افتتاح «معرض الغبيريّ للخط» و»الملتقى الشعريّ الشبابيّ» المرتضى: لالتزام الخط الصحيح في مقاربة شؤوننا الوطنيّة واستحقاقاتنا الدستوريّة
رعى وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى افتتاح «معرض الغبيري العربي والدولي للخط والزخرفة» و»الملتقى الشعري الشبابي»، الذي تنظمه بلدية الغبيري بالتعاون مع جمعية إبداع في المركز الصحي الاجتماعي للبلدية ـ روضة الشهيدين.
يتضمّن المعرض عرض لوحات لـ 25 خطاطاً من 13 بلداً هي لبنان، إيران، سورية، العراق، مصر، الهند، باكستان، تونس، الجزائر، المغرب، البحرين، افغانستان، والسعودية. ويستمر المعرض يومياً حتى 19 الحالي، من الساعة الثانية الى الخامسة عصراً.
بعد كلمة ترحيبية من رئيس بلدية الغبيري معن خليل ألقت رئيسة لجنة التربية والثقافة في بلدية الغبيري الدكتورة حسانة همدر كلمة شكرت فيها للوزير المرتضى رعايته افتتاح المعرض، كما وشكرت الشخصيات المشاركة والحضور وقالت: «لن نترك القلم والريشة، ومعاً دائماً نحو مجتمع مثقف وفنان ومبدع».
وألقى الوزير المرتضى كلمة قال فيها: «في هذه العشية الرمضانية المباركة نعانق من جمالات تراثنا بعضاً من أحلاها: ذكرى مولد الإمام الحسن المجتبى، سبط النبي وحبيبه وكريم أهل البيت، ومهرجان الخط الذي يضع الريشة لوناً في مهب العيون، وعرس الشعر، الإكسير السحري الذي يجري مع الدم في شرايين العرب. وأنتم أيضاً أيها الشباب الحاملون هم الحبر، مرسوماً كان أم مكتوباً أم مقولاً على منبر صوت».
اضاف: «أما الذكرى فللاتعاظ، تزدحم الفضائل والبطولات في سيرة الإمام ابن الإمام، مهما الكتب صفت فما كفت ولا وفت، كأنه كان التجسيد الحي لقول أول الأئمة، أبيه الإمام علي: «وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر». نعم، لقد انطوى في الحسن بن علي عليهما السلام عالم أكبر من الإيمان والزهد والفضيلة واحتمال الأذى من أجل الحق».
وتابع: «وأما الخط ففن يكاد ينفرد به الحرف العربي دون سواه من أبجديّات البشر. هذا الحرف الذي اعتمدته لغات غير عربيّة، تميّز بطواعيّة رسمه أشكالاً شتى، فعرف من الخطوط أنواعاً، ومن الخطاطين أفذاذاً «زركشوا» رسوم الكلمات ونمنموها، في كتابة القرآن الكريم، وتدبيج رسائل الدواوين ونسخ الكتب، وتكريم جماد اللوحات بآيات بينات تتبارك بها مواضعها. هذا الفن في بعده الجمالي يباري فن التصوير الذي عرفته حضارات أخرى، حتى ليمكن القول إن الخط هو «أيقونة الإسلام». ولأنه ينفذ إلى القلوب من نافذة العين، فإنني دائماً ما كنت أعجب من مصادفة غريبة: أن واضع الأسس العلمية الأولى للخط العربي هو «ابن مقلة»، فكأنما أراد الله أن يرتبط بالمقل اسم المؤسس الأول للفن المتعلق بها».
وأردف: «أما الشعر فأكتفي بأن أتلو على أسماعكم قول نزار فيه «إن الذين يكتبون النثر من قصة ورواية ومسرحية، لا يعانون من أية مشكلة، فهم يمشون مشياً طبيعياً، ويسيرون على الأرصفة المخصصة للمارة، أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحّشة، يتخطى فيها الراقص جسده، ويتجاوز الإيقاع الموضوع، ليصبح هو نفسه إيقاعاً»، وانطلاقاً من هذا الكلام الشاعري الجميل، أدعو الشعراء اللبنانيين جميعاً، وبخاصة جيل الشباب منهم، إلى أمرين: الأول هو التشدّد في احترام قواعد اللغة، فإننا أبناؤها وعلينا طاعتها والبر بها، والثاني هو ممارسة فن الإضافة في كتابة الشعر، لأن التقليد واستعادة المعاني والصور القديمة، يجمدان الإبداع ويحجران على نمو الثقافة».
وختم: «لم أشأ أمامكم أن أسمعكم ما تعرفون، كل في موهبته، كان قصدي أن أستفيد من هذه المناسبة المرصودة للخط والشعر، لأذكركم بوجوب التزام الخط الصحيح في مقاربة شؤوننا الوطنية واستحقاقاتنا الدستورية، وجعل إبداعاتنا لبنات في بناء المستقبل الزاهر لأبنائنا. خط واحد ينبغي لكم أن تسقطوه، هو ذاك الذي يرسمه أعداؤنا ليسير فيه العاملون، قصداً أو جهلاً، على زعزعة وحدتنا الوطنية، واغتيال انتصارات شعبنا خدمة لشعارات لا تصبّ إلا في مصالح الآخرين. هنيئاً لكم هذا الاحتفال، وهنيئاً للبنان بكم».