيّة في الكويت ومعالي وزير الخارجية بأفضل العلاقات مع لبنان وبمستقبل مشرق إن شاء الله وبأفضل الأوضاع مع لبنان الشقيق، وسنرى هذا البلد بحال أفضل ومستقبل أفضل، آملين بأن تزول هذه الضائقة أو المشاكل التي يمر بها البلد الشقيق”.
ورداً على سؤال عن استكمال المبادرة الكويتية، قال “إن عودة العلاقات الديبلوماسية وعودة السفراء مؤشر الى نجاح هذه المبادرة، وإن الطرفين في لبنان الشقيق وفي الخليج قد توصلا الى اتفاق مشترك بأن التاريخ والمصير اللذين يجمعانهما هما أعلى وأهم من كل شيء، وإن شاء الله يكون ما حدث غيمة عابرة، وستؤدي عودة السفراء الى مزيد من التقارب والتعاون لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين”.
في غضون ذلك، لم تنجح اللجان النيابية المشتركة في جلستها أمس بإقرار قانون الـ”كابيتال كونترول” على أن يتم عقد جلسة أخرى الأربعاء المقبل وتمّ إدخال تعديلات على المادة الأولى أكدت على حماية الودائع. وقال رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان بعد الجلسة: “لإقرار “كابيتال كونترول” يجب أن يكون هناك رأس مال وودائع ناس وقبل تحديد الخسائر وتوزيعها يجب وضع خطة واضحة، والكابيتال كونترول يجب أن يحافظ على مصلحة الناس”. أضاف: “ندخل تعديلات على صيغة الكابيتال كونترول المحالة من الحكومة وذكرنا في المادة الأولى أن الودائع مصانة بالدستور وعملياً بتوزيع الخسائر الذي يجب أن يكون عادلاً ويجب ألا يأخذ بطريقه تعب الناس”.
وإذ أشارت مصادر اللجنة لـ”البناء” الى أن لا يمكن إقرار قانون الكابيتال كونترول من دون إقرار الحكومة خطة التعافي المالي لتحديد حجم الخسائر وتوزيعها. لفت النائب قاسم هاشم الى أن “التعديل الأهمّ على قانون الكابيتال كونترول يتعلّق بحقوق المودعين، لأنه كان ملتبساً في هذه النقطة وتمّ التأكيد على أن حقوق المودعين لا يمكن المساس بها”.
وتشير أوساط نيابية لـ”البناء” إلى أن “اللجنة ناقشت التعريفات العامة للقانون، وثبتت المادة الأولى المتعلقة بحماية الودائع في المصارف وفق ما ينص عليه الدستور والقوانين، على أن تعقد جلسة أخرى الأربعاء المقبل لاستكمال النقاش”، ولفتت الأوساط إلى أن “اللجنة ستحرص في نقاشها على المواءمة والموازنة بين الحرص على الودائع من جهة والتعاون مع صندوق النقد الدولي والاستجابة لشروطه من جهة ثانية، لإعادة الثقة الى الاقتصاد اللبناني”.
وأكد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي وعضو اللجان النيابية المشتركة النائب الدكتور بلال عبدالله لـ”البناء” أن “قانون الكابيتال كونترول يحتاج الى قراءة علميّة وموضوعيّة تتناسب مع حجم الأزمة وحاجة لبنان الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومطالبه للحصول على الدعم المالي واستعادة النهوض الاقتصادي، بالتالي يجب إبعاد هذا الملف عن الشعبويّة والشعارات، والانصراف الى إقرار خطة التعافي والموازنة وإعادة هيكلة المصارف وتوحيد سعر صرف الدولار”.
وانتقد عبدالله محاولة الحكومة رمي القوانين الى المجلس النيابي من دون دراستها بشكل دقيق، كما حصل في قانون “الكابيتال كونترول” الذي تمّ “سلقه” في الحكومة، ما يصعب المهمة على المجلس النيابي في البتّ في بنوده، خاصة كيفية حماية أموال المودعين. ولفت الى أن “القانون خاضع للنقاش والبحث وفق القوانين والدستور الذي ينص على حماية حقوق المودعين وضمن شروط صندوق النقد مع الأخذ بعين الاعتبار واقع الاقتصاد والظروف الحاليّة”. وأوضح أن “الأهم في القانون تنظيم عملية السحوبات والتحويلات المصرفية ووضع حد للاستنسابية في التحويلات الى الخارج”.
وشكك عبدالله بقدرة المجلس النيابي على إنجاز كل هذه القوانين الإصلاحية قبل نهاية ولايته، مشيراً الى تأخير الحكومة في إرسال القوانين الى المجلس في الوقت المناسب، ما يضيق الوقت ويرفع الجهد والمسؤولية على المجلس في ظل انشغال أغلبية النواب في الانتخابات، مع إشارة عبدالله الى تقدير العمل الذي تقوم به الحكومة في ظل الضغوط التي تواجهها من معالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية من دواء وقمح ومحروقات وكهرباء والتحضير للانتخابات”. واعتبر عبدالله أن “صندوق النقد الفرصة الأخيرة المتاحة للبنان لإعادة ضخ الأوكسيجين في عروق الدولة لإعادة إنعاشها عبر إقرار مشاريع الكابيتال كونترول وإعادة هيكلة المصارف وتوحيد سعر الصرف”.
ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة عادية يفترض أن تناقش خطة الحكومة للتعافي الاقتصادي، على أن يغيب عنها على الأرجح موضوع التعيينات الدبلوماسية.
على صعيد آخر، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من وزير خارجية الفاتيكان بول ريتشارد غالاغر حول زيارة قداسة البابا فرنسيس الى لبنان في 12 و13 حزيران المقبل، قال مصدر مقرّب من بكركي أن “التحضيرات للزيارة بدأت وتمّ تكليف المطران ميشال عون، رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، ويمثل الكنيسة الكاثوليكية في اللجنة الوطنية التي سيشكلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي ستهتم بتحضير الزيارة”، مشيرة إلى أن برنامج الزيارة يحتاج إلى بعض الوقت كي يتبلور، حيث ستقوم اللجنة بتحضير برنامج أولي يتمّ إرساله الى الفاتيكان للموافقة عليه.