الحملة الأهليّة تحيي شهداء جنين وذكريات مضيئة في مخيم برج البراجنة
عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها في «نادي أشرعة العودة» في مخيم البراجنة بحضور منسقها العام معن بشور ومقررها د. ناصر حيدر وناموس عمدة شؤون التنمية الإدارية في الحزب السوري القومي الاجتماعي رامي شحرور وعدد من أعضاء الحملة.
استهلّ بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهيدين رعد حازم وأحمد السعدي وكل شهدائنا في فلسطين، وكذلك كل شهداء الأمة الذين استشهدوا في هذا الشهر المبارك على مدى سنوات طويلة.
ووجّه بشور باسم المجتمعين إلى الجبهة الشعبية – القيادة العامة التهنئة في ذكرى انطلاقتها وإلى شهداء عملية الخالصة، وحيّا جبهة التحرير العربية في عيد انطلاقتها عام 1969 وحيا أعضاءها وشهداءها، وأيضاً شهداء حافلة عين الرمانة من لبنانيين وفلسطينيين الذين أدّى استشهادهم إلى بدء الحرب الملعونة التي شهدها لبنان.
بشور أيضاً حيا شهداء دير ياسين وشهداء القسطل والشهيد القائد عبد القادر الحسيني وشهداء قانا وجنين وكل الشهداء الذين استشهدوا في الأسبوع الأول من شهر نيسان على مدى السنوات والعقود.
بعد ذلك توقف المجتمعون أمام التطورات الجارية في فلسطين، والتي تشي بتطور هام على صعيد المواجهة مع العدو الصهيونيّ، وهي مواجهة تبشر بفجر جديد سوف تحياه فلسطين والأمة في ظل اندحار العدو عن الأرض المحتلة، محذّرين من خطورة تصعيد العدو وإمكانية لجوئه إلى مغامرة عسكرية كبيرة يحاول من خلالها تغطية إخفاقاته العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهي معركة قد تدور رحاها على أرض فلسطين وقد تمتدّ إلى خارج فلسطين.
المجتمعون أيضاً توقفوا امام الذكرى 47 لمجزرة حافلة عين الرمانة والتي كانت الشرارة التي أشعلت الحرب في لبنان على مدى سنوات طويلة والتي ما زالت آثارها موجودة حتى الآن. ولاحظ المجتمعون أن تلك الحرب قد جاءت تنفيذاً لقرار صهيوني أعلنه المجرم إسحاق رابين بعد عملية سافوي الشهيرة في 5 آذار 1975، حين قال «إن ردنا على لبنان سيكون مختلفاً»، ولاحظ المجتمعون أن الهدف من تلك الحرب كانت تصفية المقاومة الفلسطينية وإخراجها من لبنان اعتقاداً منهم أن ذلك يمهد الطريق لتصفية قضية فلسطين. وقد جاءت أحداث هذا العام كما كل السنوات المنصرمة، لتؤكد أن شعب فلسطين شعب حي بمقاومته وبرفضه للاحتلال وأن ما من قوة على الأرض تستطيع أن تسحق شعباً صمّم على انتزاع حريته بدماء أبنائه وبطولاتهم.
المجتمعون أكدوا على أن ذكرى 13 نيسان الأليمة يجب أن تكون حافزاً للعمل على أن يدرك اللبنانيون والمقيمون في لبنان مخاطر التحريض الفتنويّ للطابع الطائفي أو المذهبي أو الجهوي داعين إلى الحذر منه لأن مثل هذا الخطاب يقود إلى مثل تلك الحرب الملعونة.
كما أكدوا على ضرورة دراسة العلاقة اللبنانية – الفلسطينية من كل جوانبها والسعي للارتقاء بها إلى مستوى العلاقة اللائقة بين أبناء شعب واحد يواجه عدواً واحداً ومصيراً واحداً. وفي هذا الإطار أكد المجتمعون على أن العلاقة اللبنانية – الفلسطينية ترتكز على قاعدتين أساسيتين احترام فلسطينيّ للسيادة اللبنانية وللقانون اللبناني والابتعاد عن كل ما يشكل انتهاكاً للسيادة والقانون في لبنان، وإدراك لبنانيّ لضرورة توفير حياة كريمة لأهلنا الفلسطينيين وإلغاء كل مظاهر التمييز بحقهم ومساعدتهم على الصمود في مواجهة العدو وعلى المقاومة حتى يعودوا إلى بلادهم لأن عودة الفلسطينيين إلى أرضهم هي مطلب فلسطيني وعربي وإنساني.
المجتمعون توقفوا أمام استمرار اعتقال الفتى أحمد مناصرة وكذلك جريمة قتل السيدة غادة سبيتان وهي أم لستة أطفال أيتام ودعوا كل الهيئات العربية والإنسانية إلى التحرك في مواجهة هذه الجرائم اليوميّة بحق أطفال فلسطين ونسائها، متسائلين أين هو الموقف العربي الرسمي من هذه الجرائم؟ وأين هو موقف ما يسمّى بالمجتمع الدولي من هذه الجرائم في الوقت الذي يدّعي فيه هذا المجتمع حرصه على حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار أكد المجتمعون ضرورة التجاوب والنداءات التي ستنطلق تضامناً مع الأسير مناصرة وكل الأسرى ومع الشهيدة غادة وكل الشهداء.
كذلك شدد المجتمعون على أوسع مشاركة في يوم الأسير في السابع عشر من نيسان، كما قرروا إحياء الذكرى 34 لاستشهاد القائد الفلسطيني الكبير مهندس الانتفاضة الأولى وأول مفجّري الثورة الفلسطينية الراهنة الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) وذلك بتنظيم لقاء يليق بهذه المناسبة ويؤكد الاحترام لكل الشهداء من كل الفصائل في مواجهة العدو، فدماؤهم منارات تشق لنا الطريق.
المجتمعون دعوا إلى وقفة شاملة ضد قرار منع الاعتكاف في النصف الأول من شهر رمضان المبارك بما ينطوي عليه هذا القرار من تسهيل للمستوطنين الصهاينة لإقامة احتفالاتهم التلمودية في حرم المسجد الأقصى، ودعوا المصلين والمصليات في المسجد الأقصى إلى مواصلة اعتكافهم ومنع العدو من تحقيق أهدافه، لافتين النظر إلى أن العدو الصهيونيّ حاول عبر العديد من الدول العربية أن يضغط على شعبنا الفلسطيني لمنعه من التحرك في هذه الأيام كما جرى في العام الماضي؛ وهو أمر أكدت المقاومة رفضه واستمرارها في تأمين شروط الصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان المبارك.
المجتمعون حيّوا الفعاليات التي تقوم في لبنان تضامناً مع المقاومين والمجاهدين في فلسطين، وأكدوا مشاركتهم في كل هذه الفعاليات التي تقام في العاصمة والمناطق بما فيها فعالية تضامنية تقام في الندوة الشمالية بدعوة من الحملة الأهلية والمنتدى القومي العربي في الشمال.
كما أكد المجتمعون ضرورة المشاركة في المهرجان الكبير الذي دعا إليه سماحة السيد حسن نصر الله.
المجتمعون لاحظوا أن ما يجري في فلسطين هو بالتأكيد يحمل تباشير انتصار على المحتل وأن مَن يتابع الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني سواء من خلال المأزق الحكومي الذي تعيشه حكومة بينت أو من خلال استقالة عدد كبير من ضباط الجيش الصهيوني، أو من خلال انكشاف الخلل الكبير في أجهزة الأمن الصهيونية وهو أمر يسبق تنازلات كبيرة سيضطر العدو إلى تقديمها أمام صمود شعبنا الفلسطيني.
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها ناموس عمدة شؤون التنمية الإدارية رامي شحرور الذي أشار إلى تزامن اجتماع الحملة الأهلية، مع الذكرى السابعة والثلاثين للعملية الاستشهادية التي نفّذتها عروس الجنوب الرفيقة سناء محيدلي التي افتتحت مسيرة بعملية نوعية زلزلت جبروت الاحتلال الصهيوني.
وحيا الشهداء الأبطال من كل القوى والفصائل والأحزاب الذين سطروا ملاحم عز وبطولة وانتصارات، ما زالت تستمر حتى يومنا هذا وآخرها العملية الفدائية في قلب فلسطين التي نفذها الشهيد البطل رعد حازم.
وختم مهنئاً الجبهة الشعبية – القيادة العامة بالذكرى السابعة والخمسين لانطلاقتها.
وقد تحدث في اللقاء كل من السادة أبو كفاح غازي (الجبهة الشعبية – القيادة العامة)، المحامي خليل بركات (رئيس هيئة المحامين في تجمع اللجان والروابط الشعبية)، مازن عبد اللطيف (طلائع حرب التحرير الشعبية – الصاعقة)، المحامي قاسم صعب (المؤتمر الشعبي اللبناني)، ناصر أسعد (حركة فتح)، فؤاد رمضان (الحزب الشيوعي اللبناني)، سمير لوباني (أبو جابر) (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، السيد محمد جعفر شرف الدين (المنتدى القومي العربي)، محفوظ المنور (حركة الجهاد الإسلامي) فاتن أحمد (ناشطة سياسية واجتماعية)، علي أبو سامح (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، أحمد علوان (رئيس حزب الوفاء اللبناني)، موسى صبري (الجبهة الشعبية – القيادة العامة).