صباحات
} 8-4-2022
صباح القدس للشهداء في عليائهم، والشهداء سيماؤهم في أسمائهم، كأنما أمهاتهم أسمتهم كصواريخ منذ الولادة، وبقوا منذورين للانفجار في كبد الاحتلال حتى الشهادة، أيّها الرعد الحازم من جنين، انت الوعد القاسم لفلسطين، وقد اهتزت لرعدك أركان الكيان، وسقطت أمام حزمك هرولة العربان، فكنت جيشاً كاملاً وقطعة أدبية، منسقاً ومنظماً متدفقاً كسيمفونية، تعزف بالدم والأنفاس لحن فلسطين، وحدك تتقن كل آلات العزف وتقود العازفين، وتكتب الرواية وتُخرج الحضور على المسرح، وتؤدي دور البطولة، وتحول مدناً كاملة الى ساحة فيها تسرح وتمرح، كما كان جدّك يقطف الورد من بساتينها في الطفولة، وها أنت الرعد والوعد، الحازم الجازم، تكتب سيرة الأمة، وتعقد وحدك القمة، فأنت من يضع المراسم ويحدّد الحضور، ألست أنت الحازم والحاسم من كتب نشرات الأخبار؟ فما الحاجة للملوك والرؤساء والأمراء، وما حاجتنا للغباء في حضور الذكاء؟ وقد سحب الشعب منهم الوكالة، وحاكمتهم أنت بتهمة العمالة، ومتى حضر الماء بطل التيمّم، ومتى نطق الرصاص سقط التكلم، فكنت أنت البلاغة والفصاحة، بجملة من كلمتين، الشهيد وسلاحه، يا ساحر العينين، تنشد طالعلك يا عدوي طالع، طالعلك يا عدوي، حربنا حرب الشوارع، طالعلك يا عدوي، وتسمعك جنين وتردّد معك، وفلسطين كلها تسمعك، فتردد اللحن الخالد، وتقرع أجراس الكنائس وتؤذن المساجد، طالعنلك بالسطاطير وبالسكاكين، طالعنلك أحنا طالعين، وبقنابلنا اليدوية، أعلنا الحرب الشعبية، وتصوّب البوصلة وتستقيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا جاء نصرالله والفتح، وقد عادت الى الميدان فتح، وكذب تنسيق السلطة، وأصبح الشهداء هم الخطّة، فالرعد قادم، والرعد حازم، والكلمة الفصل لجنين، والشعب المقاتل لا يستقيل، ولا يموت، قالها نصرالله، «إسرائيل»، أوهن من بيت العنكبوت.
} 9-4-2022
صباح القدس للحقائق، تسقط أكاذيب كل منافق، فقد راهن أعداء المقاومة على الحصار، فسحبوا سفراء الخليج وقرروا الانتظار، أملاً بسقوط سقف الوطن على رأس المقاومة، وانقلاب الناس عليها، فتوضع شروط المساومة، للعودة اليها، وأقفلوا أبواب التجارة، ومعه باب العمارة، وظنّوا أنه سجن كبير، سيجوع فيه الكبير والصغير، ويبدأ الصراخ والاحتجاج، طلباً لتجنب سيف الحجاج، وأقفل الأميركي الصناديق، ومنع مد يد العون من كل أخ أو صديق، وقال المفتاح بصندوق النقد فانتظروا، وقال للصندوق ناوروا وتصبّروا، وأبقى الأميركي بيده الإشارة، وربط الغاز والكهرباء عبر سورية بها، وضحك على الحكومة والوزارة، وهو يكذب من مشرقها الى مغربها، والرهان هو على الصندوق الثاني، هو صندوق الاقتراع، فالوعود وضعت عليه والأماني، حتى يكون الشعب قد جاع، فأعداء المقاومة سيربحون الانتخابات، كما فعلوا في العراق، وإذا بهم كما تقول الإحصاءات، يعانون الضعف والشقاق، ولو ربحوا الأغلبيّة، ففي العراق ظهرت قطبة مخفيّة، وثبت أن المقاومة في لبنان عصيّة، وأنها في أسوأ الأحوال محميّة بالميثاقية، أو بالعبرة العراقية والثلث المعطل، فضاع هباء رهان المشغل، وظهرت الطبخة طبخة بحص، ليس هناك من يشتريها في زمن الرخص، والأفضل هو التراجع قبل فوات الأمان، وفتح القنوات للاحتواء في لبنان، فوافق الصندوق على القروض، وقال هذه دفعة من العروض، وعاد السفراء بلا مبرر، وقالوا تحققت الأهداف، وليس هناك من متغير، ولا مين دري ولا مين شاف، وصارت زيارة بابا الفاتيكان، مؤكدة في حزيران، فليس من خيار إلا التفاوض، طلباً للوصول الى تسوية، ولا قيمة لأصوات تعارض، وليس لديها فرص مغرية، والعالم منقلب أعلاه الى أسفله، ومنشغل بحروب كبيرة، فعادوا بالمشهد من أوله، وأسقطوا السياسات الأخيرة، وتراجعوا، وتواضعوا، لكن على رؤوس أصابعهم، كي لا ينتبه أحد، أنهم خسروا مواقعهم، ولا مستقبل لهم في هذا البلد، وحملوا الأموال عسى تبدّل وجهة الأصوات، وإن لم تشتر تصويت الأحياء فلا بأس بالأموات.
} 11-4-2022
صباح القدس لجنين، وكل المقاومين، ولن تلهونا عنه الانتخابات الفرنسيّة، ولا أحداث باكستان، فمخطئ من يقارب كل استحقاقات الكون، بغير بوصلة العداء للكيان، وتأخذه لعبة إبليسية، معيارها كذبة حقوق الإنسان، فيتوهم أن ماكرون منفتح على الإنسانية، بوجه العنصرية، وهو مع «إسرائيل»، ومع النازية الجديدة، وهو اللاعب الوكيل، وفي أوكرانيا نسخة من المكيدة، يبيعون المهاجرين صكوك الغفران، لاستعمالهم في العمران، واستخدام أصواتهم في الانتخابات، تحت شعار حماية الأقليّات، ويدخلوننا في لعبتهم، لننسى القاعدة الأساس، أن ما يهمّنا في فرنسا وكل العالم، هو موقع «إسرائيل» في علبتهم، فهذا هو المقياس، وعليه نتخاصم، ووفقاً لهذه البوصلة ننظر لباكستان، حيث أقيل عمران خان، لأنه تجرّأ على الأميركان، والشوط لا يزال في البداية، ولننتظر سير الأمور حتى النهاية، ففي آسيا نهضة لن تختنق، ولن تنطفئ نارها. فالشعوب تحترق، وقدر الدول أن تتفق مع جارها، ومن يسير عكس الطبيعة، بحثاً عن حلول سريعة، سيخيب رجاؤه، وتجف ماؤه، والمعادلة يجب أن تكون، لا مكان لأميركا في الإنسانيّة الحرة، وفلسطين قبلة العيون، بوصلة المجرة، وتحت هذا السقف فقط، تبحث السياسة، وما عداها سقط، وأشهر إفلاسه، وعلى كل حال لن ينفعهم ماكرون ولا كل المكرة، ولن تفيد الكيان كل شعوذات السحرة، فأوروبا أمام استحقاق الغاز، والكيان أمام معادلات الردع، فمن يملك امتياز، رأب الصدع، ومن يستطيع التفاهم مع روسيا هناك يفوز. هذه معادلة الطبيعة، ومن يأخذ أوروبا العجوز، بالعنجهيّة نحو القطيعة، يحفر قبرها، ويقصم ظهرها، أما هنا فلن تقوم قائمة، لكل من يلحق التطبيع، ففي الحرب القادمة، لا مكان لمن يشتري ويبيع، ومستقبل فلسطين، تعميم جنين، شباب وسلاح مقاوم، ونفير واستنفار دائم، واستعداد غزة للدفاع، عن كل حق اغتصب أو ضاع، وفي ذكرى الاغتصاب، منتصف أيار، سيفتح الباب، على النار بالنار.
} 12-4-2022
صباح القدس لسيد المقاومة في كل الظروف، يرسم المسار ويضع النقاط على الحروف، وأول الكلام لفلسطين، وتغيير المشهد على أيدي المقاومين، وقد أسقطوا عن حروف الكيان النقاط، وأصابوا قادته بالإحباط، فلا التطبيع يوصل الفلسطينيين للتسليم، ولا الرهان على جيل جديد ينسى الحلم القديم، وآن الأوان لتقتنع «إسرائيل»، بأن الخطر يزداد عليها من جيل الى جيل، وأن السياق الطبيعي للمستوطنين هو الرحيل، أما في اليمن، وقد غيّر الصمود مجرى الزمن، فقد آن الأوان، ليتوقف العدوان، ويفكّ الحصار، وعندها يبدأ الحوار، من جار الى جار، بلا واسطة، لترسيم الخارطة، وبحث المشكل الأساسي، ضمن حل سياسي، وقد صار اليمن لاعباً يصعب اختراقه، حاضراً في أمن الخليج والطاقة، ومثله في سورية نصر على الإرهاب، الذي كان جيش الغرب والعرب لإسقاط الدولة، وقد تكشفت الأسباب، بعد ألف جولة وجولة، ومن صمم المؤامرة، كما اعترف بن جاسم، ومن اطلق الصافرة، املا بنصر حاسم، وكيف كان الصمود طريق انتصار الشعب، وتغيير وجهة الحرب، فمن يكون قد خرب الوضع العربي، غير رعاة هذا المخطط الغبي، الذي سمّوه ربيع العرب، وراهنوا فيه على سيف من ذهب، وكله لحفظ أمن الكيان، وحصار المقاومة في لبنان، وماذا كانت الحصيلة، ولم يتركوا من وسيلة، للفتن والحروب، وتجويع الشعوب، والتحريض على المقاومة، او دعوتها لقبول المساومة، والتآمر لنزع سلاحها، بدلاً من رعاية الدولة وإصلاحها، ولما قالوا فلتكن الانتخابات، وفي ظنهم أن ينالوا الأغلبية، قالت المقاومة جاهزون للتحديات، بعيداً عن الفتن المذهبية، ولنحتكم للصناديق، بين خصم وصديق، فتلك هي الديمقراطية، وها هم يستشعرون الفشل، ويحل اليأس مكان الأمل، فبدأوا يروجون للتأجيل، ويبحثون عن ذريعة، ويراهنون على التمويل، وعودة السفراء بعد القطيعة، لكن المقاومة جاهزة، لكل احتمال، وستنال الجائزة، وتحقق الآمال، فان كان للباطل جولة، فللحق ألف جولة.
} 13-4-2022
صباح القدس وانشغال العالم عنا نعمة، وقد كان تفرغه لنا أكبر نقمة، فتخيلوا لو ان الغرب غير منشغل بروسيا والصين، وقادر على التفرّغ لتثبيت الكيان في فلسطين، كما كان الحال في الستينيات أيام الحرب على عبد الناصر منذ النكبة، من العدوان الثلاثي الى الاستنزاف في اليمن وتوجيه الضربة، حيث الحرب كانت حرباً عالمية نفذتها «إسرائيل»، بعيداً عن الجيش الذي لا يقهر والكذب والتضليل، فقد اتخذ الغرب قرار الإطاحة، ووضع كل خبراته ومخابراته في الحرب وسلاحه، وها هو الآن منشغل عنا، ففي ذلك خير لنا، وكفى قولا إن العالم لا يهتمّ بأمورنا، فاهتمامه عندما يكون هو لتلاشينا وضمورنا، ومثله اهتمام حكومات العرب، فلو لم تكن مقدراتها مكرّسة لحرب اليمن، لما كانت منشغلة بكيفية التعبير عن الغضب، بل بكيفية تنظيم الفتن، وعندما كانوا متفرّغين، ماذا فعلوا لفلسطين، سوى المزيد من المؤامرات لتضييعها، واختلفوا على مَن يبيعها، والقول بأن ما حكّ جلدك مثل ظفرك رجاء الضعيف، خطأ كبير تؤكده الوقائع، فكل مرّة كان الوهم بالاهتمام يظهر كتفكير سخيف، ينتهي بحق جديد ضائع، وكلما أخذنا قضيتنا بأيدينا، نكتشف قدرة الإنجاز والتقدّم، وتراجعت أحوال مَن يعادينا، وأثبتنا القدرة على التعلم، فانتصار المقاومة في لبنان، لم يكن إلا إثبات هذه المعادلة، ومن بعدها جاءت غزة بالبرهان، وتخوض الضفة اليوم ذات المحاولة، فالأمور لا تقاس بالأحجام، ولا يحجم الحضور في الإعلام، بل بالإجابة عن سؤال، أليست المقاومة مَن يتقدّم من حال الى حال، وبالعكس يتراجع كل يوم حال الاحتلال، وهل من خيار في مواجهة الإذلال، الا المقاومة، وما هي خيارات الاحتلال، في الأيام القادمة، فإن تراجع تمدّدت بقعة انتشار المقاومين، وإن ذهب للتصعيد انفجرت بوجهه كل فلسطين.
} 14-4-2022
صباح القدس لشباب بعمر الورود، يكتبون آيات في المقاومة والصمود، يثبتون في الأسر بوجه السجان، ويؤرقون في ساحات الاشتباك جيش الكيان، ويقولون بالوقائع، إن ما مضى من رهانات على سقوط القضية وقت ضائع، فكل محاولات التيئيس، وكل مشاريع التسييس، لم تخلق الا جيلاً أشد تمسكاً واستمساكا، ولد بالفطرة يخوض اشتباكا، يحلم بالقدس عاصمة، ويتقن فنون المقاومة، لا يرى في الكيان الا وجوداً ضد الطبيعة، سيزول حتماً مهما طال الزمن، لن تحميه حروبه المريعة، ولا التطبيع وإتقان الفتن، ويؤمن بأن الثبات والعناد، فعل إيمان من الأجداد، ينمو ويتجدد، وحق يتأكد، وقد زاده الاختلاط والاندماج، يقيناً أكثر مما يحتاج، بأن الكيان الى زوال، مهما طال الاحتلال، فليس لديه مقوّمات الوجود، مهما تلاعب بالحدود، لا تفيده مظاهر السطوة، لإثبات مزاعم القوة، فهو كعملاق يوشك أن يموت، أوهن من بيت العنكبوت، مترنّح يحتاج الى ضربة الإسقاط، يقينه تراكم الإحباط، لا يزيده الدم الا يأسا، ولا يزيد الفلسطينيين إلا بأسا، فلا السجن يميت الإرادة، ولا الجوع يقتل الفكرة، وتكفي زيادات الولادة، لتفيض عن معدلات الهجرة، فكيف اذا حضرت الإرادة، وطوّرت ما يورّث بالفطرة، وتشكلت جماعات تتقن القتال، وتملأ الأرض صراخاً بوجه الاحتلال، تسلك طريقاً بلا رجوع، نحو الحرية من جلبوع، وتهتف شعار الفرار، هذا الوحش وهم من غبار.